موندويس الأمريكية: هل المقاومة الأوكرانية قانونية والمقاومة الفلسطينية إرهاب؟

يتابع الفلسطينيون عن كثب الاختلاف في كيفية تغطية وسائل الإعلام الغربية لحرب أوكرانيا وفلسطين من حيث قضيتي اللاجئين والمقاومة.

تابع رزق عطاونة، 30 عامًا، وهو ناشط اجتماعي وسياسي من الخليل في الضفة الغربية المحتلة، الأخبار منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا. انبهر العطاونة مثل العديد من الفلسطينيين وملايين الناس حول العالم بالأخبار الواردة من روسيا وأوكرانيا وهو ينتظر بفارغ الصبر أي تطورات.

قال عطاونة لموقع موندويس: “اتضح بسرعة كبيرة أن هناك اختلافًا كبيرًا في وسائل الإعلام عندما يتعلق الأمر بالحديث عن أوكرانيا، وبالطبع مختلفة عن الطريقة التي يتحدثون بها عن فلسطين. نحن كفلسطينيين، أرضنا محتلة منذ أكثر من 70 عاما ونتعرض للاعتداء والطرد من منازلنا كل يوم، لكن الإعلام الغربي لا يسلط الضوء على هذه الممارسات لكن الأمر مختلف في أوكرانيا، تم تصوير هذه الأعمال على أنها جريمة منذ أول يوم”

لقد أعرب العديد من الفلسطينيين عن إحباطهم مما يقولون إنه “معيار مزدوج” في وسائل الإعلام وبين المؤسسات والحكومات العالمية عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا مقابل فلسطين.

قالت صابرين أبو لبدة، محاضرة جامعية من رام الله، لموقع موندويس “إن عنصرية الغرب وازدواجية المعايير في وسائل الإعلام قد تم الكشف عنها من خلال تغطية قضية اللاجئين الأوكرانيين، مقارنة بالقضية الفلسطينية ودول أخرى”.

كما قال محمد البدان، ناشط مجتمعي من بيت لحم: “إن التغطية الإعلامية الإيجابية والتعاطف مع أوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية مذهل. إنه لا يضاهى بنوع التغطية التي عانى منها الشعب الفلسطيني على مدى العقود السبعة الماضية على أيدي وسائل الإعلام العالمية وقادة العالم”

لاحظ العديد من الفلسطينيين على الفور الطريقة التي استجابت بها وسائل الإعلام وكذلك القادة الأوروبيون والغربيون للموجة الجديدة من اللاجئين الفارين من أوكرانيا. علما ان اللاجئين الفلسطينيون كافحوا من أجل الاعتراف بحقوقهم الإنسانية لأكثر من سبعين عاما ومن الغريب رؤية العالم يحتضن اللاجئين الأوكرانيين، في الوقت الذي يحتقر الغرب اللاجئين الفلسطينيين.

قال العطاونة: “لقد وصفت الولايات المتحدة والغرب على الفور تهجير الأوكرانيين من منازلهم على أنها جريمة حرب. بينما في فلسطين، تستمر إسرائيل في تهجير الفلسطينيين حتى اليوم، يبدو أن هذه ليست جريمة. كما أشار إلى مواصلة دعم الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي بالرغم من انتهاكاتها اليومية لحقوق الإنسان.”
أضاف العطاونة: “على الغرب أن يوقف كل عمليات التهجير القسري في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في أوكرانيا”.

قال البدان إنه من “المذهل رؤية الطريقة التي يُعامل بها اللاجئون الأوكرانيون على حدود الدول الأوروبية، حيث يتم الترحيب بهم إلى حد كبير بأذرع مفتوحة ويتم توفير اللجوء لهم. هذه هي الدول نفسها التي أغلقت حدودها في وجه اللاجئين السوريين وميّزت ضد اللاجئين العرب والأفارقة. لقد أظهرت هذه الدول عنصريتها بوضوح الآن.
نحن نتعاطف مع أي شخص يعيش في حالة حرب ومع الأشخاص الذين أُجبروا على أن يصبحوا لاجئين. لكننا نتمنى أن يعامل الجميع مثل الأوكرانيين”.

سارع العديد من الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي الإشارة إلى الاختلاف في الطريقة التي تعامل بها الإعلام الغربي مع المقاومة الأوكرانية، مقارنة بالمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال والتي تصورها وسائل الإعلام في كثير من الأحيان على أنها “إرهاب”. احتفلت وسائل الإعلام بصور الأوكرانيين وهم يصنعون قنابل يدوية الصنع وزجاجات مولوتوف ويحملون السلاح ضد الغزاة الروس في نفس الوقت يُقتل أطفال فلسطين لنفس السبب.

تم إضفاء الشرعية على المقاومة الأوكرانية ضد روسيا على الفور، بالمقابل يسجن الأطفال الفلسطينيين لمجرد القائهم الحجارة. قال البدان: “منذ بداية الحرب، تم تسليح المدنيين الأوكرانيين وأعطوا الضوء الأخضر للدفاع عن حقوقهم وأرضهم. على عكس الشعب الفلسطيني الذي تعامل مقاومته للاحتلال على أنها إرهاب. المقاومة الأوكرانية قانونية والمقاومة الفلسطينية إرهاب”.

المصدر: موندويس الأمريكية
ترجمة مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا