ميدل ايست مونيتور: حماية الفلسطينيين والتواطؤ الدولي مع إسرائيل

تقترن الدعوات الموجهة للمجتمع الدولي للتدخل وحماية الشعب الفلسطيني من العنف الإسرائيلي دائمًا بالتواطؤ مع الاستعمار الصهيوني لأرض فلسطين. لقد دعت جامعة الدول العربية هذا الأسبوع مجلس الأمن الدولي لتحمل هذه المسؤوليات بعد أن واصل الجيش الإسرائيلي قتل الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن العصبة معرضة للخطر في دعمها لفلسطين خاصة بعد تهاونها بشأن اتفاقات أبراهام التي أبرمتها إدارة ترامب، مما زاد من بُعد المنطقة عن النضال السياسي للشعب الفلسطيني على الرغم من الدعم الخطابي.

إن التركيز على انتهاكات إسرائيل أسهل من التركيز على سياساتها خاصة وأن الأمم المتحدة بذلت قصارى جهدها لبناء التناقض بين إعلان انتهاكاتها لحقوق الإنسان مع التمسك بالرواية الأمنية لإسرائيل. كلاهما موجود بشكل منفصل في الخطاب الدولي، وكلاهما يخدم غرضًا سياسيًا. إن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها إسرائيل والتي تم الإعلان عن العديد منها الآن على أنها جرائم حرب أو قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تقع ضمن النموذج الإنساني من قبل المجتمع الدولي لمنع الفلسطينيين من التعبير عن مخاوفهم السياسية. تم تبني الرواية الأمنية لإسرائيل من قبل المجتمع الدولي كإجراء لضمان إفلات إسرائيل والمستوطنين من العقاب، مما يعني أن الدعوة إلى الحماية الدولية للفلسطينيين هي قضية غامضة مع الأخذ في الاعتبار أنهم ممنوعون من التعبير عن تجربتهم الخاصة بشكل مباشر كقضية سياسية وأن رواياتهم يتم توجيهها باستمرار لتلائم معايير ما تمليه الأمم المتحدة بالفعل على فلسطين.

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا أن فلسطين لم تعد مصدر قلق ملح للدول العربي، وبالفعل أثبتت عدة حكومات عربية أنه على حق في حرصها على تطبيع العلاقات مع دولة الفصل العنصري.

الحقيقة هي أن الأمم المتحدة نفسها متواطئة في تجريد الفلسطينيين من حقوقهم السياسية. عند الحديث عن فلسطين، فإن قرارات الأمم المتحدة وخطاباتها غير الملزمة هي التي لها الأسبقية على الحقوق الفلسطينية المشروعة وغير القابلة للتصرف. علاوة على ذلك، دعمت الأمم المتحدة الوجود الاستعماري الإسرائيلي والتوسع، بينما أجبرت الفلسطينيين على التسول من خلال مؤسساتها من أجل الاستقلال. يتجاوز الإجماع الدولي المطالب الفلسطينية، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إسكات الرواية الفلسطينية بشكل أكبر. ستعزز الدعوات إلى الحماية الدولية الوضع الراهن تحت ستار التظاهر بحمايتهم، بينما ستمنح إسرائيل الغطاء السياسي لقمع الفلسطينيين أكثر. الحقيقة هي أن شكلاً واحدًا فقط من الحماية يمكن أن يفيد شعب فلسطين المحتلة ويتمثل بدعوة جماعية لإنهاء استعمار أرضهم.

المصدر: ميدل ايست مونيتور البريطانية
ترجمة مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا