سياسة شولتس حيال أوكرانيا تثير انتقادات الحلفاء

رأى الكاتب شون جونسون في موقع “بلومبرغ” الأمريكي، أن المستشار الألماني أولاف شولتس يتخلف عن الجهود الدولية المبذولة لمساعدة أوكرانيا على الوقوف في وجه روسيا، من دون أن يكون أمامه طريقاً واضحاً للتراجع.

وعارض شولتس الاشتراكي الديموقراطي البالغ من العمر 63 عاماً إرسال دبابات وإمدادات أسلحة ثقيلة أخرى إلى اوكرانيا مباشرة، وكذلك عارض فرض حظر على النفط والغاز الروسيين. وحشرته هذه السياسة في زاوية ضيقة مع المخاطرة بإغضاب حلفاء ألمانيا، وقت تشن روسيا هجوماً جديداً في شرق أوكرانيا.

تغيّر الديناميات
وبعدما كان وضع السياسة الدفاعية لألمانيا على قدم المساواة مع الحلفاء في بداية الغزو الذي شنه فلاديمير بوتين، أخفق شولتس في مواصلة هذه الخطوات مع تغير الديناميات. والأدلة على ارتكاب القوات الروسية جرائم حرب والتصميم الدفاعي لأوكرانيا، قد حفزا الدعوات إلى مزيد من القرارات الناشطة ضد روسيا، خصوصاً من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بمنطقة البلطيق.
وصرح وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في ريغا الأربعاء: “اليوم، ليس وقت الجلوس إلى جانب السياج أو إظهار الدعم الرمزي فقط”. ودعا ألمانيا إلى “فعل الأمر الصحيح”، ودعم الإقتراح الذي تقدم به الإتحاد الأوروبي لحظر إستيراد النفط الروسي، في الحزمة المقبلة من العقوبات.
وكان رئيس المجلس الأوروبي السابق دونالد تاسك أكثر جرأة، إذ قال عبر تويتر إن “الألمان يجب أن يدعموا بقوة أوكرانيا اليوم، إذا كنا نريد أن نصدق أنهم تخلوا عن تاريخهم”.
وبعد اجتماع عبر دائرة الفيديو مع نظرائه في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، اتيحت الفرصة لشولتس كي يواجه الانتقادات المتصاعدة. لكنه عوض ذلك، زاد الموقف تشويشاً. وقال إن ألمانيا ليست لديها المعدات لإرسالها إلى أوكرانيا، متسائلاً حول قدرة القوات المسلحة لكييف على تشغيل أنظمة تسليح حديثة، وكرر أن برلين لن تنخرط مباشرة في الحرب.

ثمن أسلحة
وبينما عرض شولتس دفع ثمن بعض الأسلحة التي ترسل من صناعات الدفاع الألمانية إلى أوكرانيا، برزت مشكلة. إذ لاحظ السفير الأوكراني إلى برلين أندريه ميلنيك، أن الأسلحة الثقيلة مثل دبابات ليوبارد وماردر، ليست على القائمة. وقال: “نعتقد أن القوات المسلحة الألمانية لا تزال قادرة على تزويدنا بالأسلحة التي نحتاجها”.
واجتمع ميلنيك مع مسؤولين بارزين في حزب شولتس الأربعاء للدفاع عن مطالبته بأسلحة ثقيلة وانتقاد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير لإقامته علاقات متينة مع بوتين عندما كان وزيراً للخارجية. وقال بعد هذه اللقاءات لتلفزيون آر. تي. إل. إن الجانبين “لا يزالان يتقدمان ببطء شديد”.
وفي أواخر فبراير (شباط)، فاجأ شولتس منتقديه عندما كسر تقليداً المانياً قديماً بعدم إرسال أسلحة إلى منطقة تشهد نزاعاً مسلحاً، بعدما قرر إرسال مئات من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات إلى أوكرانيا. وفي تغيير تاريخي في السياسة الألمانية، أعلن أنه سيرصد 108 مليارات دولار لموازنة الدفاع.
واستناداً إلى مسؤول حكومي بارز، فإن شولتس يعرض الآن إرسال ذخائر وتوفير التدريب للجنود الأوكرانيين على أنظمة مدفعية ذاتية الدفع، في حين أن المعدات التي ستزود بها أوكرانيا ستذهب من طريق هولندا.

انتقادات من أعضاء ائتلافه
وتعرض شولتس للانتقاد من أعضاء في ائتلافه الحاكم. وقالت النائبة البارزة في حزب الأحرار الديموقراطيين ماري-أغنيس ستراش زيمرمان الثلاثاء، إن خطط المستشار لإرسال الأسلحة قد أخفقت. وأضافت على تويتر: “لا نزال متخلفين جداً عن ذلك”.
وفي تعليق الاربعاء، انتقدت صحيفة بيلد الألمانية شولتس لإخفاقه وإرتكابه سلسلة أخطاء في أوكرانيا، بينها الفشل في حماية المصالح الوطنية لألمانيا بسبب عدم ردعه بوتين والمستشار السابق غيرهارد شرودر الذي يقيم علاقات وثيقة مع روسيا.
وقال نائب رئيس كتلة الإتحاد المسيحي الديموقراطي المعارض في البوندستاغ جوهان فاديفهول: “إننا لا نقف كلياً مع الأوكرانيين، وهذا خطأ جيوسياسي خطير يتحمل مسؤوليته أولاف شولتس”.

المصدر: موقع 24 الاماراتي

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا