المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

صحف عربية: عودة ماكرون المحتملة لن تكون قوية

تترقب فرنسا في اليومين المقبلين الكشف عن الفائز في الانتخابات الرئاسية، حيث من المتوقع أن تتجه لكفة الرئيس إيمانويل ماكرون لـ 5 أعوام إضافية إذا لم يطرأ أي حدث كبير يغير من نتيجة الأحداث.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، أظهرت استطلاعات الرأي تفاؤلاً صغيراً بفوز ماكرون على حساب منافسته مارين لوبان معتبرة أنه قد يقترن بمصاعب كبيرة، في حين كشفت مصادر عن احتدام التنافس على البرلمان في ظل انقسام كبير في فرنسا.

عودة ماكرون
في صحيفة النهار اللبنانية، ذكر علي حمادة أن بين الرئيس المرشح إيمانويل ماكرون والمرشحة رئيسة “التجمع الوطني” اليميني الراديكالي مارين لوبن، تتوسع هوة التأييد المتوقعة قبل المناظرة بينهما وبعدها، فقد استقر الفارق على ما يقارب النقاط العشر، ما يمنح ماكرون موقعاً متقدماً بوضوح، سيصعب على لوبن اللحاق به.
وقال إن “المناظرة التي حضرها ليل الأربعاء الماضي ما يربو على الـ 15 مليون فرنسي، أظهرت ماكرون متفوقاً على منافسته في خلاصة جميع الاستطلاعات التي صدرت في أعقابها، وذلك بالرغم من أن الأخيرة عملت جاهدة على محو ذكرى هزيمتها في المناظرة السابقة في الانتخابات الرئاسية عام 2017، حيث فشلت فشلاً ذريعاً ليستفيد ماكرون آنذاك ويفوز بالدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بفارق كبير عليها”.
وأوضح الكاتب أنه في اليوم التالي بعد التصويت، يعود الرئيس “العائد” إلى قيادة حملة انتخابية جديدة، وهنا الامتحان الكبير للرئيس ماكرون الذي سيتعين عليه أن يخوض الانتخابات بجهد مضاعف من أجل محاولة نيل أغلبية في البرلمان، تمكّنه من الحكم بسلاسة للأعوام الأربعة المقبلة، والامتحان الذي نتحدث عنه ستسبقه جهود مضنية سيبذلها ماكرون من أجل اصطياد أصوات من كل مكان، أي من جميع الحساسيات السياسية في وسطها، تماماً كما فعل في بداية ولايته الأولى.
وأشار إلى أن المعركة ستدور الآن حول البرلمان، ومن الواضح أن ماكرون، وإن عاد، لن يتمتع بالزخم الكبير الذي كان له سنة 2017، فالكتلة اليمينية بقيادة لوبن ستخرج لخوض معركة أيديولوجية ضده، وأيضاً ستخرج الكتلة اليسارية بقيادة ميلانشون لخوض معركة أيديولوجية ضده وضد لوبان.

زعيمة الاتحاد الأوروبي
ومن جهته، قال أمير طاهري في صحيفة الشرق الأوسط “حتى قبل أسبوعين فقط، اعتبر معظم المحللين السياسيين أن فرنسا تمثل الزعيم الحالي للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي عمل الرئيس إيمانويل ماكرون بمثابة قائد التكتل الأوروبي في التعامل مع الأزمة الناجمة عن الاجتياح الروسي لأوكرانيا”.
وأضاف أن ماكون أضفى بعض المصداقية على هذا التحليل من خلال مكالمات شبه يومية أجراها مع فلاديمير بوتين ورحلات إلى عواصم أوروبية مختلفة، رافضاً السير في مسار الحملة الانتخابية في الانتخابات الرئاسية، والآن مع اقتراب الجولة الثانية من الانتخابات، الأحد، يتجول ماكرون عبر أرجاء فرنسا ليضمن الحصول على كل صوت، حسب قوله.
وتابع الكاتب “المؤكد أن الكثير من الأمور حدثت خلال السنوات الخمس الماضية، وأول هذه الأمور أنه بعد أن كرس الكثير من وقته لرسم صورة فرنسا باعتبارها زعيمة الاتحاد الأوروبي ولاعباً كبيراً على الساحة الدولية، من وجهة نظر الكثير من الفرنسيين بدا ماكرون بعيداً، ويحمل بداخله قدراً هائلاً من الغطرسة، ومن هنا جاء لقبه (كوكب المشتري)”.
وأوضح أنه في بلد يعتقد فيه كل شخص أنه الأفضل من بين جميع المخلوقات، وأن فرنسا أعظم أمة على وجه الأرض، فإن ظهور المرء في صورة (كوكب المشتري) المتغطرس يعد سبيلاً مؤكداً نحو خسارة الشعبية.
وأردف قائلاً “أخبرنا الكثير من الناخبين في الأسابيع الأخيرة أنهم ما زالوا يحلمون بانتخابات حقيقية يستطيع فيها المرء الاختيار برأسه وقلبه، إلا أنه هذه المرة خرج القلب من المعادلة، ولم يتبقَّ من الناخب سوى الرأس، وهذا قد يمنح ماكرون فترة ولاية ثانية”.

هل تفوز لوبان؟
وبدوره، قال محمد يوسف في صحيفة البيان “ماذا لو فازت لوبان؟، سؤال يلحّ على الجميع، صنّاع القرار، وأصحاب التطور البشري، وخبراء السياسة والتحليل العلمي البعيد عن التحيّز، ومن يقيسون الرأي العام، كلهم يطرحون السؤال، ويحاولون أن يستخلصوا الإجابة من مجريات الأمور.
وتابع “هل ستدخل أوروبا من جديد في حقبة التطرّف والعنصريّة المفرغة من القواعد الواجبة، عند تعامل الإنسان بأخيه الإنسان؟، وهل ينفرط العقد الذي يجمع أغلب دول أوروبا في الاتحاد المهزوز، منذ أن غادرته بريطانيا العظمى؟”.
وأضاف الكاتب “سؤال تتفرّع منه عشرات الأسئلة، فقد دخلنا مرحلة العدّ التنازلي، غداً صمت، وبعد غد تصويت، ونتيجة في الساعات الأولى من الليل، ويتوقع أن تنقلب الطاولة، فهذه فرنسا، وعاصمتها مدينة النور المسماة باريس، والتي يحلو للبعض أن يمنحها ألقاباً أخرى اكتسبتها لأنها تستحقها، فهي منارة الثقافة، وهي أم الدساتير، وسيدة القانون، ورائدة العلمانية، علّمت العالم معنى الحريّات، وصاغت له الحقوق، وولدت عباقرة في كل العلوم وكل الفنون، ولا تزال كذلك، فهل يمكن أن تشطب كل تاريخها الحافل، بمنح الثقة إلى مارين لوبان، لتصبح رئيساً للجمهورية؟”.
واختتم مقاله بالقول “عند صناديق الاقتراع كل شيء ممكن، فهي خادعة رغم شفافيتها، تعز ذليلاً وتذل عزيزاً، يفوز بأغلبية أصواتها النكرات، وتهزم الشخصيات المحترمة، فلا تستبعدوا أن تشاهدوا لوبان تحتفل مع أتباعها في العاشرة من مساء بعد غد الأحد، بالفوز!”.

سياسة لوبان
وأما في صحيفة اندبندنت عربية، يرى المحلل السياسي أوليفيه روكان أن ما تعلن عنه لوبان حيال مكانة فرنسا في الاتحاد الأوروبي وتغيير التموضع داخله والانفتاح أكثر على علاقات مع بولندا والمجر، وليس فقط في ما يتعلق بسياسات الهجرة، سيكون أمراً يحمل كثيراً من المخاطر، فمستوى الاندماج مع ألمانيا سيواجه مقاومة كبيرة وهذا يتطلب برنامجاً معقداً وصعباً، ويصعب تقييمه سواء من حيث التنفيذ ويبقى غير واضح.
وأضاف “في حال فوز لوبان، سنشهد فترة من الغموض على صعيد العلاقات الدولية، وعلى المستوى الأوروبي والعلاقات مع كل من إيطاليا وإسبانيا، كذلك سيكتنف الغموض العلاقة مع الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن، كما ستكون هناك شكوك حول المصداقية والحوكمة وستُطلب منا ضمانات كثيرة”.
وأشار إلى أن الأمر لن يكون بالسهولة المتخيلة حيال المسائل المتعلقة بالمعاهدات الدولية، واحترام المعاهدات يطغى على القانون، كل هذا يبقى في إطار الإعلان وبرنامج لوبن سيواجه العقبات، ويصطدم بعلاقات القوة على الصعيد الدولي.
وحول قضية الحجاب، قال المحلل السياسي إيمانويل دوبوي “خطاب لوبان سيكون له تأثير في العلاقات مع الدول العربية، وعلى الرغم من أنها عدّلت من حدة خطابها حيال ارتداء الحجاب، فهي تبقي على منعه في الأماكن العامة والمؤسسات الرسمية، لن يكون في صالحنا مع الدول التي تربطنا بها علاقات استراتيجية مهمة على غرار المغرب والجزائر”.
وتابع “الصورة كما تبدو اليوم لا تقدم مارين لوبان على أنها ربما تفوز في الانتخابات، فالقوة السياسية الثانية في البلاد أي حزب لوبان، لم يحصل إلا على 8 مقاعد، وعلى ضوء ما ستحققه في الدورة الثانية يمكن التعويل على 10 مقاعد أو 12 مقعداً، إذ إن الانتخابات التشريعية تجري بحسب نسبية مختلفة ولا تأثير لمدى ما حققته بالانتخابات الرئاسية في ما يمكن أن يحققه حزبها بالانتخابات التشريعية”.

المصدر: موقع 24 الاماراتي

Exit mobile version