ناشونال إنترست: النووي لا يزال خياراً أمام روسيا في أوكرانيا

لم يستبعد المدير السابق لمركز بلفر في جامعة هارفارد غراهام أليسون توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضربة نووية إلى مدينة أوكرانية، مذكراً بتصريح مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إي” وليم بيرنز “لا أحد منا يمكنه أن يستخف بالتهديد المحتمل باللجوء إلى الأسلحة النووية”.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال لشبكة “سي أن أن” الأمريكية الأسبوع الماضي: “يجب ألا ننتظر اللحظة التي تقرر فيها روسيا استخدام الأسلحة النووية… بالنسبة لبوتين، فإن حياة الناس لا تساوي شيئاً”.

هل يأمر بضربة نووية؟
ويضيف الكاتب في مقال بمجلة “ناشونال إنترست”: “هل سيأمر بوتين بتوجيه ضربة نووية إلى مدينة أوكرانية؟ أراهن على أنه لن يفعل. لكن السبب الذي يجعلني متفائلاً هو أن المزيج من النجاحات الروسية على الأرض التي تتشكل في الدونباس من جهة، وتزايد الألم من جراء العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة والتي تضيق الخناق على الإقتصاد والمجتمع الروسيين من جهة ثانية، هذا المزيج سيؤدي إلى مأزق سيدفع بروسيا وأوكرانيا إلى وقف النار. وقد يتضمن ذلك اتفاقاً متفاوضاً عليه حول تحديد خط للسيطرة-مشابه لخط العرض 38 الذي أنهى الحرب الكورية عام 1953. أو يمكن أن يسفر عن صيغة أقل رسمية على غرار الخط الذي كان قائماً بين الإنفصاليين المدعومين من روسيا في دونتسك ولوغانسك وكييف، حيث كان يدور قتال بوتيرة منخفضة، منذ سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014.
وفي المقابل، يتواصل تدفق الأسلحة الغربية على أوكرانيا، كما لو أنها “ستربح” المعركة في الدونباس، وفق ما يتصور الكثير من الأوكرانيين، فضلاً عن توقعهم طرد القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية المحتلة. ويقول الكاتب: “في هذه الحال، فإن رهاني في شأن ما إذا كان بوتين سيستخدم السلاح النووي، سيكون متأرجحاً. ومن أجل شرح هذه النقطة تحليلياً، أقول إنه إذا ما أجبرت ظروف المعركة بوتين على الاختيار بين الخسارة أو تصعيد مستوى الدمار، فإنني أرجح أنه سيختار التصعيد.
هذه النتيجة التحذيرية، مبنية على أنه في حال واجه بوتين الهزيمة، فهو يعلم أن هذا سيشكل نهاية حكمه المستمر منذ 22 عاماً-وربما يكلفه حياته. فضلاً عن ذلك، فإن الهزيمة بالنسبة إلى العنوان الخاص به في التاريخ الروسي ستكون: الفشل. كما أن الرؤية حول روسيا الكبرى التي يؤيدها هو وزملاؤه، ستنتهي في سلة المهملات.
وفي الوقت الذي يتبنى فيه الكثير من الزعماء خيارات خاطئة وينتهي بهم المطاف إلى الندم، فإن بوتين يفعل كل شيء لتحقيق أهدافه. وفي مستهل حكمه، قصف غروزني وحولها إلى أنقاض، وفي سوريا دمر حلب.

معادل للقوة السوفياتية
وفي الستينات والسبعينات عندما كان الإتحاد السوفياتي يتمتع بقوة خمسة إلى واحد كأفضلية، كيف تصرفت الولايات المتحدة لردع ومنع السوفيات من الهجوم؟ لقد اعتمدت على الأسلحة النووية التكتيكية ك”معادل” للقوة السوفياتية. ومن دون التلويح بهجوم نووي، كان مخططو الحرب الأمريكيون يتوقعون بلوغ القوات السوفياتية القنال الإنكليزي في أقل من أسبوع.
وهذا الجزء من التاريخ قد يساعدنا كي نفهم جيداً قادة الجيش والاستراتيجيين الروس. إذ إنه بالنسبة إليهم تبدو الأسلحة النووية التكتيكية عنصراً ضرورياً للانقلاب على الخسارة.

خيارات عدة
ويطرح الكاتب سيناريوات الرد الأمريكي على استخدام بوتين السلاح النووي ومقتل عشرة آلاف أو عشرين ألف أوكراني، قائلاً إن الرد لن يتضمن بالطبع خيارات جيدة. وهذا ما يجعل أكثر إلحاحاً ضرورة وضع حد للقتل الآن-حتى ولو أدى ذلك إلى سيطرة بوتين على جزء من الأراضي الأوكرانية التي تسمح له القول للروس إنه حقق انتصاراً.
وبنظرة أشمل، فإنه بينما نتفادى حرباً عالمية ثالثة، وحتى أسوأ من ذلك، مثل الوصول إلى هرمغدون نووية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين والشعب الأوكراني الشجاع، يجب أن يفعلوا كل شيء لضمان الخروج من هذا الرعب، وبروز أوكرانيا كديموقراطية ناجحة نابضة بالحياة.
ويضيف: “إذا تذكرنا ما حدث في نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما تركنا ألمانيا الشرقية تحت الاحتلال السوفيتي، أو في نهاية الحرب الكورية، من تقسيم بين جنوب حر وشمال شيوعي، فإن ثمة ما يبعث على الأمل. إذا نجح الشعب الأوكراني في بناء بلده مثلما نجحوا في منع بوتين من القضاء عليه، فإن أوكرانيا قد تتحول إلى قصة نجاح عظيمة في الجيل المقبل”.

موقع 24 الاماراتي

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا