ناشونال إنترست: هل يمكن لروسيا الانتصار في دونباس؟

بينما تستعد القوات الروسية لهجوم حاسم على منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، فإن آفاق محادثات سلام ذات معنى لوضع حد للكارثة الإنسانية الأكبر التي تواجهها أوروبا منذ 1945، تبدو قاتمة أكثر من أي وقت مضى.

ويقول محرر شؤون الأمن القومي في مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية مارك أيبسوكوبوس إن القوات الروسية أوضحت أهدافها بينما دخلت الحرب في أوكرانيا مرحلتها الثانية.
وقال القائم بأعمال المنطقة العسكرية الروسية الوسطى الميجر جنرال روستام مينيكييف الجمعة: “منذ بدء المرحلة الثانية من العملية الخاصة فعلياً قبل يومين، فإن إحدى المهام للجيش الروسي هي السيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا. وهذا سيوفر ممراً برياً إلى القرم”.
ويبدو إعلان مينيكييف، وكأنه يتحدى تقويمات أوكرانية وغربية مفادها أن الهجوم الروسي المقبل سيكون مقتصراً على مناطق الدونباس الشرقية، حيث الجيش الروسي يتمتع بخطوط إمداد قصيرة، ويمكنه الإستفادة من واقع ميداني هو صاحب الأفضلية فيه.
ويبقى من غير الواضح ما إذا كانت روسيا تعتزم فرض سيطرة مباشرة على أوديسا، الميناء الجنوبي الغربي، أو عبر ترتيبات تشبه ما حصل في جمهوريتي دونتسك ولوغانسك الإنفصاليتين، كما لم يفصح الكرملين عن خططه بالنسبة إلى الأراضي التي هي فعلاً تحت السيطرة الروسية.
وتعهد المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف في مقابلة مع شبكة أوكراينسكا برافدا، أنه لن تكون هناك “جمهورية خيرسون الشعبية”، في إشارة إلى مدينة خيرسون الجنوبية المحتلة.
وربما تجعله إجراءات الكرملين محقاً في ما ذهب إليه، إذ إنه وفقاً لتقارير أخيرة، فإن السياسيين الروس يسعون إلى ضم خيرسون إلى الأراضي الروسية، باستفتاء يجعلها جزءاً من القرم المجاورة.
ويظهر أن موسكو وكييف تعتقدان أن المعارك المقبلة في دونباس وفي جنوب البلاد، ستكون حاسمة في الحرب.
وإذا تمكنت أوكرانيا من إنزال هزيمة أساسية بالقوات الروسية في دونباس، فإن ذلك سيحد جذرياً من خيارات الكرملين للمضي في الحرب. ونتيجة لإخفاق روسي محتمل في دونباس، سيستحيل تحقيق الهدفين الأساسيين للحرب، وهما تغيير النظام، ونزع قدرات القوات المسلحة الأوكرانية، دون اللجوء إلى تصعيد نووي كارثي.
لكن إذا نجح الجيش الروسي في عزل القوات الأوكرانية في الشرق إلى جيوب معزولة وتدميرها، فإن موسكو تكون عندها قد حيدت جزءاً كبيراً من وحدات الجيش الأوكراني المدربة.
وحسب الزميل الأول في معهد الأولويات الدفاعية اللفتنانت المتقاعد دانيال ديفيس، فإن الروس لن يتوقفوا قبل تعزيز سيطرتهم على منطقة دونباس الكبرى والتحرك إلى الأمام لضرب الحصار على خاركيف ثاني المدن الأوكرانية. إن انتصاراً حاسماً في دونباس، سيجعل القوات الروسية في وضع مؤاتٍ للتوجه نحو أوديسا، وفي نهاية المطاف العودة إلى منطقة كييف.
ويلفت الكاتب إلى أن الجدول الزمني للحرب تحركه اعتبارات محلية قوية، ويقول مسؤولون عسكريون غربيون، إن موسكو تسابق الوقت لتحقيق انتصارات ميدانية مهمة قبل 9 مايو (أيار)، اليوم الذي يحتفل فيه الروس بالنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وتحدث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة عن “احتمال واقعي” لفوز روسيا في الحرب، قائلاً عن الوضع على الأرض: “لا يمكن التنبؤ به”.
وبينما يدخل غزو أوكرانيا شهره الثالث، يمثل كلام جونسون أول اعتراف من زعيم غربي، بأن روسيا يمكن أن تنتصر. ولا يزال يتعين معرفة إذا كان الأعضاء الأساسيون في حلف شمال الأطلسي سيسعون إلى تكييف مقاربتهم التي ركزت حتى الآن، على تنسيق برنامج غير مسبوق من المساعدات لأوكرانيا لتمكينها من صد الهجوم الروسي وربما إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية، إذا حقق الكرملين مكاسب ميدانية مهمة في المناطق الشرقية في الأسابيع المقبلة.

موقع 24 الاماراتي

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا