المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

بالأرقام… العقوبات على موسكو ترتد على أصحابها

قال الكاتب في وكالة ريا نوفوستي الروسية ،ألكسندر خبروف أن فارضي العقوبات على روسيا بدأوا يجدون أنفسهم في وضع مماثل للذين ذكرهم الروائي الأمريكي كيرت فونيغوت في مؤلفه “البيانو الميكانيكي”، حيث أصبحوا رهائن لدى الآلات التي اخترعوها. وفي محاولتهم لخنق روسيا اقتصادياً، وجد فارضو العقوبات أنفسهم تدريجياً مشدودين إلى حبل المشنقة.

اتهم المعلق المالي في صحيفة تليغراف البريطانية ماثيو لين برلين، بتقويض العقوبات على روسيا قائلاً: “إذا لم تتوقف ألمانيا عن شراء الغاز الروسي، فيجب أن تفرض العقوبات عليها. هذا غير مقبول تماماً. إذا لم يرد الألمان تقديم تضحيات فهذا شأنهم، لكن لا سبب ليتحمل سائر العالم ذلك”.
واقترح لين حظر واردات السلع من ألمانيا حتى الإغلاق النهائي لأنابيب الغاز الروسية: “إذا لم ينجح ذلك، فبالإمكان عندها ترتيب مقاطعة من المستهلكين. أي شخص يشتري بي أم دبليو، أو فولكسفاغن جديدة يمول بشكل غير مباشر جيش بوتين”.
وفقاً لخبروف، إن اتباع هذا المنطق سيؤدي إلى تخلي الألمان عن سيارات لاندروفر. وليس واضحاً ما يجب فعله بسيارات “ميني” البريطانية وهو الإنتاج الذي أصبح منذ فترة طويلة ملك عملاق صناعة السيارات في بافاريا.

خسائر ألمانيا
إن الرفض المباشر للغاز الروسي سيكون بمثابة إطلاق النار على الرأس للاقتصاد الألماني. يقدر بوندسبنك الخسائر بـ 165 مليار يورو. يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة باسف للصناعة الكيميائية مارتن برودرمولر أزمة اقتصادية لم يشهدها الألمان منذ 1945.
وتجد ألمانيا نفسها فعلاً وسط ركود. 49% من الألمان مستاؤون من سياسة المستشار أولاف شولتس. يرتبط الانخفاض السريع في شعبية الحكومة الائتلافية بانخفاض أسرع في مستويات المعيشة.

بريطانيا والغاز الروسي
لندن نفسها غير مستعجلة لرفض الغاز من روسيا رغم أن حصتها لا تزيد عن 5%. أصدر الناظم المالي البريطاني الأسبوع الماضي ترخيصاً عاماً للمدفوعات لصالح بنك غازبروم.
ستكون شركات الطاقة المحلية قادرة على دفع العقود الروسية حتى 31 مايو (أيار). وإذا دعت الحاجة فسيكون بالإمكان تجديد الترخيص.
وأعلنت استراتيجية جديدة للطاقة في لندن لو أصبحت بريطانيا مركزاً جديداً لضخ الغاز إلى القارة.
ويعمل الوزراء البريطانيون بنشاط على استمالة الشركاء الأمريكيين. شرعت الشركات الأمريكية في إرسال 15 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذه السنة. كل هذه مجرد توقعات.

تداعيات
في الواقع، ارتفع سعر الغاز على المستهلكين العاديين بـ 54% في بريطانيا وثمة توقع بزيادة أخرى في الخريف. نتيجة لذلك، سيسقط 40% من السكان تحت خط الفقر، على مستوى الطاقة. ويتوقع الخبراء أعمال عصيان.
يطالب قادة شركات الطاقة الكبرى في بريطانيا بتحرك حكومي سريع. يقول الرئيس التنفيذي للطاقة الاسكتلندية كيث أندرسون: “بلغنا مرحلة لم يعد باستطاعة صناعتنا التعامل مع حجم التحديات”.
بعد الغاز، ارتفعت أسعار الأسمدة. طرأت زيادة على أسعار نيترات الأمونيوم بـ350%. علاوة على ذلك، يواجه المزارعون البريطانيون زيادة في تكاليف الوقود. سيؤثر ذلك على أسعار السلع النهائية على رفوف المتاجر.

خسائر عمالقة النفط
أضاف الكاتب أن اتباع التوجيهات السياسية والخوف من الغرامات عند انتهاك نظام العقوبات يجبران القطاع المالي على خسارة أعمال مربحة للغاية مع الزبائن الروس.
يمكن أن تصل خسائر شركة بي پي إلى 25 مليار دولار، وشل إلى 5 مليارات. تحاول الشركة الآن بيع حصتها البالغة 27.5% في مشروع سخالين-2 المشترك مع غازبروم لاستخراج ونقل الغاز المسال إلى دول في جنوب شرق آسيا. والصينيون مستعدون لشراء حصة، لكن بسعر مخفض جداً بعيد عن سعر السوق الفعلي.

حتى شركات الجعة تعاني
ستخسر مجموعة كارلسبرغ الدنماركية التي حصلت على ما يصل إلى 9% من إجمالي أرباحها في روسيا، قرابة 1.5 مليار دولار بعد بيع أصولها في روسيا.
وتخاطر شركة أنهوسر-بوش إنبيف البلجيكية لصناعة الجعة بخسارة 1.1 مليار دولار عبر الانسحاب رسمياً من روسيا.
وتزعم إفس التركية وجود مكان شاغر مربح. لكن الكاتب يشير إلى أن لا أحد قادر على تفسير مغزى هروب شركات الجعة الأوروبية من روسيا خاصةً أن المستهلكين الروس لن يعانوا بالتأكيد وبأي شكل من الأشكال.

لحن آخر
كان على قيادة شركة شل في أوائل مارس (آذار) أن تتوب علناً عن عائدات قدرها 20 مليون دولار لشراء النفط الروسي لمصافيها.
والشركات الأكثر تبصراً الآن تحسب مقدماً أي قيود قد تبرز حتى لا تقع تحت سيوف العقاب للمنظمين القاهرين، وتحاول تخمين أي لحن آخر سيعزفه البيانو الميكانيكي للعقوبات.

موقع 24 الاماراتي

Exit mobile version