فواتير بينيت

بقلم: ايتمار آيخنر

الكثيرون من الإسرائيليين لا يتواجدون في البيت معظم ساعات اليوم. احيانا يتركون نقودا للأولاد كي يطلبوا طعاما لأنفسهم. أحيانا يتركون لهم طعاما كي يسخنوه لأنفسهم عند عودتهم من المدرسة. ولكن عندما يدور الحديث عن عائلة بينيت، فهم لا يُتعبون أنفسهم. ببساطة يتصلون بوولد ويطلبون الطعام. سوشي، بوظة، همبرغر وبيتزا. 11.500 شيكل في الشهر. وهذا لا يتضمن الطلبات من السوبر ماركتات ومحال المشهيات بـ 15.000. اكثر من 25.000 في الشهر لزوجين وأربعة أطفال، على حساب دافع الضرائب. هذا قانوني ولكن تنم عنه رائحة غير طيبة. من بينيت متوقع اكثر. وعدونا بحكومة تغيير فتلقينا رئيس وزراء منقطع عن الجمهور. اختار بينيت أن يبقى في بيته في رعنانا في ظل التسبب بالمنغصات لجيرانه. هذا حقه. أصر على أن يصبح البيت منزلا رسميا، ومع التعريف تأتي الامتيازات المرافقة.
نتنياهو أخلى بلفور في تموز 2021. ومنذئذ البيت فارغ. بينيت علل حقيقة أنه لم ينتقل إلى المنزل في القدس في أن الشاباك طلب ترميم المنزل وتكييفه لاحتياجات الأمن الجديدة. وأضاف ذريعة أخرى: تخطيط الترميمات والتنفيذ مجمد بسبب إجراءات عرقلة العمل في وزارة الدفاع. أما الحقيقة فهي أن هذه الإجراءات لم تبدأ إلا في كانون الثاني من هذا العام، بينما البيت فارغ منذ نحو سنة.
في هذه الأثناء، استثمرت الدولة بين 13 و 15 مليون شيكل في الأعمال في البيت في رعنانا. يدعي مكتب رئيس الوزراء بأن هذه تكييفات أمنية. كل هذا كان سيمنع لو أن بينيت بقي في بلفور ولم يتملص منه كي يبعد نفسه عن إرث نتنياهو.
ارتكب بينيت أمس خطأ جديدا. بدلا من أن يعترف بأنه اخطأ ويعلن أنه سيتوقف عن طلب إرساليات الطعام على حساب الجمهور، هو ومكتبه نشرا بيانا طويلا عرضا فيه المعطيات الكاملة التي كشفت من ناحيتهم بان عائلة بينيت عمليا تنفق على الطعام اقل بكثير من عائلة نتنياهو. كما شرحوا في المكتب بأنهم لو كانوا شغلوا طباخة، لكانت النفقات على الدولة ستكلف اكثر من النفقات على طلب الطعام من المطاعم. وادعى رئيس الوزراء «نحن نوفر نحو مليوني شيكل في السنة لدولة إسرائيل».
لقد اعترف بينيت عمليا بانه مثل نتنياهو. هو أيضا استغل القانون في صالح التشريفات والامتيازات – باستثناء انه فعل ذلك بقدر اقل من سلفه. بكلمات أخرى: بينيت اعترف بانه مستغل صغير بينما نتنياهو هو مستغل كبير. باستثناء أن نتنياهو ليس هو القدوة لنمط الحياة المتواضع. فلا تقارن نفسك به. نتوقع منك أكثر حقا، وبخاصة حين تكون أنت تسكن في بيتك الخاص وبخاصة حين يكون معروفا انك رجل ثري جدا لا تحتاج حقا إلى العين العامة على طلبات طعام عائلتك.
تساءل غير قليل من الاسرائيليين ممن قرؤوا المعطيات التي نشرها مكتب بينيت كيف حصل أن رئيس وزرائهم منقطع عن الحياة هنا بهذا القدر.
عن غلاء المعيشة وعما يمر على عائلة عادية لا يمكنها حقا أن تطلب إرساليات من وولد بآلاف الشواكل. محق بينيت في أن نتنياهو يستخدم هذه المنشورات كي يشهر به وبعائلته. لكن، مرة أخرى، هذا لا يبرر سلوكه. خير يفعل رئيس الوزراء إذا ما توقف عن مشادته مع نتنياهو وخدمته. خير يفعل إذا ما اعترف بخطئه واعلن أن من الآن فصاعداً سيتوقف عن مد اليد إلى الصندوق العام كي يطعم عائلته في بيته الخاص، حتى لو كان القانون يسمح له بذلك.

عن «يديعوت أحرونوت»

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا