إلى متى هذا التعامي؟

بقلم: سعدات بهجت عمر

أظهرت النازية الجديدة في أوكرانيا وتناميها في دول حلف الناتو السابقين واللاحقين أي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مدى إلتزام الإستراتيجية الأمريكية أثناء الحربين العالميتين وما بينهما وأثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي الذي تقوده الرأسمالية المعاصرة الأمريكية، والشيوعي الذي يقوده الإتحاد السوفياتي السابق بالدولة اليهودية المغتصبة لفلسطين، والذي استند على فكرتين هامتين: أولاهما أن فلسطين يجب أن يعاد تشكيلها كوطن قومي لليهود، وثانيهما أن الحل الوحيد لمشكلة التشرد اليهودي يوجد في فلسطين ولو كان ذلك على أمن وأمان واستقرار شعبنا الفلسطيني، وقد ضمنت هاتان الفكرتان وإلى يومنا هذا في السياسة الإستراتيجية الأمريكية لجميع الإدارات الأمريكية لأسباب مختلفة جداً لتخفيف آلام اللاجئين الأوروبيين اليهود!!! إلا بمساندة هجرتهم أو ترحيلهم ولو بالقوة إلى فلسطين واتخاذ الخطوة الأولى نحو بناء إسرائيل بعد الإنتصار على دول المحور بزعامة ألمانيا على أنها القوة المتفوقة ليس فقط في الشرق الأوسط بل على المستوى العالمي. هكذا يجب أن نفهم الإلتزام الأمريكي بإسرائيل وأمنها كما هو بالفعل التزام خاص مهما كانت الأسباب والنتائج المقررة، ولنعلم علم اليقين أن السياسة الأمريكية إزاء فلسطين لم ولن تكن سياسة قائمة على الحقيقة في الواقع لأنها بنيت على مصالح قصيرة الأجل وحتى شخصية في كل دول العالم العربي من الخليج إلى المحيط، وأن توجه أمريكا بصدد شعبنا الفلسطيني هو توجه ضد المصالح القومية الأمريكية، وهذه النقطة برهنت عليها نتائج تأييد أمريكا لإسرائيل في فلسطين على نهب شعب كامل ونفيه لذلك المصلحة الأمريكية لم ولن تؤخذ أبدآ بعين الإعتبار في صنع سياسة فلسطينية مستقلة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version