هل خذلها القدر أم خذلها ضمير الكون الآثم ؟

بقلم: عمار نزال – قباطية

لعلنا جميعا تمنينا أن يطيل الله بعمر والدة الأسير كريم يونس حتى تحتضن إبنها حرا بعد إنتظار أربعة عقود من الزمن في ظلم و ظلام أقبية الإحتلال الصهيوني ، رحلت التسعينية بالعمر و الأبدية في الشوق و الحنين ، عمرها كان أطول من عمر كيان الإحتلال العابر ، أما لوعتها إنكسرت في نصفين ، نصف تجرعه ولدها الأسير و النصف الآخر على جدار الزمن .. زمن الهجرة و النكبة و التضحية و الثورة .

أي حزن أنت فيه يا كريم ، عميد الأسرى و عميد الصبر ، نعم طال الإنتظار و رحلت والدتك و هي على شاطئ اللقاء بك ، لكن إرادة الله شاءت أن تبقيها على قيد الحياة حتى الخطوات الأخيرة لحريتك .. لن تحتضنها ، لكنها كانت وقود إرادتك طوال أربعة عقود ، فلم يخذلها القدر ، لكن خذلها ضمير الكون الآثم ، خذلها صمت العالم على أقذر إحتلال عرفته البشريه .

ستخرج يا كريم و تبحث عنها في وجه الوطن .. في عبق النكبة ، ستبحث عنها تحت ظلال أشجار الزيتون و في رائحة الخبز و الزعتر ، ستبحث عنها في الثواني و الساعات و الأيام التي كانت تحصيها بكل لهفة .. حتى تلقاك ، و ستجدها في عيون أمهات الأسرى .

كريم يونس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح و عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال و أقدم أسير ثوري في العالم .. لك السلام و الحرية و لروح والدتك السلام و الرحمة .. و لا سلام مع إحتلال رضعنا الثورة ضده من صدور أمهاتنا .

 

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا