ما لا تعرفه عن اللجوء

بقلم: عبير المدهون

قبل ان تحلم بالسفر الى أوروبا تلك البلاد التي صورها الناس لنا على انها جنة الأرض. انصحك ان تعيد التفكير ألف مرة ومرة .
فذلك الجمال هو لجثة باردة خالية من المشاعر والمحبة.
قبل ان تفكر بالهجرة واللجوء والاغتراب فكر ان الحال قد أختلف عما مضى بعد العولمة والانفتاح قبل الهجرة الجماعية وزيادة عدد اللاجئين .فكل شيء قد تغير ولم يعد مرحب بك كما في السابق.
رحلة اللجوء مؤلمة جداً بداية من الوداع الأخير لبلادك وأهلك الى بداية قبولك كلاجئ . اياك ان تصدق ان الجنة هنا فالجنة في السماء فقط.فبعد ان تتجاوز رحلة الوصول المضنية واذا ما حالفك الحظ بالصول الى وجهتك المرجوه!؟.تبداء معانة تسليم النفس ثم المحاكمة ثم التوزيع على الكامب ومنه الى الهايم ولمن لا يعرف ما معنى ذلك هو سكن جماعي في افضل حالته ان كنت مع اسرتك غرفة مستقلة والمنافع (الحمام والمطبخ) مشترك
وان كنت أعزب فعذاب ومعاناة اكبر في غرفة مع عدد كبير من الشباب والمنافع مشترك أيضاً،،ولك ان تتخيل ما معنى حياة مشتركة مع جنسيات واديان وروائح واطعمة ولغات وعادات وتقاليد ومشاكل لا عد ولا حصر لها.وبعد ذلك يتم فرزك الى مدينة بالطبع ليس بمحض اختيارك بل حسب حاجة المدينة ونقص تعداد السكان فيها .لتبدأ رحلة المعاناة في قبول طلب اللجوء او رفضه لتدخل في حالة نفسية يرثى لها مع كل بريد يصل لك ومع كل موعد في بلدية المدينة وفي كل موعد مع محامي.ومع كل رنة هاتف من الوطن تحمل اخبار سيئة..خوف وترقب والم نفسي من الرفض والترحيل وكم هو حظك سيء اذا كان ما يتابع ملفك عنصري كاره للعرب والمسلمين.
رحلة فيها قهر وذل ومرض. عداك عن رحلة تعلم اللغات التي ما انزل الله بها من سلطان.معاناة تصحيح فكرة الأوروبيين عن بلدك فهم يعتقدون أنك جاهل أمي ما زلت تركب الدابة وتعيش في خيمة ومتخلف لا تستغرب ،،،! والأصعب من ذلك على رغم شهادتك العلمية وخبرتك الطويلة سوف يتم التعامل معك كجاهل وأمي حتى تثبت العكس بتقدمك في مستويات اللغة وذلك تمهيدًا لمعرفة مدى قدرتك على الاندماج في المجتمع الجديد الذي سعيت اليه بنفسك.ثم رحلة معادلة الشهادة إذا تم قبولها ؟؟وبعد ذلك عليك ان تثبت انك مندمج وعليك القبول بكل القوانين والعادات والتقاليد التي تسري في تلك البلاد.بمعنى عليك الانسلاخ من جلدك وتقبل افكار المجتمع الجديد ليس بإرادتك وانما (خوفاً من العواقب).ابسطها سحب اطفالك مثلاً!؟ وهنا تبدأ حرب المحافظة على عائلتك واولادك وبناتك لتعيش حالة من الخوف والترقب حياة ملئها الخوف والألم فإما ان تكون على قدر المسؤولية وإما ان تعود ادراجك حفاظًا على ما تبقى من دينك وكرامتك وعائلتك……

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا