الفرحة المخطوفة

كانت عائلة المواطن صلاح صوافطة من مدينة طوباس تستعد لحفل زفاف ابنتهم بعد أسبوع، لكن الاحتلال خطف فرحة هذه العائلة، فالوالد الذي كان من المفترض أن يزف ابنته يوم الجمعة المقبل لعريسها، استشهد برصاص قوات الاحتلال اليوم.

كعادته كل يوم، أدى صوافطة (58 عاما) صلاة الفجر في المسجد القديم بمدينة طوباس، وأثناء خروجه من المسجد أصابته رصاصة في رأسه من قوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة.

تظهر تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة أن الشهيد كان بعد خروجه من المسجد مسرعا، محاولا الاحتماء بأحد المحلات القريبة من رصاص الاحتلال الذي كان كثيفا، لكنه فجأة سقط على الأرض بسبب إصابته.
نقل صوافطة على الفور إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي وبعدها نقل إلى مستشفى رفيديا في نابلس حيث كانت إصابته حرجة للغاية، وبعد حوالي خمس ساعات من إصابته أعلن الأطباء استشهاده.
أعيد جثمان الشهيد إلى منزله في مدينة طوباس لإلقاء نظرة الوداع عليه وسط حزن شديد خيم على المدينة وحالة من الصدمة لعائلته التي لم تكن أن تتوقع أن يغادرهم الأب شهيدا على عجل، ثم نقل إلى المسجد الذي استشهد أمامه ليصلى عليه ويشيع من هناك.

في منزل الشهيد كانت تجلس زوجته وبناته الأربع بعد توديعه في حالة من الصدمة والحزن، فيما كان الابن قد غادر مرافقا لجثمان والده إلى المسجد، كان المنزل مكتظا بالنساء من الجيران ومختلف مناطق المدينة، اللاتي جئن لمواساة العائلة.

حيث يجلسن، كان ثمة ما يدل على فرحة ترتقبها العائلة في هذا المنزل، فعلى أحد الأبواب كانت معلقة خشبية كتب عليها “في بيتنا عروس”، لكن الاحتلال لم يرد الفرحة لهذه العروس.
كان من المفترض أن يرافق الشهيد ابنته دنيا بعد أسبوع من الآن إلى صالة الأفراح ممسكا بيدها ليزفها لعريسها، لكنها اليوم كانت في حالة من الذهول فهي لم تتفهم ما جرى ليحول فرحها إلى حزن وابتسامتها إلى دموع.

في منزل الشهيد وفي محيطه يروي جميع الحاضرين أن الشهيد كان محبوبا بين أفراد عائلته وبين جيرانه، تقول إحدى الجارات: أبو محمد كان محبوبا من الجميع ولحسن سيرته وتعامله بين الناس أكرمه الله بالشهادة في يوم فضيل وبعد صلاة الفجر.

وبعد صلاة العصر، كان مسجد طوباس القديم مكتظا بالمصلين الذين أدوا صلاة الجنازة على الشهيد، كما أن الطريق إلى المسجد كانت مليئة بالمواطنين الذين توزعوا على جانبيها.

هناك ألقى المئات من أبناء المدينة نظرة الوداع على شهيدهم وحملوه على أكتافهم في موكب تشييع حاشد، حتى وصلوا إلى المقبرة حيث ووري الثرى.

وفا- إسراء غوراني

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا