حديث القدس: إغلاق المؤسسات عمل عدواني جديد – قديم

لا يخفى على احد ان من ابرز اهداف دولة الاحتلال من وراء اغلاقها لسبع مؤسسات حقوقية وأهلية فلسطينية تعمل في دولة فلسطين، لصالح شعبنا ولكشف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق ابناء شعبنا، هو محاولة التعتيم على ما تمارسه وتقوم به دولة الاحتلال في ا لاراضي الفلسطينية المحتلة والتي طالت كل شيء، ظناً من الاحتلال بأن مثل هذه الانتهاكات الجسيمة يمكنها ان تثني شعبنا عن مواصلة مسيرته النضالية من اجل نيل كامل حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
هذا من جانب، ومن الجانب الاخر فإن اغلاق مؤسسات اهلية تقدم الخدمات لشعبنا في قطاعات مختلفة منها الزراعية والصحية، هدفه، منع تقديم اية خدمات لشعبنا لابقائه يعيش في حالة فقر مدقع، ونسبة بطالة عالية، الى جانب الابقاء على الاقتصاد الفلسطيني مرتبطا باقتصاد دولة الاحتلال تتحكم فيه كما تشاء، وتحت رحمتها.
ان ما قامت به دولة الاحتلال هو عمل اجرامي يندرج في اطار جرائم الحرب التي تنفذها دولة الاحتلال بحق شعبنا امام مرآى ومسمع العالم قاطبة والذي لا يحرك ساكنا باستثناء قيام البعض من دول العالم باصدار بيانات الشجب والاستنكار والتي لا تجدي نفعا مع احتلال غاشم هدفه فرض الاستسلام على شعبنا ولكن هيهات ان ينجح في ذلك ما دام شعبنا صامد على ارضه ويدافع عنها بكل الوسائل والسبل المتاحة والمنصوص عليها في القوانين والاعراف الدولية.
ان الاجراء الاسرائيلي بحق سبع مؤسسات حقوقية وأهلية يصب في اطار الهجمة والحرب الشعواء والمدروسة التي تشنها دولة الاحتلال على شعبنا وارضنا ومقدساتنا ومؤسساتنا التي هدفها شطب اي مظهر من مظاهر بناء الدولة الفلسطينية، لأن دولة الاحتلال تعمل على وأد اي محاولة بهذا الشأن. وأفشلت حل الدولتين وتعمل على هدم اي بناء في هذا الشأن تحت مزاعم مختلفة، غير آبهة بأن هذه المؤسسات تعمل بتراخيص من السلطة الوطنية وتعمل في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية وتقدم مساعدات لشعبنا في الاراضي المحتلة لمساعدتهم في التغلب على صعوبات الحياة الناجمة عن انتهاكات الاحتلال ومواصلة احتلاله للارض الفلسطينية. بل وضم المزيد من الاراضي واقامة المستوطنات عليها وجلب حوالي مليون مستوطن يعيثون في الارض الفلسطينية فسادا ويعتدون على اهلنا يوميا بحماية جيش الاحتلال الذي يشاركهم ايضا في هذه الاعتداءات.
ان المس الاسرائيلي بهيبة السلطة الفلسطينية واستباحة اراضيها يوميا يتطلب من السلطة تصعيد تحركاتها على كافة المستويات، وفي مقدمة ذلك العمل على انهاء الانقسام المدمر واستعادة الوحدة الوطنية التي هي الطريق الوحيد لمواجهة دولة الاحتلال والحد على اقل تقدير من جرائمها بحق شعبنا وارضه ومقدساته ومؤسساته، فكم من مؤسسة اغلقها الاحتلال في القدس وسائر ارجاء الضفة الغربية مستغلا بذلك الظروف الذاتية التي تمر بها الساحة الفلسطينية والظروف الموضوعية، حيث الحروب من جانب ودفاع اميركا والدول الغربية عن هذا الاحتلال تحت ستار الدفاع عن النفس، في حين انه محتل غاشم.
وفي النهاية فإن اغلاق المؤسسات السبع هو عمل عدواني جديد-قديم ضد الكل الفلسطيني.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا