” ١٨ عاما على رحيل الاب الروحي للثورة الفلسطينية.. الشهيد القائد ياسر عرفات “

بقلم: الناشط السياسي والكاتب فراس الطيراوي عضو الامانة العامة للشبكة العربية للثقافة والراي والاعلام/ شيكاغو

في مثل هذا اليوم، الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2004، استشهد الاب الروحي للثورة الفلسطينية الرئيس القائد ياسر عرفات “أبو عمار”. سيظل هذا التاريخ ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد خاض نضالاً تحررياً في سبيل قضيتنا الوطنية لعشرات الأعوام، وواجه من أجلها معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، حتى انتهت باستشهاده، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مدينة رام الله.
رحل “أبو عمار” في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة لا زال يعاني منها شعبنا وقضيته التحررية، بفعل الاحتلال والعدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل.
لقد استفادت مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة القائد والشهيد ياسر عرفات الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، إذ إنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ
وستذكرها الأجيال القادمة جيلا بعد جيل .
سلام الله عليك يا قائدنا ويا معلمنا ويا شمس شهداء ثورتنا , سلام العيون التي استيقظت في صباحاتك المليئة بالحلم والعلم والنشيد، وتأبى اليوم ان تغفو على غيابك المذهل وانطفاء روحك التي ترفض ان تموت … سلام الرجالِ الأتقياءِ الذين مازالوا ينتظرونك في صهيلك الباذخ، وزئيرك الرابض في حناجرنا …. سلام الوطن المتدثر بغيبوبة الوجع الفادح في اخر جولاتك وانتصارات رمحك … مثلك لا يغيب وقد توثبت حمكتك ورؤاك فينا .. نحن لانرثيك في غيابك، لكننا نستلهم حضورك الخالد في نفوسنا، ثابتاً كالسيف ، خالداً كالبحر ، راسخاً كالحقيقة .. يسألون عن زمنك فنقول لهم هو ميقات الثبات على المبادئ ، وايقونة التمسك بالاهداف ، ورمزية الثورة الفلسطينية التي دافعت عنها حتى الرمق الاخير .
عهدا” لك أيها الخالد في وجداننا أننا سنبقى نرى فيك إرثاً مجيداً، ونبراس هدايـــــــــــة، ومعين عطاء مغروســــــــاً في قلوبنا وضمائرنا، مزروعــــاً في الحنايا والصدور، كما نؤكد أن مسيرتك النضالية مستمرة فينا، ومبادئك مصانة، وإنجازاتك منيعة، وقيمك أمانة.
طوبى لك يا ابا عمار ولروحك الطاهره التي تسكننا، طوبى لك وقد صدقت عهدك مع الله والشعب، طوبى لك شامخاً كالجبال.. رحلت وما وقّعت على وثيقة سلام، يريدونها استسلاماً، لم تنحني او تنكسر تحت أي ظرف او وطأة، أو أي تهديد، تحملت المؤامراة وواجهاتها بقلب من حديد حتى اصطفاك الله شهيد. سلام الله عليك غائباً حاضراً.. سلام الله عليك من وطن عرفك في حياتك ويستحضر ذكراك الآن أكثر بعد رحيلك.. يا صاحب الشمائل العظيمة ، ستبقى ذكراك الطيبة حية، يا ساكنا في نبضات قلوبنا ، وفي حدقات عيوننا ، وفي صميم ضمائرنا، و ستبقى آية في سماء فلسطين والقدس وفي صدر الكتاب.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا