بقلم: سعدات بهجت عمر
هذا نتنياهو قادم فلا أهلاً ولا سهلاً كوني رصاصاً كوني مقبرة للغزاة الصهاينة يا ضفة العز والفخار ولا تختبئين تحت التراب. لا تسألينا يا قدس لا تسألينا رام الله لا تسألينا يا جنين لا تسألينا نابلس لا تسألينا يا بيت لحم لا تسألينا خليل الرحمن لا تسألينا يا أريحا أُخرجن والبسن الليل تناثرن في الذهن كُن دليلنا للنصر والحرية والدولة أمامكن صبح البدايات وجبل النار والزيتون والأقصى طعم النهايات. وينبثق الشهداء من الموت يحملون وجوههم قناديل للوحدة الوطنية لا قناديل تفجير فدخان البنادق والمدافع والدبابات والطائرات والصواريخ يتساقط مطراً فأرض فلسطين تواصل لا ينقطع عبر التاريخ والثورة فعل يتراكم وبراعم تتفتح وأطفال صغار يكبرون قبل الأوان ظنوا أن الأرض أنكرت أهلها ولكن الثورة تمخضت عمليات وعلامات وسلطة وطنية استغراب ودهشة ارتسمت على وجوه الحكام العرب الحاقدة حتى صفعتها الحقيقة وتجذَّرت الثورة في الارض. هكذا يتناثر أطفالك داخل لحمك، وراَكِ كل شهيد أجمل ما رأينا بأنفه الممتلئ بدخان البارود والغبار وكانت المجازر الإسرائيلية توزع لدماء على طول الطرقات وعلى شواطئ الوطن العربي قم يا شهيد يا عشق مثقفي العرب والعروبة والاستشهاديات آه على آه ليتك يا سميح القاسم ويا محمود درويش ويا توفيق زياد ويا الشيخ امام ويا مظفر النواب تأخرتم في موتكم لأبيتُم إلاَّ أن تكتحل عيونكم بجثث الشهداء من أبطال جنين ونابلس والقدس ورام الله والخليل وشبابهم وشيوخهم ونسائهن قبل انتقالكم الأبدي لترصفوا في الآخرة حروف النضال الفلسطيني الطويل كامتحان إلهي بحجارة من سِجِّيل. وتقول النساء العربيات ليت رحمنا ينضج من جديد ونكتفي بالإشارة ويطلع السهم الشرقي فيضاً مشتعلاً حيث تصحو فلسطين كل صباح قرب ضريح أبو عمار في رام الله وبين حنايا الأب الرحيم أبو مازن وعلى بُعد خطوة حمراء يصدح الدم الفلسطيني أمام العالم كله وشعبنا الفلسطيني يوفي العهد فليس للسِّرِّ غطاء هاذي فلسطين تعني الكثير يا عرب. فلسطين على بُعد حكاية من كل عواصمكم وقصوركم. احتلال فلسطين واغتصابها واستباحة الأقصى ومقدساتها مهددة بالتهويد بإرادة القمم العربية.
