السعودية تعين أول سفير لها لدى فلسطين في رسالة لواشنطن وإسرائيل

عينت السعودية اليوم السبت في خطوة هي الأولى من نوعها سفيرها لدى الأردن نايف بن بندر السديري، سفيرا فوق العادة مفوضا وغير مقيم لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما في القدس، بينما تأتي هذه الخطوة على وقع مساع إسرائيلية وبدفع أميركي، لتطبيع العلاقات مع المملكة.

وجاء تعيين سفير سعودي لدى فلسطين بعد ساعات من نشر صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تقريرا قالت فيه إن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على الخطوط العريضة لاتفاق التطبيع مع تل أبيب، لكن البيت الأبيض قلل من ذلك وأوضح أنه لا اتفاق في الوقت الراهن حول تطبيع العلاقات بين الطرفين.

وبهذا الإجراء يصبح السديري أول سفير للمملكة لدى السلطة الفلسطينية، بينما يشر الإجراء السعودي إلى تأكيد الرياض على ما سبق أن ورد على لسان كبار المسؤولين في المملكة، بمن في ذلك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على أن إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل يبقى رهين التجاوب مع عدد من الشروط من بينها قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

وثمة اشتراطات أخرى كشفتها تقارير أميركية وعبرية لكن لم تصدر تأكيدات لها أو نفي من الجهات السعودية الرسمية أو حتى من وسائل إعلام مقربة من الحكومة.

وقالت السفارة السعودية على صفحاتها بمنصات التواصل الاجتماعي وكذلك قناة الإخبارية الحكومية السعودية أن “سلم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية نايف بن بندر السديري اليوم السبت، نسخة من أوراق اعتماده سفيرا فوق العادة مفوضا وغير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلا عاما بمدينة القدس إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي”.

وبحسب المصادر ذاتها جرت مراسم تسليم نسخة من أوراق الاعتماد في مقر سفارة دولة فلسطين بالعاصمة الأردنية عمان بحضور السفير الفلسطيني لدى الأردن عطاالله خيري.

وتقليديا، تتولى سفارة المملكة في عمّان ملف الأراضي الفلسطينية. وقال السديري في تصريحات نقلتها قناة الإخبارية السعودية إن هذه “خطوة مهمة”، مشددا على رغبة العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان “تعزيز العلاقات مع الأشقاء في دولة فلسطين… وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كافة المجالات”.

ولا تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضم إلى “اتفاقيات أبراهام” المبرمة عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة والتي أرست بمقتضاها الدولة العبرية علاقات رسمية مع الإمارات والبحرين.

لكن خلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوّية”، ما مهد الطريق للطائرات الإسرائيلية لاستخدام المجال الجوي السعودي. ونفت المملكة حينها أن تكون الخطوة مقدمة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقالت الرياض مرارا إنها ستتمسك بموقف جامعة الدول العربية القائم منذ عقود والمتمثل في عدم إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل حتى يتم حل النزاع مع الفلسطينيين.

لكن في الأشهر الأخيرة، أجرت الرياض وواشنطن محادثات حول الشروط السعودية لإحراز تقدم نحو التطبيع، من بينها ضمانات أمنية ومساعدتها في إنشاء برنامج نووي مدني بقدرة تخصيب لليورانيوم، وفق مسؤولين مطلعين على فحوى الاجتماعات.

وقال المحلل السعودي في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض هشام الغنام هذا الأسبوع إن الرياض تحتاج إلى أن تعرف ما إذا كان الإسرائيليون “يعملون فعليًا على إحراز تقدم ملموس في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن مستشار الرئاسة الفلسطينية للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي تسلم السبت نسخة من أوراق اعتماد السديري و”رحب” بالتعيين.

وقال الخالدي “هذه الخطوة الهامة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية القوية والمتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”.

وقال المحلل السعودي والخبير في العلاقات السعودية الإسرائيلية عزيز الغشيان إن خطوة السبت “تعطي فكرة عما يمكن أن تكون عليه العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإسرائيل: سفير سعودي في فلسطين يتولى ملف إسرائيل”، مضيفا “الرسالة الفورية هي التعامل بجدية مع المطالب السعودية بشأن تنازلات إسرائيلية”.

ويسعى المسؤولون الأميركيون منذ شهور للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع المملكة يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيكون خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، لكن الرياض تقول إنه سيعتمد على إقامة الدولة الفلسطينية.

وقالت وول ستريت جورنال الأميركية مؤخرا، إن “السعوديين يسعون أيضا إلى الحصول على تنازلات كبيرة من إسرائيل من شأنها أن تساعد في تعزيز إقامة دولة فلسطينية. في المقابل، تضغط الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية لفرض قيود على علاقتها المتنامية مع الصين”.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين قوله “هناك خطة عمل للتعرف على العناصر لما يمكن أن ينشأ عنها واختبار حدود ما هو ممكن”.

ويقول مسؤولون أميركيون (بحسب وول ستريت جورنال) إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لا يبدو في عجلة من أمره خاصة مع وجود حكومة هي الأكثر تطرفا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية لا تقبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ويشير التقرير الأميركي إلى أن “إحدى العقبات الرئيسية التي تواجه المفاوضين هي التنازلات التي سيتعين على إسرائيل تقديمها للفلسطينيين مقابل علاقات دبلوماسية مفتوحة مع المملكة العربية السعودية”.

ويقول المسؤولون الأميركيون والسعوديون إنه سيتعين على إسرائيل تقديم عرض مهم يعزز الجهود المبذولة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

والأربعاء الماضي أعلن البيت الأبيض أنه لا يوجد إطار عمل متفق عليه للتوصل إلى اتفاق تعترف السعودية بموجبه بإسرائيل وأنه يتعين خوض محادثات كثيرة قبل توقيع مثل هذا الاتفاق.

ميدل إيست أونلاين

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا