ملف الرئاسة اللبنانية معلّق.. “الخماسية” تلوح بوقف التمويل ولودريان يدعو إلى “خيار ثالث”

تحدق المخاطر بلبنان من كل حدب وصوب وتتعالى التحذيرات من تحلل الوطن الذي تطغى الانقسامات السياسية على اولوية وجوده وبقائه، تتزاحم الملفات وتتشعب وفي مقدمتها الملف الرئاسي الذي فشلت كل المساعي حتى الساعة في الوصول الى وفاق الأقطاب السياسية اللبنانية حوله.
فبعد اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك الذي لم يخرج عنه أي بيان، نعى المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان مبادرة بلاده داعيا المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد “خيار ثالث” لحل أزمة الرئاسة، ما يعني اغلاق الصفحة على المرشحين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الشيعي والوزير السابق جهاد أزعور المدعوم من قوى وأحزاب معارضة ومستقلين، لتُعلق الآمال على المبادرة القطرية التي ترتكز حول الدفع نحو مرشح رئاسي توافقي.
وقد شارف الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني على الانتهاء من تحركه الواسع الذي شمل تقريبا جميع القيادات والقوى السياسية والحزبية في لبنان.
الموفد الفرنسي لودريان نبه الى ان “المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد، وذلك في خضم أزمة سياسية وانهيار اقتصادي متماد منذ أربعة أعوام وأن الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني أي فرنسا والسعودية ومصر والولايات المتحدة وقطر بدأت تفقد صبرها وتهدد بوقف الدعم المالي الذي تقدمه للبنان”.
واقترح لودريان على المسؤولين إجراء “مرحلة مشاورات مقتضبة”، يليها اجتماع فوري ومفتوح للبرلمان حتى انتخاب رئيس، وهي مبادرة تنسجم مع الاقتراح الذي أعلنه رئيس البرلمان نبيه بري نهاية الشهر الماضي ودعا فيه الكتل البرلمانية إلى عقد جلسات حوار لمدة 7 أيام بحد أقصى خلال الشهر الحالي على أن تليها جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس.
الا ان بري أعلن أن دعوته إلى الحوار التي وجهها إلى القوى السياسية لفتح باب الحل الرئاسي باتت غير موجودة في ظل رفض المعارضين تلبيتها، علما ان القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر قد رفضا اقتراح بري بالجلوس حول طاولة حوار من أجل التوافق على شخصية رئيس معتبرين أن الأولوية للتوجه إلى البرلمان لانتخاب الرئيس مباشرة.
ورغم تمسك الثنائي بخياره لناحية تبني ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، تشير مصادر سياسية عديدة الى تقدم اسم قائد الجيش جوزيف عون على كل الأسماء المطروحة في الاستحقاق الرئاسي بعد اقتناع دول “الخُماسية” بأن عون هو الشخصية التي تحظى باستحسان القسم الأكبر من القوى اللبنانية، ولا يمكن لأي فريق وحده إيصال مرشحه إلى الى رئاسة الجمهورية، بسبب التوازنات القائمة في المجلس النيابي، ما يعني أن على الجميع البحث عن التسوية الممكنة، إنما الأمور تبقى بخواتيمها ورهن التطورات على الساحتين الداخلية والدولية.
هذا وتتواصل المساعي الدولية لايجاد مخرج للازمة اللبنانية. وفي هذا الصدد استقبل امس الاربعاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان. وجرى استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها. وحضر الاستقبال المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية لبنان وليد بن عبدالله بخاري.
وعن تلك الاجتماعات التي تُعقد في السعودية بشأن لبنان بالتنسيق مع فرنسا ذكرت قناة الجديد انها دليل على وحدة موقف اللجنة الخُماسية المعنية بلبنان، مشيرة إلى أن عودة الموفد الفرنسي الخاص بلبنان لودريان إلى بيروت ستكون في أواخر شهر تشرين الأول المُقبل.
ولفتت الى ان اللجنة الخماسية تتجه إلى إيجاد تقاطع دولي – محلي على اسم للرئاسة وطرحه وانتخابه وسط عقم اللبنانيين وعجزِهم عن الاتفاقِ على اي اسم.
ونقلت “الجديد” عن مصادر مقربة من السفارة الفرنسية ان نقاش بين أعضاء اللجنة الخماسية يدور حول إمكانية وضع سقف زمني لاجراء الانتخابات الرئاسية وجدية مسألة فرض عقوبات أميركية وأوروبية على المعرقلين. واضافت ان النقاش حول إمكانية فرض عقوبات على معرقلي الانتخابات الرئاسية أدى إلى عدم صدور بيان عن اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك، ولا يعني ذلك إشكالا بين أعضاء اللجنة.
كما اوضحت المصادر ان “أحد أفكار لودريان لدى عودته أن يتحول الحوار إلى تشاور يتخلل الجلسة والدورات المتتالية المفتوحة لمجلس النواب حرصا على الدستور وعلى مادته الـ49.
وعن جولة الموفد القطري، لفتت الى ان المبادرات حول الملف الرئاسي اللبناني تتكامل ولا تتعارض وهي مُنسّقة من قبل أميركا والسعودية ومصر ولا تعارُض بين المبادرتين الفرنسية والقطرية.

الحياة الجديدة- هلا سلامة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا