حماس تصفع إيران مجددا

نبض الحياة – كتب: عمر حلمي الغول

منذ بداية حرب الإبادة الصهيو أميركية على محافظات غزة في السابع من أكتوبر الماضي، أي قبل 83 يوما خلت صرح اكثر من مسؤول من حركة حماس، على رأسهم إسماعيل هنية وخالد مشعل وأبو مرزوق واحمد عبد الهادي بعد عدم وفاء نظام الملالي الإيراني بما تم الاتفاق عليه معهم ومع حركة الجهاد الإسلامي بالمشاركة في الحرب المتفق عليها، سجلوا جميعا استياءهم وغضبهم من الخديعة التي اوقعوهم بها. وكان اكثر من مسؤول سياسي وعسكري إيراني على رأسهم الرئيس ابراهيم رئيسي صرح على الملأ، ان ايران لا تتدخل في حروب الغير، وانما تقدم خدمات تدريبية وتسليحية، وكان اركان الإدارة الأميركية من بايدن الى بلينكن الى سوليفان الى اوستن اعلنوا في العديد من المنابر الاعلامية الأميركية وفي المنتديات المختلفة، انهم على ثقة بعدم تدخل ايران في الحرب من اذرع المقاومة، ومقابل ذلك، أفرجت الإدارة الأميركية عن ستة مليارات دولار أميركي من الأرصدة الإيرانية، واعقبتها بالوعد بتحرير عشرة مليارات دولار أخرى من الأرصدة الإيرانية مقابل عدم تدخلها، وعدم توسيع نطاق الحرب على قطاع غزة.
فجأة امس الأربعاء الموافق 27 ديسمبر الحالي اعلن رمضان شريف، المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني في تصريحات متلفزة، ان عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي كانت ضمن عمليات الانتقلام لاغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق. وجاء هذا التصريح في اعقاب اغتيال إسرائيل رضى موسوي، احد اركان الحرس الثوري، ومنسق العمليات والعلاقات بين سوريا وايران مساء يوم الاثنين الماضي الموافق 25 ديسمبر الحالي.
بيد ان قيادة حركة حماس لم تنتظر طويلا، فأعلنت في بيان رسمي صدر نفيها لما ورد على لسان الناطق رمضان شريف الفارسي، وحسب بيانها، اكدت ان عملية “طوفان الأقصى” جاءت ردا على جرائم الاستعمار الإسرائيلي في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في القدس العاصمة الأبدية وبالتحديد نتاج الاخطار التي تتهدد المسجد الأقصى.
والاسئلة التي تطرح نفسها على أي مراقب، لماذا الان أعلنت ايران خلفية حرب السابع من أكتوبر؟ وما الهدف من ذلك؟ وما هي الرسائل التي ارادت توصيلها للعرب والإسرائيليين والأميركيين والأوروبيين؟ وهل ارادت في زحمة الحرب تمرير رسائلها للآخرين، اعتقادا منها، ان حركة حماس قد تمررها لها، ام سعت للإيحاء لأهل النظام العربي ان فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين ترتهن لأجندتها الخاصة؟ وهل شاءت ان توحي للأميركيين، انها هي المحرك لكل الساحات من غزة الى لبنان الى اليمن الى العراق الى سوريا؟ وما هو الثمن الذي تريده من واشنطن مقابل عدم الرد على اغتيال رضى موسوي، او مقابل رد شكلي لذر الرماد في العيون الفارسية؟
ومن جهة أخرى، لماذا حماس لم تغمض العين عن تصريحات الناطق باسم الحرس الثوري؟ هل تريد حركة حماس بعد حرب ال83 يوما، ان تقول لإيران “الله الغني”، ولا نريد منكم شيئا بعد ان خذلتمونا في بداية الحرب؟ ولماذا وجهت الصفعة الثانية لجمهورية الملالي؟ هل هي بداية القطيعة بين الحليفين الاخواني والفارسي؟ وهل انتهى شهر العسل بين اطراف ما يسمى محور المقاومة؟ وهل هي خطوة باتجاه التقرب مع منظمة التحرير؟ وهل يمكن اعتبار النفي بداية للتوطن في المشروع الوطني؟ وماذا عن الاستحقاقات الأخرى للانضواء في إطار منظمة التحرير؟ وهل هذا التطور مغازلة للاشقاء العرب، والتأكيد لهم، انها ليست ورقة بيد النظام الإيراني؟ وهل هو استعداد لليوم التالي للحرب؟
أسئلة كثيرة طرحها الإعلان الإيراني والرد الحمساوي على المراقبين الإعلاميين والسياسيين، واجزم كل الأسئلة مشروعة وتحتاج الى إجابات. لكنها بالضرورة تحمل في طياتها نقلة إضافية للابتعاد عن المحور الإيراني، والاقتراب من المحور الرسمي العربي، وأيضا آمل ان تكون خطوة إيجابية لتجسير العلاقة مع منظمة التحرير، مع ذلك كل الاستنتاجات آنفة الذكر تحتاج الى تطوير وتقدم نحو الامام لتكريسها، والاندفاع بشكل حاسم نحو الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لحماية مصالح الشعب العليا.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا