خسرنا معركة المشاركة في الإنتخابات وسندخل مستقبلا غامضا محفوفا بالمخاطر

كتب: حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

لحد الساعة لم نستفد كمسلمين من هامش الحرية والديمقراطية في الغرب والذي يتحمل مسؤولية سقطتنا الأخيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي هم أولئك الذين يقفون ضد المشاركة في الإنتخابات، وولوج المجال السياسي والإنخراط بدون تحفظ في كل المعارك الإنتخابية والتي يتعلق بها مصيرنا ووجودنا في البلدان الأوروربية.

كنا محظوظون في السنوات الماضية بسيطرة اليسار على تدبير شؤون العديد من الدول الأوروبية، لكن الأحوال تغيرت ومختلف الأحزاب سواءا يسارية أو وسط والتي شكلت حكومات مشتركة، فشلت في تدبير الأزمات الإقتصادية وأصبحت في مواجهة التيار اليميني الذي يدعو لتغيير سياسة الهجرة، وترحيل اللاجئين إلى دولة ثالثة في إفريقيا.

الإنتخابات الأوروبية الأخيرة أفرزت خارطة سياسية جديدة مغايرة للسابق. ولعل من الأسباب التي أدت إلى صعود اليمين بوجهيه المتطرفين والداعيان إلى رفض أي مهادنة اتجاه المهاجرين واللاجئين. مما أرق وضع الجميع، والذي يتحمل المسؤولية الحالية المؤسسات الدينية والجمعيات الإسلامية التي تعارض المشاركة السياسية. وهي بذلك تتحمل كامل المسؤولية في صعود اليمين المتطرف لسدة الحكم في العديد من البلدان الأوروبية، واكتملت الأزمة بسيطرة اليمين المتطرف على نتائج البرلمان الأوروبي، والذي سيتكلف برسم خارطة الطريق والسياسات العمومية الموحدة للإتحاد الأوروبي. وبالتالي سيكون وضع المهاجرين واللاجئين صعب في المستقبل. ومن خلال إلقائنا نظرة عامة على نتائج الإنتخابات التي جرت خلال الأسبوع الذي ودعنا، فإننا نقف على تغير كبير حصل بعد الإعلان عن النتائج النهائية، ففي فرنسا خسر ماكرون وأتباعه المعركة وتربع على عرش السياسة اليمين واليمين المتطرف مما دفع بالرئيس ماكرون الإعلان عن انتخابات برلمانية في الثلاثين من هذا الشهر والدور الثاني في السابع من يوليوز، وكل المراقبين يعتقدون أن اليمين سيفرض اكتساحه للإنتخابات المسبقة المقبلة والشعب الفرنسي سيزكي التغيير، لأن حتى في فرنسا يستمر عزوف المسلمين عن المشاركة .وأعتقد أن المسلمين في فرنسا عليهم أن يتعلموا من الأخطاء التي وقعوا فيها وعليهم أن يذهبوا ويشاركوا بكثافة في الإنتخابات البرلمانية التي دعى لها الرئيس الفرنسي ماكرون.

إن سياسة فرنسا في عهد ماكرون في إفريقيا دفعت بتعميق المشاكل الفرنسية، وفقدان فرنسا لمصالحها الإقتصادية في العديد من الدول الإفريقية زادت من صعوبة الأزمة الإقتصادية التي تعيشها فرنسا، والتغيير المحتمل في فرنسا بعد الإنتخابات المقبلة وتأكيد اليمين النتائج التي حصل عليها في الإنتخابات الأوروبية، سيزيد من مشاكل في إفريقيا بسبب رغبة اليمين المتطرف تشديد سياسة الهجرة وترحيل المهاجرين السريين. إن علاقة فرنسا في ظل النتائج التي سيتمخض عنها اقتراع الثلاثين من يونيو والسابع من يوليوز لن يغير في شيئ واقع الهجرة في فرنسا، وأتوقع أن تفقد فرنسا المزيد من مصالحها في إفريقيا بتشددها على حوالي ثمانية ملايين مسلم من إفريقيا. والسؤال الذي يجب أن يطرحه كل مسلم سواءا الذي اختار الهجرة عن طواعية أو مرغم إلى متى نبقى بعيدين عن الخوض في السياسة في بلدان الإقامة ونقاطع المحطات الإنتخابية التي يتحدد فيها مصيرنا ومصير الأجيال المقبلة سواءا في الدنمارك أو غيرها من البلدان الأوروبية؟؟؟

إن مقاطعة الإنتخابات وعدم المشاركة كناخبين أو منتخبين لايخدم مستقبلنا ومستقبل الأجيال التي ازدادت هنا وفي الغرب بصفة عامة. وعلى القائمين على المؤسسات الإسلامية أن يغيروا من استراتيجية أنشطتنا ورسم أهداف واضحة نستطيع تحقيقها، من خلال دعم الإنخراط في الحياة السياسية، والمشاركة المكثفة في أي معركة انتخابية سواءا محلية أو على الصعيد الأوروبي، حتى نتمكن من اختيار السياسيين من جلدتنا إو السياسيين الذين يدافعون عن مصالحنا في المجتمع الدنماركي. تبقى الإشارة إلى أن التغيير الذي حصل في الإنتخابات الأوروبية وفشل اليسار والخضر في اكتساح البرلمان الأوروبي ليس فقط في الدنمارك وإنما في باقي الدول الأوروبية سيكون له انعكاسات على رسم السياسات المتعلقة بالهجرة على مستوى الإتحاد الأوروبي. وبالتالي آن الأوان للإنخراط في الأحزاب السياسية في بلدان الإقامة للدفاع عن وجودنا ومصالحنا في بلدان الإقامة.

 

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا