النقد حق مشروع، لكن القدح والذم اساءة للذات قبل الاخر، ومرفوض

كتب: عمر حلمي الغول

ليس من عادتي ان ارد على من يهاجم مقالاتي او الاساءة لشخصي، ونادرا ما ارد على الاساءات التي تستهدف شخصي. لاني اعتبر من وقع في هذا الشرك، اولا لا يستحق الرد، وثانيا حتى اللجوء للقدح والذم والتخوين والتكفير اعتبره هزيمة وافلاسا في منطق الاخر، ولا اشعر بضرورة ملاحقة المتفوهون بها في المحاكم، لانهم اسقطوا انفسهم من دائرة المساءلة، ثالثا ولا اريد اعادة التذكير بمقولة قديمة جديدة، اذا جاءتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة باني الكامل، ومع ذلك لا ادعي اني كامل، فانا الانسان الذي يصيب ويخطئ؛ رابعا مع ذلك ساشكر كل من رد وعقب وانتقد بشكل موضوعي ما جاء في مقالتي بعنوان “قلب الحقائق مهنتهم” المنشور قبل يومين، والذي اعالج فيه رفض حركة حماس الحوار الثنائي مع فتح في بكين، والتهرب من استحقاق المصالحة، واشرت لخلفيات تلك السياسة، ومنها تناغم حركة حماس مع ما تقوم به مجموعة عزمي بشارة ومصطفى البرغوثي ومعين الطاهر من تشكيل اطار بديل عن منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد، مما اثار حفيظة رفاق الدكتور البرغوثي، الذين لجأوا لسياسة الردح والقدح والذم والتخوين؟؟ وهذا مردود على كل من سقط في متاهة الخطايا والسقوط في مستنقع آسن لا يليق باي انسان يحترم نفسه، ويعتبر ذاته قيمة سياسية وتنظيمية واجتماعية وثقافية ولديها اخلاق وقيم انسانية.

وذكرني هؤلاء بما كانت تعيشه قوى واحزاب الحركة الوطنية والقومية والديمقراطية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث كانوا يفتقدوا لسعة الصدر، والمحاكاة الموضوعية لاية اجتهادات فكرية او سياسية، ويستسهلوا اللجوء للغة التخوين والعداء للاخر، رغم انهم ينطلقون من ذات الارضية الوطنية والقومية والديمقراطية لتحقيق الاهداف الوطنية.

باختصار ومن موقع الاحترام لذاتي ووجهة نظري، ولذات الاخرين، لن اذهب لذات المتاهة، ولن أخون اي من الذين خونوني او اساؤوا لي، ليس ضعفا، ولا خشية من اي شيء، ولا لان مخزوني اللغوي ضعيف، او محدود، لا فمخزون المنطق الشوارعي والاسفافي عميق وكبير وواسع لدى الجميع،  واسهل شيء ان يلجأ الانسان اليه. لكن هذا المنطق كائنا من كان يلجأ له، يعكس افلاسه وانتفاء قيمه الاخلاقية والديمقراطية والثقافية، ويؤكد جهله

ويؤكد فقر المستخدم له فكريا وثقافيا واخلاقيا واجتماعيا، ورفضا من حيث المبدأ للرأي الآخر، وارتدادا عن الحكمة وسعة الصدر. فانا اعتبر اي انسان له قيمة ومكانة وله الحق في التعبير عن وجهة نظره،كما لي الحق في ذلك، ولا اصادر حق اي منهم في التعبير عن ذاته. بيد اني ارفض لهم سقوطهم في مستنقع الردح والشتم والتخوين، لان ذلك مردودا عليهم.

واسأل كل من علق بالاساءة والردح، الستم اصحاب رأي؟ واذا كنتم كذلك لماذا لم تتمثلوا خلفيتكم الفكرية والسياسية للرد الموضوعي ومناقشة ودحض الحجة بالحجة؟ وهل ما وقعتم في شروره من اساءات لانفسكم قبل ان تسيئوا لي، يعكس الفكر الذي تنهلون منه؟ اليس الفكر اليساري  المفترض ان يكون الفكر الاكثر نضجا ومسؤولية تجاه الانسان والاخر على حد سواء؟

لكن ردودكم للاسف كشفت عن خواء وافلاس عندكم وعند من تساوق معكم.

وقبل ان اختم ردي، اود التأكيد على الاتي: انا مع الشرعية الوطنية، وادافع عنها، وسادافع عنها من موقعي كشخصية وطنية مستقلة، وسادافع عن شخص محمود عباس، الرئيس الفلسطيني. وريس منظمة التحرير الفلسطينية طالما يقود المشروع الوطني وفق المعايير المستندة لبرنامج الاجماع الوطني. لانيي ادعي انني اعرفه جيدا، ولكني لست مطبلا ولا مزمرا ولا ضاربا على الدف، وانا من يواصل نقد السياسات الخاطئة والعرجاء، واحد المطالبين باصلاح وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية والارتقاء ببرامجها السياسية والتنظيمية والكفاحية واللوجشتية، واعادة الاعتبار لها كممثل شرعي ووحيد للشعب العربي الفلسطيني .. وسادافع عن الاهداف والثوابت الوطنية والكيانية الفلسطينية حتى النفس الاخير من موقعي الفكري والسياسي وقناعاتي الشخصية، وليس من مواقعكم ولا من مواقع غيركم.

بالمحصلة اتمنى لكم التوفيق والتراجع عن متاهة الاساءات الشخصية، لانها نقيصة بحقكم، عودوا الى رشدكم، وحاججوا الحجة بالحجة.

عمر حلمي الغول

كاتب وباحث سياسي

عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية

اعتقلت عند حركة حماس الانقلابية خمسين يوما، ولم اهرب من مواجهتهم لهذا لجاؤوا لاعتقالي، وهددوني بالقتل مرات عدة.

30 عاما في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

منذ مطلع 1996 بعدما استقلت من صفوفها وانا شخصية مستقلة

كنت مديرا لتحرير مجلة الهدف المركزية للشعبية في مطلع التسعينيات

وعضوا في الدائرة الفكرية والايديولوجية للشعبية

وبامكانكم ان تعودوا لغوغل لتعرفوا من هو عمر حلمي الغول من قرية هربيا، المقام عليها مستعمرتي كرميا وزكيم، والتي هزم فيها الصليبيون الهزيمة الحاسمة، ولهذا يطلق عليها حطين الثانية، وهي اصل آل الغول في فلسطين التاريخية بمختلف مناطق تواجدهم بدءا من القدس العاصمة لجنين ومخيمها واريحا وام الفحم وحيفا الكفرين وخبيزة وبيسان وصرفند وعاقر والعباسية ونابلس والفارعة وطولكرم وحتى القرى السبع على الحدود الفلسطينية اللبنانية..

وبالنتيجة الانسان هو ذات وقيمة، وعلينا ان نرتقي في التعامل مع ذواتنا وذوات الاخرين من موقع الاحترام المتبادل، لاننا عندما نحترم مكانة انفسنا كبشر ونحمي هذا الانسان الوطني والقومي والديمقراطي او ذاك ونعلي شأن لغة التسامح والتكامل واستخدام لغة البناء والنقد الهادف والبناء .. سننتصر

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا