مخطط لاستهداف فتح في عين الحلوة

وكالات – كل المؤشرات والدلالات التي حملتها الاشكالات والاشتباكات الاخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة، تشير الى تنامي قدرة المجموعات الاسلامية المتطرفة التي تعمل تحت اسم “الشباب المسلم”، على تفجير الوضع الامني في اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ووفق اجندتها الخاصة، من دون ان تعترض حركتها او تهدد مربعاتها الامنية التي اقامتها في عدد من احياء المخيم.

وما يزيد من مخاطر هذا التنامي لدى المجموعات، انها تتناغم مباشرة مع القوى الارهابية من “داعش” الى “جبهة النصرة” وتوابعهما، وهي مجموعات باتت منظمة ومدربة وتضم في صفوفها عناصر ذات خبرة في عالم التفجيرات والمتفجرات، ولائحة الذين قتلوا او اوقفوا او فرّوا تشير الى ظهور ارهابيين تورطوا في تفجيرات امنية خطيرة ، ومنها السيارات المفخخة التي استهدفت الجيش اللبناني والمدنيين، اضافة الى مراكز دبلوماسية ايرانية.

وكشفت اوساط قيادية فلسطينية، ان معلومات وصلت الى قيادات فلسطينية رفيعة، تؤكد ان مخططا تعده القوى الارهابية، من خلال مجموعات مسلحة تنتشر في عدد من احياء المخيم، تستهدف حركة “فتح” التي تشكل الفصيل الاقوى في المخيم، سياسيا وشعبيا وعسكريا، رغم تشظّي الحركة، بفعل الانقسامات المحدودة التي سجلت داخل صفوفها القيادية، وابرزها الحالة التي يمثلها القيادي السابق في الحركة محمود عبد الحميد عيسى المقلب بـ “أللينو” الذي اوعز الى مقاتليه بالوقوف الى جانب مقاتلي حركة “فتح” خلال الاشكالات المسلحة التي جرت بين عناصر من الحركة، وآخرين ينتمون الى مجموعات اسلامية متطرفة تعمل باسم “الشباب المسلم”، وهم كانوا في صفوف تنظيم “جند الشام”، اضافة الى مناصرين للشيخ الفار احمد الاسير والمطرب “التائب” فضل شاكر ، الذي حوّل مكان اقامته في حي الطوارىء الى مربع امني، يشبه الى حد كبير المربع الامني الذي كان اقامه الاسير قبل ثلاث سنوات في بلدة عبرا في شرق صيدا.

ولفتت الاوساط الى ان استهداف حركة فتح في مخيم عين الحلوة من قبل التنظيمات الارهابية، كأنه استهداف لمجموع القوى والفصائل الفلسطينية، بما فيها القوى الاسلامية المشكلة من الحركة الاسلامية المجاهدة وعصبة الانصار الاسلامية، وهي حالة اسلامية لم يسجل انها “غازلت” “داعش” او “النصرة” ، وتحظى بثقل عسكري هو الثاني بعد حركة “فتح”، لكن القوى الاسلامية هذه، تسلم مسارين في العلاقة مع القوى الفلسطينية في الملف الامني في المخيم ، الاول، التعاون والتنسيق مع حركة فتح والفصائل الاخرى لمعالجة الاشكالات الامنية بـ “الحسنى والتسامح” ، والابقاء على خط مفتوح مع المجموعات الاسلامية التي تتناغم بشكل كبير مع التنظيمات الارهابية خارج المخيم، مع سلوك خيار المهادنة وعدم اعطاء ضوء اخضر لمعالجة الفلتان الامني بالحسم مع المجموعات المتورطة فيه، علما ان القوة العسكرية الخاصة بعصبة الانصار الاسلامية، ومعها قوة حركة “فتح” ، من شأنهما ان يُخرجا المخيم من دائرة التوتير ووضع حد لمسلسل التفجيرات والاحداث الامنية التي يعيشها المخيم ، منذ اندلاع الحرب على سوريا، وما تخللها من تحرك امني وعسكري للقوى الارهابية ، ومعها لجوء ارهابيين من منطقتي طرابلس وعكار، بعد الاحداث الامنية التي استهدفت الجيش اللبناني ، من خلال تفجيرات واستهداف لدورياته وحواجزه.

وتشير الاوساط نفسها، وبالاستناد الى تقارير جدية، الى ان بقايا المجموعات العسكرية التابعة للشيخ الفار احمد الاسير، الذين لجأوا الى مخيم عين الحلوة، يشكلون شبكة امنية تنسق مع المجموعات الارهابية الاخرى في المخيم، وهذه المجموعات تتحرك داخل المخيم، بغطاء امني وعسكري من “الشباب المسلم”، وقالت ان عددا من الاشكالات الامنية افتعلها انصار الاسير وفضل شاكر، دون ان يُصار الى محاسبة احد منهم، وتقول.. ان اي اصرار من القوة الامنية الفلسطينة المنبثقة من الفصائل الفلسطينية ، على القاء القبض على عنصر من المجموعات الاسلامية المتطرفة داخل المخيم، تورط في حادث امني، فان الامور ستتجه نحو التفجير الامني، وكل التجارب التي جرت تؤكد هذه الحقيقة، وتشير الى ان قتلة العنصريين من سرايا المقاومة قبل ثلاثة اشهر، كشفت هويتهم ولم تتم ملاحقتهم، لانهم يتمتعون بغطاء امني من المجموعات الاسلامية في المخيم، وهؤلاء يقيمون في احياء تحولت الى مربعات امنية.

وكشفت الاوساط، الى ان العشرات من الاسلاميين المتطرفين، هم اليوم في اعداد مجموعات “الشباب المسلم”، بعد ان كانوا يتبعون للمجموعات الارهابية التي كان يقودها ارهابيون، ومنهم ماجد الماجد الذي حرك شبكات تعمل ضمن تنظيم كتائب عبد الله عزام، وهي منظمة قامت، بتفجيرات سيارات مفخخة في عدد من المناطق ، طالت حواجز للجيش اللبناني وتجمعات مدنية، اضافة الى تنفيذها عمليات تفجير استهدفت مواكب ودوريات قوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب “اليونيفيل”، على الطريق الساحلية الممتدة من صور وصيدا وصولا الى الرميلة في ساحل الشوف.

مخيم عين الحلوة، تضيف الاوساط القيادية الفلسطينية، ينتظر المعالجة الجدية لاوضاعه الامنية الخطيرة، والا فالامور تتجه نحو الانفجار، وسط اجماع على ان المخيم دخل في غرفة العناية الفائقة الامنية، لان خطورة ما يجري، بات يستدعي معالجة مسؤولة وسريعة، بعيدا عن التقليل من صورة ما يجري من تحركات عسكرية وامنية منظمة ومدروسة بتوقيتها، والمخاطر الناتجة عنها.. والمعالجة المطلوبة التي تُخرج المخيم من دائرة الانفجار…لن تكون سحرية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version