بقلم: حافظ البرغوثي
لا أعلم حتى الآن ما الذي تربحه قطر من وراء دعمها لبعض الجماعات والأحزاب، فهي في غنى عن كل ذلك بل تجزل العطاء لكل جماعة تمارس القتل والارهاب. وكانت قطر تلتحف في السابق بالغطاء الاميركي لأن واشنطن عملت على استيراد هذه الجماعات لأسباب تتعلق بأجندتها الاستراتيجية اي تدمير الاقطار والجيوش المحيطة بإسرائيل بعد تدمير العراق، لكن العهد الحالي الاميركي غير استراتيجيته ولم يعد صديقا للجماعات الارهابية وتحول الى مبتز للمال فقط فيما ان قطر التي دعمت داعش والقاعدة وطالبان والنصرة بدأت مؤخرا في دعم الحشد الشيعي الداعشي في العراق والذي بات في سوريا الآن. استراتيجية قطر كانت إخافة الآخرين بالتسلح بهذه الجماعات خاصة جماعة الاخوان المسلمين حيث صارت مقرا للجماعة وحاولت ان تكون مرجعية للإخوان ثم للوهابيين ببنائها اكبر مسجد باسم الشيخ محمد عبد الوهاب، بينما هي داخليا ليست اخوانية ولا تطبق من تعاليم الإخوان الا المباديء القطبية اي القتل في الخارج ولم تقم مجتمعا اخوانيا في قطر. فهي لعبت دور الوسواس الخناس في اثارة الفتن والضغائن وبذلت المال من ليبيا ومالي والصومال مرورا بمصر وسيناء وسوريا واليمن وغزة وحي الرمال. فما الذي كانت تسعى اليه وقد تسلحت بعزمي والقرضاوي دعاة فلسفة الفتن وتزيين القتل والدمار!
لا أظن ان الأزمة هذه المرة ستحل مثل ازمة سنة 2014 لأن دول الخليج خاصة السعودية والامارات ثم مصر مصممة على ان تفتح قطر صفحة بيضاء وتنصاع للاعتدال وحسن الجوار فالفرار من الحضن الخليجي الى الايراني ليس فيه منجاة لحكام قطر ولا يحتاج الأمر الى انقلاب عسكري او عائلي لأنه لا توجد ايديولوجية تربط قطر بالإخوان ولا بالملالي في طهران بل الى قليل من التعقل والانقلاب على السياسة القطرية الجامحة والفاضحة. واعتقد بل اتمنى ان تحل الأزمة في رمضان لأن قطر لن تخسر إن تراجعت عن سياستها بل ستربح الأشقاء وتعادي الاشقياء فقط وتوفر لشعبها المال المهدور على الجماعات وتضع حدا لسفك الدماء في كثير من الاقطار. المشروع القطري الاخواني انهار منذ سقوط نظام الاخوان في مصر ولن تحييه لا قطر ولا تركيا ولا ايران. فاتعظوا يا حماس ايضا.
شاشة نيوز
