حماس ماذا حققت في اجتماعات القاهرة

كثيرة هي الشائعات التي خرجت من العاصمة المصرية القاهرة وتتحدث عن اتفاق تم إبرامه بين قيادة حماس ممثلة بيحيى السنوار ومحمد دحلان بإشراف مصري يتعلق بترتيب الوضع الداخلي في القطاع وانجاز المصالحة الوطنية المجتمعية وأمور أخرى تتعلق بالحكم وفتح معبر رفح.
وسائل الإعلام المقربة من حماس حاولت تضخيم هذا الحدث نظرا للأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية بشكل عام وأوضاع حماس بشكل خاص والأزمة الخانقة التي تمر بها والتي أصبحت تهدد وجودها والإيحاء بان حماس لا زالت تملك قوة لا يمكن تجاوزها في المنطقة الإقليمية وقادرة على فرض تحالفات جديدة.
حماس تلقت ضربتان خلال مدة قصيرة الأولى هي نتاج الأزمة القطرية بحكم ان حماس ارتبطت بهذه الأزمة وبات على قطر للخروج من أزمتها هذه قطع علاقتها مع حماس وطرد قيادتها من الدوحة، والثانية هي الضغوط المصرية على حماس وهي مرتبطة أيضا بالأزمة القطرية كون القاهرة تعتبر احد أطراف الرباعية العربية التي قطعت علاقاتها مع الدوحة. وتشير الأنباء الواردة من القاهرة ان السلطات المصرية استمرت في ضغوطاتها على حركة حماس بل تحولت الى نوع من التهديد فيما لو فكرت الحركة في التحول كليا بعلاقاتها مع إيران كما يخطط بعض قيادات حماس مع احتمال إغلاق أبواب الدوحة بوجهها.
حماس في مأزق وتقف الان على مفترق طرق ومهما حاولت مقاومة الضغوطات الواقعة عليها فإنها لن تستطيع من ذلك رزمة واحدة فهي باتت مطالبة الان بإعطاء تفسيرات واضحة بخصوص مواقفها التي وردت في وثيقتها الأخيرة وتنادي بها كحركة وطنية فلسطينية لكن أزمة قطر كشفت عن دور مشبوه لحركة حماس بتنفيذ أجندة إقليمية لضرب المشروع الوطني الفلسطيني.
مخاوف حماس باتت واضحة جدا وتعيش حالة من الإرباك وتبحث عن مخارج لأزماتها ومن الصعب الموائمة بينها جميعا فلذلك أصبحت تبحث عن طوق نجاة يبقيها ضمن المعادلة ورأت أن اقصر الطرق للوصل الى هذا الهدف هو فتح علاقتها على القاهرة والاستجابة لشروطها فهو مخرجها الوحيد إذ أنها لن تعد تراهن على علاقاتها مع قطر مع صعوبة فتح العلاقة مع إيران لان الظروف العربية والإقليمية لن تسمح بذلك.
وهكذا بدا واضحا ان حرب حماس ليس مع إسرائيل ولا مع القاهرة بل ان حربها مع القيادة الفلسطينية وقد أصبح هدفها من خلال هذه الأزمة الا تخرج مهزومة أمام القيادة الفلسطينية وتفرض شروطا عليها وهي على استعداد لمقايضة ذلك بتقديم كافة التنازلات إلى القاهرة والاستجابة لكل المطالب المصرية بما فيها الترتيبات الامنية في سيناء والتي أكدت كل المؤشرات على تورط حماس في الشأن المصري وتحديدا في سيناء وتقديم مساعدات لتلك القوى التي تحارب الجيش المصري.
مهما يكن فان حماس تعمل حاليا على إدارة أزماتها من خلال عدة محاور ويبقى المحور المصري هو الأكثر أهمية والأسرع في تحقيق النتائج في حين تبقى محاور طهران وانقرة يلفها الغموض في ظل أزمة الخليج المتصاعدة وتحاول حماس الاختفاء عن الأنظار حتى انتهاء الأزمة القطرية.

مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا