الرئيسيةمختاراتمقالات"رضوان الحلو.... وداعا"

“رضوان الحلو…. وداعا”

بقلم – عيسى عبد الحفيظ

رحل رضوان الحلو “أبو عدي” مدير عام الإدارة المالية للقوات. اللواء أبو عدي الذي عاصر الثورة منذ بداية شبابه عام 1971، من مواليد قرية حزما عام 1952 وتحديدا في الخامس عشر من شهر يناير.
أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مسقط رأسه قرية حزما، وما أن اجتاز امتحان التوجيهي حتى غادر إلى بيروت ليلتحق بالجامعة هناك، لكن الهدف الأساس كان للالتحاق بالثورة وبحركة فتح تحديدا التي كان قد أصبح عضوا فيها قبل عام من تاريخه.
عاد إلى الوطن بعد الدراسة، لكنه اضطر إلى المغادرة من جديد حين بات على وشك انكشاف أمره وهذه المرة تفرغ علنا بالثورة معلنا القطيعة مع العودة طالما أن الوطن يرزح تحت قمع الاحتلال وبطشه.
كانت تجربته الأولى في القطاع الغربي ثم في السرية الطلابية التي كانت قد بدأت بالتشكل تحت قيادة الشهيد سعد جرادات وبإشراف الشهيد القائد خليل الوزير.
كان الفقيد رضوان التحق بالقطاع الغربي (قطاع الأرض المحتلة) تحت قيادة الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) واكتسب المهارات العسكرية المطلوبة والتي تجلت في تجربته الثانية (السرية الطلابية)، والتي لعبت دورا بارزا في التصدي للهجمة الانعزالية أثناء الحرب الأهلية على الساحة اللبنانية وحرب الجبل.
خاض تجربة حصار بيروت عام 1982، ومن ثم غادر إلى الساحة الجزائرية بعد الانسحاب تحت قيادة اللواء محمد جهاد قائد قوات أجنادين، وهناك تعرفت عليه.
استلم مهمة مُرتبات القوات في الإدارة المالية والتي كانت بإشراف وقيادة اللواء فؤاد الشوبكي الذي ما زال يرزح في زنازين الاحتلال، والذي استلم الفقيد اللواء رضوان الحلو مهامه كمسؤول أول للإدارة المالية وبقي كذلك إلى أن غادرنا قبل بضعة أيام.
رضوان الحلو، ذاك الرجل الأشقر القريب إلى القلب، الوفي لأصدقائه وقبلها لمبادئه الثورية، الغيور على مصلحة شعبه، أذكره حين تعرضت المالية إلى عملية سطو في الساحة الجزائرية حين بلغ به التأثر إلى حد البكاء وهو يرى الأخوة المقاتلين ينتظرون مُرتباتهم بفارغ الصبر وكان تعليقه حين حاولت مواساته أن النقود التي ضاعت ليست ملكه الشخصي ولكنها لهؤلاء المنتظرين على باب مكتبه فماذا سيقول لهم وماذا سيفعل؟
وجاء الجواب من القيادة سريعا بإرسال مبلغ آخر ليستطيع تسليم رواتب الشباب وهذا ما حدث.
رضوان الحلو (أبو عدي) لم تأخذه المسؤولية عن عائلته فكان مثال الأب الحنون المتابع باستمرار لشؤون بيته، أب بار وحنون وقريب من أولاده يعاملهم كأصدقائه.
أما باتجاه الأصدقاء فبقي هو رضوان الحلو، مثالا في التواضع والمعاملة الأخوية، لم يرد سائلا ولم يتقاعس عن حل مشكلة وما أكثر المشاكل حين تتعلق بالمال.
فقد رضوان والده عام 1998، ثم فقد والدته عام 2014 اللذين انتظراه طويلا ليعود إلى مسقط رأسه في حزما وها هو يغادرها هذه المرة ملفوفا بعلم فلسطين.
رحلة طويلة وشاقة قطعها أبو عدي بكل جدارة، نضال وقتال وصبر على المكاره حتى النهاية. آمن بقدره وتحمل أثقال المرض إلى أن لقي وجه ربه.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان، وإلى كل من عرف رضوان الحلو، المسيرة مستمرة حتى إقامة دولة فلسين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة شعبنا إلى دياره.وانها لثورة حتى النصر.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا