الاحتلال يحاصر غزة ويعمل على خنق أهلها وتضييق سبل الحياة بكل أوجهها أمامهم، والانقسام يزيد الأمر صعوبة بدل تخفيف نتائج الحصار الاسرائيلي، والمواطنون البسطاء يدفعون الثمن غاليا، فلا كهرباء ولا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا عمل أمام أهلنا هناك، ويكثر الحديث عن مصالحة واستعادة للوحدة ولكن الواقع يظل مختلفا والمصالحة تتعقد.
الكهرباء هي شريان الحياة الحديثة وانقطاعها يشكل مأساة بكل معاني الكلمة، وقد انقطعت الكهرباء لأسباب مختلفة، وهنا تدخلت مصر لأسبابها الخاصة وقررت تزويد القطاع بالوقود وقد وصلت الدفعة الاولى منه بالأمس، ولكن تعقيدات جديدة واجهت هذا الامر وتصاعدت حدة الانقسام وتكاد تتعطل عملية استعادة الطاقة ولو جزئيا.
لن نلوم جهة دون الاخرى ولن نحمل المسؤولية لطرف دون الآخر، ولكننا نقول ان الجميع مسؤولون ونقف الى جانب اهلنا في غزة في معاناتهم المستمرة هذه، ونقول الى كل من يعنيهم الامر سواء هنا او هناك ارتفعوا عن انقساماتكم وخلافاتكم لأن الوطن يناشدكم والناس يطالبونكم والتاريخ لن يرحم أحدا.
اننا جميعا في الضفة وغزة نواجه تحديات في منتهى الخطورة وتهدد ارضنا ومستقبلنا وحتى وجودنا .. كفى استهتارا وكفى تجاهلا … فقد طالت المعاناة وطال الانقسام .. والحل بأيديكم وانتم وحدكم المسؤولون.
ما أجمل لقاء القائد بشعبه
المعروف عن الرئيس ابو مازن انه كثير التنقل بين دولة واخرى، سعيا لحشد الدعم الدولي لقضية شعبنا، وقل أن نجد قائدا يوازيه في سفرياته، حتى انه تفوق ايضا على المرحوم ابو عمار الذي كان مشهورا بكثرة زياراته.
أمس الأول تجول أبو مازن في أسواق رام الله والتقى جماهير غفيرة من المواطنين الذين اعربوا عن سعادتهم للقائه وتسابقوا للسلام عليه والتقاط الصور معه. وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها الرئيس بمثل هذه الجولة خاصة في شهر رمضان الفضيل.
لا نشك في أن الرئيس نفسه قد شعر بالسرور لهذه الجولة أيضا .. فلا شيء أجمل من لقاء القائد بشعبه. وبهذه المناسبة فاننا نقترح على الرئيس ألا تقتصر جولته على مدينة رام الله ولفترات قصيرة، وان يقوم بجولات موسعة ومطولة في كل محافظات الضفة ومدنها والالتقاء بالناس والاستماع لمطالبهم واحتياجاتهم مباشرة وعدم الاكتفاء بالتقارير وأحاديث المسؤولين من رجاله، لأن الصورة أوضح ما تكون حين تجيء من افواه اصحابها ومباشرة الى الرئيس القائد.
حديث القدس: ارحموا أهلنا في غزة
