منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وبمزيد من الحزن والأسف، تنعي إلى جماهير شعبينا اللبناني والفلسطيني، المناضل الكبير المخرج السينمائي الللبناني جان خليل شمعون، الذي توفي عن عمر يناهز 74 عاماً، أمضاها مناضلا من أجل الحرية والتحرر في خدمة لبنان، وحمل خلالها على عاتقه قضية فلسطين، التي إنتمى إليها بعقله ووجدانه وقلبه حتى الرمق الأخير من حياته.
إن الراحل الكبير جان شمعون كان رائد السينما الوثائقية الملتزمة مع زوجته السينمائية الفلسطينية مي المصري اللّذين أخرجا وأنتجا مجموعة من الأفلام الملتزمة بالقضايا الوطنية اللبنانية والقضية الفلسطينية، من أبرزها “تل الزعتر”، “أنشودة الأحرار”، “رهينة الانتظار”، “تحت الأنقاض”، “بيروت جيل الحرب”، “يوميات بيروت”، و”أرض النساء” (2004) الذي قارب حكاية ثلاث مناضلات فلسطينيات، أولهن كفاح عفيفي الأسيرة المحررة من معتقل الخيام، وفدوى طوقان أولى شاعرات فلسطين، وسميحة الخليل إحدى رائدات المقاومة الاجتماعية والثقافية والشعبية ضد الصهاينة، الخ، من الأعمال العظيمة التي أرّخت ووثقت لمراحل تاريخية وهامة من عمر المقاومة والنضال الفلسطيني اللبناني المشترك في مواجهة العدو الصهيوني وجرائمه الموصوفة، قبل وإبان الغزو الأسرائيلي للبنان عام 1982 وما بعده، ولفصول المعاناة الفلسطينية في مخيمات اللجوء والشتات، التي نالت الكثير من الجوائز العالمية وعرضت في أكثر من مئة بلد في العالم. وقد نال جوائز عالمية عن مجمل أعماله.
رحل المناضل الكبير جان شمعون مخلفاً وراءه إرثا سينمائيا وثائقيا يعتد به، له حضوره المتميز، بأنه واقعي وميداني، وكان من أكثر الرجال حماسة للقضية الفلسطينية والقضايا الثورية والإنسانية، فهو اللبناني الولادة والنشأة والفلسطيني الهوى والهوية والإنتماء، ولم يكن غريباً أن يختار المناضلة الفلسطينية مثله مي المصري لتكون شريكة حياته.
إن رحيل المناضل الكبير جان شمعون خسارة كبرى لـ “لبنان وفلسطين والأمة العربية” خسرت بوفاته اليوم رائدا في ثقافة السينما اللبنانية والفلسطينية الوطنية الوثائقية والملتزمة.
وبهذا المصاب الجلل، نتقدم بأحر التعازي وخالص المواساة لزوجته المناضلة مي المصري ولعائلته سائلين لهما الصبر والسلوان، ونتقدم بأحر التعازي للشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني بهذه الخسارة الكبرى.
فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان
١٠ آب ٢٠١٧
