التبني … نوع من أعمال الرحمة وعمل انسانى نبيل

وقف الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى على موقف المسيحية من الاحتضان، مشيراً إلى مفهوم التبني “وضعه في موضع الابن”، ولا تذكر هذه الكلمة إلا في العهد الجديد، في خمسة مواضع، وفي رسائل الرسول بولس فقط ( غل 4 : 5، رو 8 : 15و 23و9 : 4، أف 1 : 5 ). وهي تشير إلى الإِجَراء القانوني الذي يستطيع به أي إنسان أن يلحق ابناً بعائلته، ويخلع عليه قانوناً كافة حقوق وامتيازات الابن، رغم أنه ليس ابناً بالطبيعة، بل وليس من عشيرته الأقربين.

وأضاف: “يؤمن الفكر المسيحي بأن المسيح هو ابن الله الآخذ صورة إنسان. وأنه ولد بقوة الروح القدس من العذراء مريم، وعندما يؤمن الإنسان بالمسيح كمخلص، فانه يصبح ابنا لله-بالمعنى الروحي- فالمؤمنين بالمسيح هم أبناء له. ومن الإشارات الدالة في العهد الجديد على ذلك، ما أورده البشير يوحنا في الإنجيل عندما قال على فم المسيح ” وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه” يو 1:12، بالإضافة إلى قول المسيح لتلاميذه “متى صلّيتم فقولوا أبانا الذي في السموات. ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض” لو 11:2. فالمسيحية تؤمن إن كل المؤمنين بالمسيح هم “أولاد” لله بالتبني، ويحق لهم أن يدعوا الله بـ”أبانا”. وفي عظة للسيد المسيح قال: “كنت جوعاناً فأطعمتموني عطشانا فسقيتموني كنت غريبا فأويتموني …الخ فيجيبه الأبرار قائلين يا رب متي رأيناك جائعا فأطعمناك.. الخ فيجيب قائلا الحق أقول لكم بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم ” فالتبني هو نوع من أعمال الرحمة وعمل انسانى نبيل.

وأشار د. عيسى الى ان التبني يصدر دائماً عن الأب المتبني، فهو الذي يأخذ زمام المبادرة على الدوام. وقد يكون الدافع لذلك هو ملء الفراغ لعدم وجود ذرية تشبع العواطف الأبوية والمفاهيم الدينية، وتحفظ اسم العائلة، أو للرغبة في ممارسة المحبة الأبوية.

جاء ذلك خلال الجلسة التشاورية الوطنية بعنوان “الإحتضان بين الواقع والمأمول” مناقشات شرعية وقانونية، والتي عقدت تحت رعاية قاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش في فندق أواسيس / أريحا، بحضور لفيف من رجال الدين وشخصيات اعتبارية.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا