المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

عملية “هار آدار” تفاعلاتها وتداعياتها

قادة اسرائيل كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال لتتهرب من الحقيقة.وفي هروبهم من الواقع راحوا يشنون هجومهم على السلطة لفلسطينية ويكيلون لها الاتهامات بعد العملية اتي نفذها شاب فلسطيني في مستوطنة “هار آدار” وادى ذلك الى مصرع ثلاثة جنود اسرائيليين وجرح اخر واستشهاد منفذ العملية. واستغلت اوساط اليمين الاسرائيلي المتطرف هذه الحادثة لإلصاق تهمة الارهاب بالقيادة الفلسطينية ومساواة “الإرهاب” الفلسطيني بالإرهاب “الاسلامي المتطرف” الذي يغزو العالم.
لم تستطع الحكومة الاسرائيلية الدفاع امام جمهورها سوى بتحميل السلطة الفلسطينية المسئولية رغم ان الحادثة حدثت في منطقة تسيطر عليها اسرائيل وتتحمل مسئولية الامن فيها لكن هجومها كان يحمل اتجاهات عديدة وفي مقدمتها الاعلان عن عدم وجود شريك فلسطيني لتحقيق السلام والإشارة الى ان “الارهاب” والسلام لا يلتقيا. كما ان الحكومة الاسرائيلية تريد غسل يديها امام جماهيرها وامتصاص ردود فعلهم وتظهر بمظهر “الدولة” التي تحرص على امن مواطنيها وتعلن ملاحقتها “للارهابيين”، حتى ان بعض وزراء نتنياهو عاد لتحويل مضمون الصراع واعتباره صراعا دينيا.
ردود فعل غربة وعجيبة صدرت عن مسئولين اسرائيليين وعن اوساط سياسية وحزبية اسرائيلية وهي ردود فعل لا ترقى لان تكون من اناس يتحملون مسئولية ويتبؤون مناصب قيادية وسياسية لان هذه التصريحات هي هروب من المسئولية ونكران للحقيقة والاسباب التي تقف وراء تنفيذ هذه العملية. الاوساط السياسية الاسرائيلية مدعومة بوسائل الاعلام الاسرائيلية حاولت التأثير على الموقف الامريكي واعتبار ان هذه العملية كانت عبارة عن ترحيب بالمبعوث الامريكي الى المنطقة “جرينبلات” كي تتبنى الادارة الامريكية مواقف متشددة من القيادة الفلسطينية وعادت هذه الاوساط لفتح صفحة الاسرى الفلسطينيين والدعم المادي الذي يتلقونه من السلطة الفلسطينية وركزت وسائل الاعلام على ذلك بأنها مكافئة تقوم السلطة بصرفها على عائلات ” الارهابيين” ويتزامن ذلك مع ما يجري داخل الكونغرس الامريكي من اعداد مشاريع لتقديمها للإدارة الامريكية لإدانة السلطة ووقف المساعدات المالية لها.
الحكومة الاسرائيلية وأقطاب اليمين المتطرف المعارضون للسلام ونيل الفلسطينيون حقوقهم هم المسئولون عن ارتفاع وتيرة العمليات ضد اسرائيل وتدرك اسرائيل جيدا ان سياساتها الاستيطانية قدر جرت وبالا عليها وعلى شعبها الذي بات يفتقر للأمن والأمان في ظل تنكر اسرائيل للحقوق الفلسطينية واستمرارها في مصادرة الاراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها.
نتنياهو وبدلا من تركيزه على الاسباب الرئيسية ايضا راح يطالب السيد الرئيس بإدانة العملية وهذا راجع الى افتقار الاسرائيليين بمعرفة المفاهيم التي قامت عليها عملية السلام اذ ان السلطة الفلسطينية لا زالت ملتزمة بالبرنامج السياسي الذي اعتمدته منذ اطلاق عملية السلام حينما ركنت الكفاح المسلح جانبا واتجهت نحو المسار السلمي. وعلى نتنياهو ادراك حقيقة السنوات الطويلة من عمر الصراع لن ينتهي الا بإعلان الدولة الفلسطينية.
اسرائيل لم تستطع حتى اقناع المجتمع الدولي بصحة مواقفها المتعلقة بهذه الاحداث حيث كانت ردود الفعل الدولية باهتة جدا ولا ترقى لجوانب التعاطف مع اسرائيل . بل ان المواقع الاعلامية الغربية تعاملت مع الحدث بنوع من عدم الاهتمام وأشارت الى ان العملية وقعت في حدود الارض المحتلة عام 1967 وهو تلميح اعلامي بشرعية العملية حتى ان بعض وسائل الاعلام عنونت على مواقعها بان “مسلح فلسطيني” نفذ عملية في جنود اسرائيليين ولم تذكر كلمة ارهابي.
ستزداد ردود الفعل الاسرائيلية الداعية الى رفع وتيرة الاستيطان وتزداد المطالب بعدم المضي قدما في تحقيق السلام لان المجتمع الاسرائيلي يتجه نحو التطرف ونحو رفضه لكل مفاهيم السلام لكن ذلك لن يوفر لإسرائيل الامن والأمان.

خاص مركز الإعلام

Exit mobile version