حديث القدس: نحو التفرغ للتحديات الحقيقية

ما أقدم عليه الاحتلال الاسرائيلي أمس، باقتحام قواته من المناطق الفلسطينية مترافقا مع حملة الاعتقالات التي نفذها وسط الاغلاق الطويل ، الذي لم يسبق له مثيل منذ عام ١٩٦٧م ، الذي فرضه على الاراضي المحتلة، وقمعه للمسيرات السلمية الاسبوعية، والتصريحات التي اطلقها أكثر من مسؤول إسرائيلي، وكشفت معارضة الحكومة الإسرائيلية للمصالحة ومحاولتها التدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي وفرض شروط، وفي نفس الوقت ما تردد أن الادارة الامريكية تطرح نفس الشروط، يؤكد كم نحن بحاجة فعلاً الى اتمام المصالحة بأسرع وقت ممكن من اجل التفرغ للتحديات الحقيقية، ميدانيا وسياسيا، المائلة أمام شعبنا وقضيتنا .
أن ما يجب ان يقال هنا إن الكرة في الملعب الفلسطيني، وتحديداً في ملعب القوى والفصائل الوطنية عموماً، وحركتي “فتح” و”حماس” تحديداً، فالساحة الفلسطينية الموحدة المتسلحة القادرة على فرض جدول الاعمال الاقليمي والدولي فيما يخص القضية الفلسطينية، وهي القادرة على إحداث التغيير في المواقف الإقليمية والدولية .
ومن غير المعقول او المقبول ان تراوح الأمور مكانها، لا قدر الله، أو ان نحدث اي تراجع بعد الخطوات الإيجابية التي تحققت حتى الآن في موضوع المصالحة ، والتي انعشت آمال شعبنا بأسره بقرب الخروج من عنق الزجاجة وتخفيف معانا أهلنا في غزة، وأن تحتل القضية الفلسطينية المكانة التي تستحقها على جدول الاعمال الدولي.
ولهذا نقول ان إجتماعات القاهرة المقبلة ستكسب أهمية قصوى، وستكون حاسمة في تحديد المسار الفلسطيني المستقبلي، ولذلك لا بد من التأكيد مجدداً على المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق المشاركين في المحادثات القادمة للخروج بأسرع وقت ممكن باتفاق قابل للتطبيق ينهي كافة الخلافات والتباينات حول القضايا المطروحة.
وكما قلنا من قبل فإن الخلاف والتباين في وجهات النظر بين القوى السياسية، ليس عيباً ، طالما ظل هذا الخلاف ضمن النظام الديمقراطي والأطر الشرعية المتعارف عليها، ولذلك لا بد من الاسراع في تعزيز الشرعية الفلسطينية باجراء الانتخابات العامة، وإدخال الاصلاحات الممكنة في منظمة التحرير حتى يمكن حل أية خلافات متبقية باللجوء الى هذه الاطر الشرعية والالتزام بإرادة الممثلين المنتخبين وبرأي الاغلبية الديمقراطية .

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا