زهرات طوباس يقرأن لأجل البيئة

رصدت الحلقة الثالثة عشرة من سلسلة (نور)، التي تنفذها وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية فعاليات يوم البيئة الفلسطيني، التي ينفذها مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة.

وتتبعت السلسلة، التي تنظم بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، جلسة قراءة خضراء لبنات طوباس الثانوية، المشاركات في تحدي القراءة على مستوى العالم العربي، وصفهن خلالها البيئة في روايات وقصص عربية وعالمية.

حواري القدس

وسردت رهف حريص، بيئة رواية (آخر الأبواب الموصدة) لابتسام أبو ميالة، وما شملته من جبال ووديان، وملامح الطريق بين الأردن وفلسطين، ووصف دقيق لبيئة القدس وحاراتها وأزقتها.

وقالت رهف، تحدثت الرواية عن فلسطين الجميلة، وهوائها العليل، ورسمت صورة مشرقة للقدس بالرغم من الاحتلال الذي يعكر صفوها ويعبث بأرضها، وينكل بشعبها، ويسرق أسماء جبالها، وينسب لنفسه أزهارها.

وقصت شهد أبو محسن، رواية أبو ميالة ذاتها، التي عرفتها بالقدس، وبيوتها القديمة العصية على التهويد، وحجارتها التي تتفوق على الاستيطان. وباحت: كانت حجارة القدس تنطق في الرواية، وفاحت منها رائحة الخبز، ودقات أجراس الكنائس، وصوت الأذان في الأقصى، ورغم بعدها عن القدس، ظلت تجلس تحت شجرة البلوط، وتسمع زقزقة العصافير.

جنة وعكا

وتتبعت تيما علي، بيئة رواية “(الأخوان) لاستريد ليندجرين، التي برعت في وصف أمكنة الأحداث، لدرجة أنها عاشت في “الجنة الصغيرة”، وهي مكان غير موجود على ألأرض، ومع ذلك ظلت تشعر بالحنين لوطنها وبيتها.

ومما تعرفه عن ليندجرين، أنها كاتبة أطفال وسيناريو سويدية، ولدت عام 1907، وعاشت في مزرعة بطفولة سعيدة، وكان إخوتها يساعدون الخادمات وعمال المزرعة في أعمالهم، وفي إحدى غرف العمال سمعت الحكايات والقصص التي أشعلت رغبتها للكتب والقراءة.

ولخصت فاطمة دراغمة حكاية قصة (خبز الفداء) للكاتبة سميرة عزام، التي وصفت الوطن ، وعالجت والتنقل من حيفا إلى عكا بفعل العصابات الصهيونية خلال النكبة. وقالت: للمكان تأثيرات واضحة على أبطال القصة، وعي توصف الأرض وتمرر لنا رسالة التمسك بها والدفاع عنها، كرفض سعاد الرحيل مع أسرتها إلى لبنان، وغارات الجنود على المصفحات اليهودية المتسللة عن طريق حيفا، والحديث عن عكا ونهاريا وحيفا.

مريخ واختفاء

واختزلت همس دراغمة كتاب ( الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) لجوان غراي، الذي يتحدث عن فهم العلاقة بين الجنسين، وقالت: رجحت كفة الأرض للحياة، ولم يكتب للزهرة والمريخ الحياة، فالأرض كوكب جميل، ومناخ لطيف، وحرارة معتدلة، وعندما وصل أبطال القصة إليها اندهشوا من جمال طبيعتها وأنهارهاـ لكنهم بسبب اختلاف المناخ وتقلباته عادوا إلى الذاكرة وبدأ الصراع بين الرجل والمرأة.

ونقلت نوال سائد مسلماني رواية (العالم من دوننا) للكاتب آلان فايسمان، التي قدّم مقاربة في طرح أسئلة حول تأثير البشرية في كوكبنا، وتطلب منا تصور كيف ستكون الأرض بدوننا. وقالت: نقلت لنا الرواية أسئلة حول من سيتأثر باحتفائنا، فطير من كل ثلاثة طيور ستفتقد وجود الإنسان، وعدد قليل من النابتات ستفقد اهتماماتنا بها.

ويشرح الكاتب كيف أن بنيتنا التحتية الهائلة ستختفي مع غياب الجنس البشرى، ويستعرض كيف أن الفيضانات في أنفاق نيويورك ستبدأ، بعد أيام قلائل من اختفاء البشر، بتعرية أساسات المدينة، وكيف أن الغابات الإسفلتية ستفسح المجال، بعد أن تتداعى المدن أمام نمو غابات حقيقية، ويشير إلى قدرة الأرض الهائلة على الشفاء من تلقاء نفسها، ويسهب في الإشارة إلى الأضرار التي تسبب بها الإنسان، والتي يتعذر إصلاحها.

مرتفعات وحيفا

وتتبعت شادن راضي (آن في المرتفعات الخضراء) للروائية وكاتبة القصة الكندية لوسي مود مونتغمري، التي حققت نجاحاً فور صدورها عام 1908، وأعيدت طباعتها عدة مرات حتى اليوم. وقالت: برعت الكاتبة في وصف المكان، ونقلت البساتين التي تحيط بالبيت الجبلي، ورسمت حقول التفاح والكرز، والهندباء، وأشجار الليلك، والصفصاف، وزهرة البنفسج.

وقالت شادن: للرواية سحرًا خاصًا، وتجعل القارئ يتشوق للعيش في بيئة مشابهة، مصبوغة بالأخضر، وتدفعنا للتفكير بضرورة حب بيئتنا، والكف عن طرح النفايات فيها، وتخريبها بالإسمنت.

وقالت غنى سيلمان، إن غسان كنفاني في (عائد إلى حيفا) أسهب في الحديث عن المكان، بالرغم من أنه يتحدث عن الهوية والنكبة، وسرد لنا مشاهداته عن شوارع حيفا، وتلال الكرمل، والميناء، وأشجار السرور,

وباحت ملاك سالم: كان للمكان عند غسان كنفاني في (رجال في الشمس) سطوته قوية على القارئ، فالأبطال ثلاثة الذين هربوا من الموت ذهبوا إليه، ولكن في الصحراء الكويتية القاسية، دون أن يقرعوا جدران الخزان.

وقالت أماني عطية إن رواية تشارلز ديكنز ( أوليفر تويست) رصدت بيئة جميلة حافلة بالأشجار، وزقزقة العصافير، رغم الظلم الذي كان سائدًا، والخوف الذي سيطر على الطفل اليتيم.

خبز وخيول

وأشارت إكرام صوافطة، الى أن الروائية سميرة عزام وصفت الوطن بدقة (خبز الفداء)، ونقلت سحر البرتقال والزيتون والبحر، في عكا ونهاريا ويافا. وقالت أسماء محمود، إن قصة هنريت سكس (الأصايل الخمس) مستوحاة من الحكاية الشعبية التي تناقلتها الأجيال تتحدث عن بيئة صحراوية، وتدعونا للتأمل. وتحدثت بيسان موفق عن رواية (1984) لجورج أورويل، التي تدور أحداثها في لندن، وتبرع في وصف البيئة رغم أنها تتحدث عن مجتمع شمولي.

وقالت عبير كمال، إن رواية ( ماذا جنيت من الرحيل؟) لفتحي العنزاوي وطنية اجتماعية تتحدث عن جنين خلال الأربعينيات، وظروف الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وهي تدعو إلى الالتصاق بالأرض؛ لأن الرحيل يفقد الإنسان كل شيء. ونقلت صورة جنين وبساتينها وبياراتها وينابيعها ببراعة.

رسائل ودعوات

وقالت المعلمة حنان دراغمة، المشرفة على تحدي القراءة، إن دمج البيئة بالمعرفة يعيد اكتشاف القراء، ويشكل فضاءّ للحرية، وبقدم رسالة تدعونا للاهتمام ببيئتنا والكف عن تخريبها، وخاصة أن القراءات أعقبها حوار تفاعلي حول بيئة طوباس والأغوار: جمالها، وتحدياتها.

وأشار المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض، الى أن فعاليات يوم البيئة التي ينظمها المركز تشمل قطاعات المجتمع كافة، وتسعى إلى نشر التوعية الخضراء بطرق مختلفة، وتهدف إلى المساهمة في حماية بيئتنا وتنوعنا الحيوي.

وأضح منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف، أن الوزارة تولي قضايا البيئة اهتمامًا خاصًا، ورصدت تجارب وقصص نجاح ومبادرات خضراء، كما أنتجت فيلماً وثائقيا حول المياه في الأغوار، ونفذت مسارًا بيئيًا إلى عين الساكوت بالشراكة مع جامعة القدس المفتوحة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا