اسماعيل هنية ابتعد عن التبعية

بقلم: سعدات بهجت عمر

يعرف الرجال بالحق، وﻻ يعرف الحق بالرجال. أي يبقى الرجل حتى يتكلم…فالحق ﻻ يوزن بمدى اعتناق الناس له. في الطبيعة كحياة”سنة الله” أحكاما كثيرة تسري في عﻻقات الناس كأفراد ومجموعات، ومجتمعات، ودول هي حكم أخﻻقي يقع ما بين الخير والشر، وحكم علمي يقع ما بين الصواب والخطأ، ولكن الكثير من الرجال”أرجو من الله أن ﻻ تكون واحد منهم ﻷنني أغير عليك” من رجال السياسة، والحرب، واﻹقتصاد من لصوص وقتلة وتجار دم لهم ميزان ثالث هو النجاح أو الفشل، وأقرب اﻷمثلة لنا مآسي فلسطين وشعبها بكل ما تمثل، وفتور الحماس لحماس لقضيتها حيث يتراجع ميزان الخير والشر، والحق والباطل ليبرز ميزان النجاح والفشل هدفا في الصراع. شهر أيار يتجدد بشهر الفضيلة والغفران شهر رمضان ويتمدد ويتقمص شهر حزيران، وخيبات أمل كثيرة ستسفر عن دم وانفجارات، وأرض فلسطين تصغر بالقضم والمستوطنات والتهويد على عينك يا تاجر، والحراح تكبر، وترامب ونتنياهو يدخنان ويضحكان علينا وينتظران مبارزة الديكة، ويخططان ﻹيران…في موعد محدد، وﻻ وقت للمفاوضات، والرغيف في الموقد وفي الطابون الفلسطيني،…وغزة السبية!!! بأوهامكم تأخذ شكل خريطة فلسطين برمالها، وترابها، وسهولها، وجبالها، ومياهها، وأقصاها، وكنيسة قيامتها ومهدها، وقصر هشامها، وضريح ابو عمارها، وصمود ابو مازنها، ونقبها، وجليلها، وعصمة دينها. مع الذكريات يا سيد ابو العبد تزيد اﻹنهيارات والكل يصفق،…وﻻ أحد يصفق بانتظار وعد آخر ﻷوطان عربية ذات قابلية ﻹعادة النظر والكل من الخليج الى المحيط يرى ويصمت لمعركة قسطل جديدة من التاريخ ليعلن العرب حالة طوارئ في اﻹذاعات “للفلسطيني”. ميدان المعركة يا سيد ابو العبد تحت قبة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني فهناك التجادل والتخاصم واﻹشتباك باﻷيدي ولكن بالحجة ﻻ أن يكون بالتفكك والتمزق والردة، واﻹستهﻻك، واﻷمل المحاصر من الوريد الى الوريد، والنص دموي تعذيب نضالي مجاز على أحد اﻷصعدة كسياسة متعمدة. عفوا يا سيد ابو العبد قف أمام نفسك وحاسب ذاتك، وتساءل بموضوعية. هل الموت يختار اﻷحسن؟. وهل المﻻئكة تصطفي اﻷنقياء؟. وهل درب الشهادة معبد بذوي الشجاعة والشهامة؟. إن إعادة النظر في مجمل العﻻقات بين الفصائل والمنظمات واﻻحزاب والحركات الفلسطينية ليس خسة وﻻ جبنا، وفي مجمل السياسات التي وضعت موضع التنفيذ والتجربة خﻻل السنين الطويلة من الكفاح والنضال والتنظير، ﻷن عودة الحرارة المطالب بها جديا اﻵن هي عودتكم الى رام الله ووضع يدكم بيد الرئيس ابو مازن ليلتم شمل القوة الى هذه العﻻقات الى عودة السخونة الفاعلة الى الحوار الوطني أمران من الضرورة أن يعطيا اﻹمكانية والفرصة من دون تشنج ومن دون التمترس وراء مواقف مسبقة ذلك أن الوحدة الوطنية الفلسطينية الفاعلة المبنية على وضوح كامل في العﻻقات اﻷخوية تشكل أحد شروط النجاح في خوض الصراع مع العدو الصهيوني وقرارات ترامب بفعالية وتأثير خﻻل المرحلة القادمة من نضال شعبنا الوطني ﻹقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ومحاربة التهويد واﻹستيطان والجدار العنصري وسياسة القضم المتواصلة بكل ما في الكلمة من معنى مثالي ومادي وإنساني. إن النقطة اﻷساسية يا سيد ابو العبد ليس النفخ بالبوق. بل هي التي تجمع عليها جميع التكهنات إن لم يفض الحوار الوطني الجدي الى المصالحة الفلسطينية الصريحة والصادقة الى نتيجة هي الوحدة الوطنية بكل أبعادها ولكل شرائح شعبنا الفلسطيني أينما كان. ستكون هذه النقطة في حال عدم تحقيقها مصدرا يؤدي الى جبن الفصائل بجبنكم انتم والذي سيؤول الى تكريس الفشل في تحقيق أهداف هذا الشعب الفلسطيني المنكوب. فاﻹحساس بالعجز أو التراجع يترجم عمليا بالكذب وبادعاءات ليست بانتصارات ﻷن الكل بعد هذا سيساق الى المسلخ.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا