زكريا المدهون – منذ ثمانية أعوام، يجمع منتصر ترزي (30 عاماً) من مدينة غزة، صورا وفيديوهات نادرة تعود لحقب تاريخية فلسطينية وعربية متنوعة، لينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
في عام 2013 أنشأ ترزي بمساعدة أحد أصدقائه صفحة خاصة على “الفيس بوك” أطلق عليها اسم “غزة أيام زمان”، ثم بدلها الى “أرشيف منتصر ترزي”.
ترزي تخرج من جامعة الأزهر تخصص محاسبة وعمل معيدا فيها، ما ألهمه حب البحث والتفتيش عن الصور والصحف والمجلات القديمة في مكتبتها.
“في 2010 بدأت أبحث عن الصور والفيديوهات والصحف والمجلات القديمة والنادرة من مكتبة جامعة الأزهر وأخزنها على حاسوبي”، يقول ترزي.
وأضاف “في 2013 راودتني فكرة وهي نشر ما قمت بتجميعه على صفحة خاصة على الفيس بوك أطلقت عليها اسم “غزة أيام زمان” ثم غيرت الاسم حديثا الى “أرشيف منتصر ترزي”، وذلك بمساعدة أحد الأصدقاء لديه دراية بعمل الحاسوب.”
ولاقت فكرة منتصر تشجيعا من قبل المواطنين ورواد التواصل الاجتماعي، مشيرا الى أنه أصبح يتابعه عشرات الألاف من داخل فلسطين وخارجها.
وتفرض اسرائيل منذ 12 عاماً حصاراً مشدداً على قطاع غزة الذي تعرض لثلاثة حروب اسرائيلية كان آخرها عام 2014.
ويعّد ترزي ما يقوم به أول عمل فلسطيني يعنى بجمع وتوثيق كل ما هو قديم ونادر عن المراحل التاريخية للشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
من الصور القديمة والتي أحبها جمهور المتابعين حسب ترزي، صور تجمع الرئيس الشهيد ياسر عرفات بالراحل الشيخ زايد بن نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة وذلك عام 1987.
أقدم صورة نشرها ترزي تعود لأربع طفلات من فلسطين يحتفلن بالعام 1904، وصورة لاحتفالات عيد الميلاد المجيد في بيت لحم تعود للعام 1938، وصورة للمسجد الأقصى في عام 1942، وفيديو لمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة عام 1956، وأخر لمدينة غزة في حقبة ستينيات القرن الماضي.
وأشار ترزي الى أن المتابعين لصفحته البالغ عددهم حاليا 75 ألفاً، يرسلون له صورا قديمة للرئيس “أبو عمار” تجمعه بالشيخ أحمد ياسين وجورج حبش، وأخرى تجمعهم بقادة فلسطينيين مثل: الرئيس الخالد ياسر عرفات والرئيس محمود عباس.
ومن الصور الموجودة في أرشيف منتصر الافتراضي صورة تعود للعام 1998 أثناء صلاة الرئيس الشهيد “أبو عمار”، والى جواره مسئولو فصائل، منهم محمود الزهار، ورئيس الجامعة الاسلامية في تلك الفترة محمد شبير.
كما يضم أرشيف ترزي صورة نادرة عام 1919 تعود لنسوة مصريات يتظاهرن لأول مرة.
وعن كيفية حصوله على تلك الصور والفيديوهات القديمة يقول: “ابحث عنها في مكتبات قطاع غزة ومن الصحف المحلية القديمة كالقدس، ومن صحف عربية كالأهرام المصرية، والنهار اللبنانية، والقبس الكويتية، وأخبار الخليج البحرينية، اضافة الى مقابلات أجريها مع شخصيات عاصرت عقودا قديمة وأخرين رافقوا الشهيد “أبو عمار” خارج وداخل فلسطين.
وعن طموحاته، تمنى ترزي من الله أن يمكنه من انشاء موقع الكتروني يوثق كل ما هو قديم، مشيرا في ذات الوقت الى عديد الصعوبات تواجهه منها: الإمكانيات التكنولوجية المتمثلة في امتلاك أجهزة حديثة تمكنه من تصوير الصور الأرشيفية بدقة عالية أو تحويل أشرطة الفيديو على الأجهزة الحديثة.
