“حماس” وداعش ونظريـة المؤامرة

بقلم: ربحي دولة

في العام ٢٠٠٧ سيطرت “حماس” على قطاع غزة بقوة السلاح بعد ان سفكت دماء اكثر من ١٧٠٠ من أفراد وضباط الأجهزة الامنية وكانت عقيدة القتل المنهج الذي انتهجته حماس وقيادتها من خلال عمليات الإعدام الميدانية التي مارستها بحق ابناء “فتح”، سواء داخل مقرات الأجهزة السيادية والامنية او خارجها ، حيث كانت تُمارس عصابات “حماس” القتل والترهيب وإحداث الإعاقة المتعمدة بحق كل من وقف في وجها، وكلنا تابع عمليات التفخيخ التي قامت بها هذه العصابات للمقار الامنية اتي كان أكبرها تفخيخ مقر جهاز الامن الوقائي الذي راح ضحيته اكثر من ثلاثين من ابناء الامن الوقائي ومازالت صورة الشهيد سميح المدهون والطريقة الوحشية التي تعاملت بها عصابات حماس مع هذا المقاتل الشرس الذي عجزت طيارات الاحتلال من اغتياله الا ان هذه العصابات قامت بدور الاحتلال وبطريقة بشعة جداً ومثلت في جسده بطريقة تُعبر عن مدى حقد هؤلاء الذين يدعون انهم يحملون الفكر الإسلامي، وهنا أقولُ أن ديننا الحنيف الذي يدعو الى التسامح والتآخي والتحاب وليس القتل والحقد والكراهية.
منذ ذلك الوقت تستمر “حماس” بسياسة الترهيب والتخوين بحق كل من يخالفها ودائماً ما تُلقي اللوم على السلطة الوطنية محاولة لفت أنظار اهلنا في غزة عن ممارساتهم وتوجيه الاتهام نحو قيادتنا الفلسطينية التي لم تتخلى لحظة واحدة عن مسؤولياتها اتجاه القطاع على الرغم ان حماس نصبت نفسها بقوة السلاح فمن يكون في موقع مسؤولية يجب عليه ان يقف عند مسؤولياته ولا يرمي أخطاءه على الآخرين.
وبعد ظهور ما يسمى بداعش في منطقة سيناء المتاخمة للقطاع ودعم حماس لهذه الجماعات من اجل ضرب حالة الاستقرار في مصر وعلمليات التعاون والتنسيق العالي بين حماس وداعش وبعد الحرب التي تخوضها حكومة مصر ضد هذه الجماعات دخل العديد من عناصر هذه الجماعات الى القطاع وبدات بممارسة نشاطاتها هناك على الرغم من تضييق حماس الشديد على هذه المجموعات، إلا أنهم لم يستطيعوا التخلص منهم وكان نتيجة هذه النشاطات ما شاهدناه قبل ايام من عمليات انتحارية نفذها عناصر من داعش بحق حواجز شرطة حماس اودت بحياة ثلاث من أفرادها على الرغم من إدانتنا الشديده لهذه الأعمال الإجرامية التي لا تمت لديننا وأخلاقنا بأية صلة الا ان حماس بدل من التفكير في كيفية القضاء على هذا التطرف وكيفية إعادة اللُحمة الى الوطن الذي جزأته بانقلابها خرجت بعض الأبواق التي تتهم جهاز المخابرات العامة بأنه يقف خلف هذه التفجيرات ظانين انهم يستطيعون قلب الحقيقه كما كان عندما حاولوا اغتيال رئيس الحكومة السابق د رامي الحمد ورئيس المخابرات اللواء ماجد فرج الذين اتهموا فيه اللواء بمحاولة اغتيال نفسه ورئيس الحكومة لضرب استقرار غزة على الرغم من ان ذهابهم الى قطاعنا الحبيب كجزء من مهمة إعادة الوحدة لشقي الوطن وتنفيذ بنود المصالحة وتمكين الحكومة من العمل بحرية في القطاع.
أرى أن الفوضى ستعم بفعل حماس اذا ما عادت عن نهجها التخويني والتكفيري ، وهنا لابد لها العودة عن هذا الفكر والاستماع فوراً لنداء الرئيس ” ابو مازن ” والبدء فوراً في تطبيق بنود المصالحة والتي تشكل المصلحة العليا لشعبنا وقضيته ولتتوقف فوراً عن كل الممارسات التي تزيد الفرقة والفجوة بين شقي الوطن.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا