حديث القدس: الانتخابات هي المخرج

الانتخابات بكافة أنواعها في معظم دول العالم هي حق مشروع للمواطنين كفلته كافة القوانين والأعراف سواء الدولية منها أو المحلية، لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وإعطاءه الفرصة التي يحددها القانون من أجل تحقيق مصالح القطاعات التي إنتخبته.
ومجتمعنا الفلسطيني الذي يقوم على التعددية السياسية، لا يخرج عن هذا الإطار خاصة وأن القانون والأعراف الفلسطينية تنص على إجراء الانتخابات لكافة القطاعات وفي مقدمتها انتخابات الرئاسة والتشريعية والمجلس الوطني وغيرها من انتخابات النقابات ومجالس الطلبة .. الخ.
غير أن انتخابات الرئاسة والتشريعية والمجلس الوطني وغيرها من الانتخابات المستحقة قد مضى عليها عدة سنوات الأمر الذي يحرم المواطن من حقه في اختيار ممثليه لهذه المؤسسات الهامة والتي تكلّس بعضها لدرجة أصبحت غير فعالة ولا تحقق كامل أهداف المواطنين.
وقد جاء خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة وإعلانه عن عزمه إجراء انتخابات سيتم الإعلان عنها، عقب عودته من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتضع النقاط على الحروف حيث استبشر شعبنا بأن هذه الانتخابات في حال إجرائها ستعيد للمواطن حقه المسلوب في اختيار ممثليه.
وصرحت عدة دعوات بأن تكون هذه الانتخابات شاملة للرئاسة والتشريعي والمجلس الوطني وتفعيل منظمة التحرير وهو الأمر الذي نأمل أن يعلن عنه الرئيس عباس، لان من شأن إجراء هذه الانتخابات المتزامنة وبعد الاتفاق بين كافة القوى والفصائل الفلسطينية، ستؤدي حتما الى إنهاء الانقسام السياسي والجغرافي وتعاني الساحة الفلسطينية من هذا الانقسام البغيض الذي في حالة استمراره سيؤدي الى إنفصال وهذا ما يرفضه شعبنا، لأنه سيشرذم الساحة الفلسطينية التي تعاني من ويلات الانقسام فكيف اذا تحول الى إنفصال، خاصة في هذه المرحلة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لمخاطر جمة من أبرزها ما يسمى بصفقة القرن التي هدفها تصفية قضية شعبنا لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تلقى الدعم والمساندة اللامحدودة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتصهينة أكثر من الصهيونية نفسها.
لقد قلنا ولا زالنا نقول إن الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وتفعيل منظمة التحرير، هي إستحقاق مضى عليه سنوات، وإنها هي الطريق ربما يكون الوحيد لإعادة اللحمة للساحة الفلسطينية وللنظام السياسي ووحدة شطري الوطن جغرافيا.
فهل يتم إعلاء الشأن الوطني على المصالح الحزبية والشخصية، لكي تتم مواجهة تحديات المرحلة والسير بالقضية نحو بر الأمان، أم أننا سنظل ندور في الحلقة المفرغة، والقوى المناهضة تستغل ذلك لمواصلة مؤامراتها التصفوية؟
فالانتخابات الشاملة هي المخرج مما نحن فيه ونأمل بأن تتم وفق توافق وطني عام.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا