الانتخابات الإسرائيلية لن تفضي إلى حسم ينهي الأزمة السياسية

خلال ندوة في رام الله نظمها “مدار”

استبعد المشاركون في ندوة تحت عنوان “الأزمة السياسية المستمرة في إسرائيل: ماذا بعد الانتخابات الثالثة”، نظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار” في مقره برام الله، أمس، أن تشكل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة مساحة للحسم، بما يجعل منها مخرجاً من الأزمة المستعصية، أو أن تؤدي إلى حدوث تغير دراماتيكي على صعيد المشهد السياسي، والموقف الإسرائيلي ازاء التطلعات الفلسطينية.
وأكد المشاركون في الندوة وهم: هبة يزبك، عضو القائمة المشتركة عن التجمع الوطني الديمقراطي، وجابر عساقلة، عضو القائمة المشتركة عن الجبهة الديمقراطية للسلام، وأنطوان شلحت، مدير وحدة المشهد الاسرائيلي في “مدار”، أن الانتخابات تضع مسؤوليات كبيرة على القائمة المشتركة، خاصة فيما يتصل بتعزيز وجودها ودورها السياسي، وقدرتها على التأثير.
واعتبر عساقلة أن هناك حالة من عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، أحد معالمها كون حزب العمل، وهو أحد الأحزاب الرئيسة في إسرائيل في طور التلاشي، فيما يعيش حزب الليكود أزمة نتنياهو.
وقال: وكذا البديل المطروح وهو حزب أزرق أبيض “كاحول لافان”، مشكل من أربعة أحزاب أيضا، وبتقديري فإنه لن يدوم طويلا.
ورأى عساقلة أن عوامل متعددة أدت إلى عدم التمكن من تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة خلال الانتخابات الماضية، من ضمنهما وجود توترات بين الأحزاب، تتقاطع فيها أبعاد أيديولوجية وشخصية.
ونوه إلى أن صعود بيني غانتس للحكم لا يعني أنه أفضل من سلفه بنيامين نتنياهو، باعتبار أنه رجل خلفيته عسكرية، عدا أنه يميني أيضا، وموجود ضمن تحالف يميني بكل المعاني.
ورأى أن هناك عدة سيناريوهات فيما يتعلق بالقائمة المشتركة، أبرزها الحفاظ على نجاحها وعلى موقعها وعدد مقاعدها، إذا لم تحدث مفاجآت.
وأوضح أن “الكنيست” ساحة مهمة لتحقيق بعض المكاسب للجماهير العربية، مستبعدا بالمقابل نجاح أي من الحزبين الرئيسين في الساحة الإسرائيلية في الحصول على الأغلبية؛ أي 61 مقعدا.
وبخصوص السيناريوهات المرجحة بعد إجراء الانتخابات المقبلة، لفت إلى إمكانية تشكيل حكومة وحدة قومية ضيقة، أو حكومة وحدة قومية واسعة، مبينا أن مثل هكذا حكومة تعتبر الأسوأ بالنسبة للشعب الفلسطيني، وحقوق الجماهير العربية داخل الخط الأخضر.
من جهتها، ذكرت يزبك أن القائمة تركز جهودها على القضايا المدنية، مبينة أن تجربة هذه القائمة تبرز حاجة المجتمع الفلسطيني في الداخل لإطار وصوت موحد، يوصل رسالته وموقفه، ويؤكد وجوده السياسي.
وقالت: مجمل الجهود التي وضعت لدى الأحزاب العربية، صبت لصالح تفعيل وجودنا داخل الكنيست، كونها المنبر الأساسي لإيصال صوتنا وموقفنا.
وأشارت إلى أن القائمة المشتركة مشروع أساس لبناء، وانجاز التنظيم المطلوب على صعيد الجماهير العربية في الداخل، والارتقاء إلى التعبير السياسي عنه.
وذكرت أن القائمة المشتركة بمثابة تجربة جديدة في طور التشكل، لافتة إلى ضرورة الحفاظ عليها بأي ثمن، مشددة على ضرورة تكريس القائمة ككتلة وازنة في العمل السياسي، تعطي شرعية لمجتمع كامل.
ورجحت أن يزداد حجم تصويت الجماهير العربية في الداخل في الانتخابات المقبلة، باعتبار أن هناك شعورا عارما بإمكانية الإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو.
وقالت: بعد الانتخابات، ستكون على القائمة المشتركة مهمة اضافية تتمثل في فتح نقاشات سياسية داخل المجتمع، وعدم التعاطي مع وجودها بطابع رومانسي إن جاز التعبير، لأن ذلك يحمل مخاطر عديدة عليها.
أما شلحت، فركّز على عدم وجود فوارق جوهرية بين الليكود، ونظيره حزب “أزرق أبيض”، مشيراً إلى أن الانتخابات المقبلة قد تعيد انتاج نفسها، بمعنى أنه قد تجرى انتخابات رابعة خلال حزيران القادم.
وتطرق إلى بعض الجوانب التي تميز اليمين الإسرائيلي، ومحاولته استغلال التطورات والأوضاع الحاصلة في المنطقة والعالم، لشرعنة الحركة الصهيونية، وكأنها حركة تحرر وطني للشعب اليهودي، ما اعتبره أمرا خطيرا باعتبار أن هذه الحركة حركة كولونيالية استيطانية.
وقال: نحن وصلنا إلى مرحلة يجب أن نقتنع فيها، أن اسرائيل لا يمكن أن تتغير من الداخل، إنا تحتاج إلى ظروف ضاغطة من الخارج، مستذكرا مواقف كتاب اسرائيليين يرون أن اسرائيل لا يمكن أن تتغير من الداخل.
ورأى أن وجود القائمة المشتركة أمر بالغ الأهمية، بيد أنه لفت إلى وجود تحديات تفرض نفسها على صعيد عملها، بحكم وجود تغيرات تحدث في أوساط الجماهير العربية في الداخل.
وكانت استهلت الندوة، بكلمة للدكتورة هنيدة غانم، المديرة العامة للمركز، أشارت فيها إلى الواقع المعقد والمركب القائم على صعيد المشهد السياسي الإسرائيلي، وقاد إلى اجراء انتخابات برلمانية ثالثة في غضون أقل من عام.
وأشارت إلى أن هناك حالة من الاستقطاب السياسي غير المسبوقة في الساحة الإسرائيلية، مبينة أن المشهد السياسي الإسرائيلي يطرح العديد من التساؤلات.

عن صحيفة “الايام” الفلسطينية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا