الرئيسيةمختاراتمقالاتإسرائيل وسفك الدماء عند النبي صالح وباب الأسباط

إسرائيل وسفك الدماء عند النبي صالح وباب الأسباط

بقلم: موفق مطر

خمسة أطفال فلسطينيون ووالدهم باتوا في عداد قائمة ضحايا منظومة الاحتلال والاستيطان الاستعماري العنصري في إسرائيل، حرموا للأبد من نعمة العز والأمان في ظل والدهم، فقد قتل الجنود المجرمون أباهم فادي عدنان سرحان سمارة قعد، فيما كان في الطريق إليهم لاستكمال الفرحة بالعيد.

قدر الله أن ينعم أبناء الشهيد وزوجه بالحياة، وللعالم وأصحاب الضمائر الإنسانية أن يتخيلوا أي جريمة ضد الإنسانية كانت ستحدث لو أن عائلة الرجل كانت معه في السيارة لدى مروره في وادي ريا قرب بلدة النبي صالح شمال غرب رام الله عندما أطلق (قطاع الطرق جنود الجريمة) في جيش الاحتلال النار عليه فارتقت روحه بعدما تركوه ينزف حتى النبض الأخير!.

ما كانت منظومة الاحتلال لتخدع عاقلا يقرأ ببصيرته الأحداث الدموية التي تسجلها في قائمة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني يوميا، فالاحتلال والاستعمار الاستيطاني والعنصرية حالة انفلات مضادة للإنسانية بكل المعايير يستحيل وجود نسبة من الأخلاق أو القيم أو الضوابط القانونية، فهنا شر مطلق، أما رواياتهم عن (جيش أخلاقي) فقد كذبتها دماء الأبرياء الفلسطينيين المسفوكة في وضح النهار ببركة فتاوى حاخامات الجيش وقادته العسكريين، وأوامر رأس حكومة هذه المنظومة السياسية.

يقتلون ويأمرون بقتل الفلسطيني فوراعلى الحواجز، ويستخدمون القوة النارية المفرطة في المواجهات اللامتكافئة أبدا لإرضاء رغبة التسلط والاستكبار والتفوق العنصري الكامنة أو المستحدثة في نفوس عسكرهم، الذين جرى تحويل معظمهم لروبوتات لا تميز بين هدف خطر أو هدف آمن، ونشهد في هذا السياق أنهم يعتبرون أبناءنا أهدافا حية، حيث يدرب ضباطهم جنودهم على كيفية إصابة الفلسطيني كهدف وجب قتله أو إعاقته، ويكفي الباحث عن الحقيقة مراجعة شرائط وصور المواجهات ما بين شباب الحجارة وجنود جيش الاحتلال المدججين بالسلاح ليدرك أن ما نكتبه عنهم حقائق مادية واقعية لمسناها ورأيناها كصحفيين في الميدان خلال عقود من الصراع حتى أن جراحنا في أجسادنا شاهدة على إجرامهم.

يمضي هؤلاء (الإرهابيون المجرمون) الآن على سيرة وسلوك رجال عصاباتهم ومنظماتهم الإرهابية نفسها، التي اتخذت سفك دماء الأبرياء سبيلا لنشر الرعب وإرهاب أصحاب الأرض الأصليين الفلسطينيين لا يعنيهم الشخص ولا المكان ولا اللحظة الزمنية، وما شهيد باب الأسباط الشاب الثلاثيني إياد خيري الحلاق، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أحدث دليل على تفشي وباء الجريمة ضد الإنسانية، الذي لا سبب لها حسب اعتقادنا وتقديراتنا سوى أنها عقيدة حرب وجريمة قديمة مجددة، استخدمت بوتائر مختلفة تبلغ أعلاها كلما استشعر الغزاة نمو وارتفاع مستوى الخط البياني لنهج وسلوك الشعب الفلسطيني النضالي التحرري الوطني.

لم يكن إياد الحلاق البالغ من العمر 32 عاما مسلحا إلا بعقل يوازي عقل ابن سبعة أعوام، ولم يكن مدربا على مهارات القتال، وإنما قاصر الحركة كان في طريقه إلى المدرسة الصناعية (البكرية) في باب الأسباط الخاصة بتعليم ذوي الإعاقة.

جرائم الغزاة المحتلين العنصريين ليست تحديا للقوانين والشرائع والمواثيق الدولية وخرقا لمبادئ وقواعد القانون الدولي والإنساني الخاصة بالمواطنين تحت الاحتلال عموما، وذوي الإعاقة وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية بشأنهم خصوصا وحسب، بل منهج مرتبط بعقليتهم الخارجة على النواميس وأنماط السلوك الإنساني، ولعلنا في هذا المقام نستدرج من الذاكرة القريبة جدا مشهد إطلاق جندي إسرائيلي مجرم الرصاص على رأس شاب فلسطيني جريح كان حيا ممددا وينزف على الأرض، فأنهى حياة الشاب عبد الفتاح الشريف في الخليل فيما خط الدماء الطويل شاهد على تعمد المسعفين الإبطاء في الوصول إليه قبل حدوث جريمة الجندي الذي على ما يبدو قد ضمن تواطؤ القضاء العسكري معه ومع مرتكبي عمليات سفك دماء الفلسطينيين.

نتوقع الأسوأ والأفظع، ليس لأن العالم منشغل عن المنطقة وإنما بحكم تجربتنا مع الغزاة الذين ما استطاعوا تثبيت أقدامهم في أرضنا إلا باتباعهم كل أشكال جرائم الحرب ولنا في مجازر كفر قاسم ودير ياسين وخان يونس على سبيل المثال لا الحصر التي كان ضحاياها مواطنين فلسطينيين فلاحين من الجنسين ومن مختلف الأعمار دليل على جذور الشر والجريمة لدى أصحاب وأتباع هذا المشروع العنصري، ما يعني وجوب التفكير بتعزيز وتثبيت أركان وقواعد الصمود وسبل المواجهة بالوسائل المشروعة وتأكيد إيماننا بأن النصر حليف المناضل بروح وطنية انسانية، فالشر الإسرائيلي العنصري الإجرامي ستنكسر شوكته ويزول، أما الخير في شعب فلسطين فباق إلى الأبد.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا