الدولة على مرمى حجر٠٠٠

بقلم: ربحي دولة*

تتسارع الاحداث على مستوى العالم، فيما تنشغل الدول بوضع برامج للتعافي من وباء كورونا الذي جاء من حيث لا ندري و تعطلت به كل دول العالم وتقطعت السبل بالملايين من البشر. وعلى الرغم من انشغال العالم بهذا الوباء بين اتخاذ اجراءات وقائية او بحثا عن علاج او برامج العودة الحذرة الى الحياة الطبيعية والتعايش مع هذا المرض تمعن دولة الكيان الصهيوني التي اصيبت ايضا بهذا الفايروس وعطلت الحياة اليومية لهم لكنها لم تعطل عدوانها على شعبنا ، واستمرت في سياستها العنصرية وفي تنكرها لكل الحقوق التي كفلتها القوانين الدولية لشعبنا ، واكثر من ذلك تنكرها لكل الاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، واستمرت في سياسة التوسع الاستيطاني حتى خرج علينا ترامب بصفقة المشؤومة لمنح الشرعية لممارسات الاحتلال ولم يكتفي ترامب بذلك بل على العكس زاد من سياسته الاجرامية فقطع كل المساعدات التي تعهدت بها امريكا للسلطة الفلسطينية منذ لحظة تأسيسها ليجبرنا على القبول بصفقته والتي تعتمد على موافقتنا في منح الشرعية للاحتلال لضم المزيد من الاراضي في القدس وشطب قضية اللاجئين وتوطينهم حيث يعيشون في الدول التي شردوا اليها – مقابل صفقات مالية عالية- والتي لا يمكن ان نقبل بها مهما كان الثمن.

وفي الايام الأخيرة بدأت دولة الاحتلال بنشر خرائط الضم التي تظهر الاغوار والعديد من القرى الفلسطينية في الضفة العربية تحت السيادة الاحتلالية، واستمرت اسرائيل في قرصنتها لأموالنا وتصعيد الضغط على السلطة لاجبارها على القبول بالامر الواقع والموافقة على هذه المؤامرة، وتراهن دولة الاحتلال على الحالة التي وصل اليها شعبنا من سوء الاحوال الاقتصادية نتيجة الحصار المفروض علينا وتخلي العديد من الدول العربية بضغط من امريكا عن التزاماتها تجاه شعبنا وسلطتنا متناسين في الوقت نفسه ان شعبنا يزداد قوة وشجاعة في كل مرة يتعرض بها للعدوان ، ولا يمكن لهذا الشعب الذي قدم خيرة ابنائه شهداءً وجرحى واسرى من احل هدف واحد اوحد العيش بحرية وكرامة، هذه الحرية والكرامة التي تعد الغذاء الوحيد الذي يمكن ان يقتنع به شعبنا رغم الجوع الذي يحاول اعداءنا ايصالنا اليه.

من منا لم يعش حالات الحصار والاغلاق ومنع التجوال منذ اللحظة الاولى لإنشاء دولة الكيان، ومن منا لم يسمع عن حصار بيروت والمخيمات لإركاع الثوار والختيار وتصفية الثورة، ومن منا لم يعش الأيام الاولى لانتفاضة الحجارة. ان الدولة على مرمى حجر ، وأرى أننا أقرب الى النصر فكلما اشتدت حلكة الليل يزيد قربا موعد الشروق شروق سمي حريتنا التي انتظرناها طويلا وعشنا لياليها السوداء الحالكة والتي تعد هذه الايام اكثرها حلكة وسوادا لعظمة الظلم والقهر الذي تمارسه دولة الاحتلال مدعومة من رأس الاستعمار العالمي امريكا وبتواطؤ القريب والبعيد معها.. نعم ان الدولة على مرمى حجر وقليل من الصبر وسينتصر الكف على المخرز.. كف المقهورين الكف القابض على الجمر وليكسر ذلك المخرز
مخرز الظلم والقهر مخرز الاستعمار والدمار مخرز الغزاة وقطاعي الطرق لتعود الارض الى أهلها واصحابها لنصلي معا في القدس محررة عاصمة لدولتنا الابدية وتسقط كل الرهانات التي راهنت على رضوخ شعبنا وينتصر رهان الشعب العظيم رهان الشهداء والاسرى واهات الامهات اللواتي طالما راهن على ان دماء ابناءهم وعذاباتهم داخل سجون الاحتلال لن تذهب هدرا وسيتوحد شعبنا تحت راية الوطن لتبقى هذه الراية مرفوعة و خفاقة ولتسقط كل رايات الغزاة ولتتنكس الى الأبد والى حيث لا رجعة، وسيسطف شعبنا مع قيادته في هذه المعركة الشرسة حتى الوصول الى بر الامان.

*كاتب وسياسي / رئيس بلدية بيتونيا

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا