الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقات"شونة" الجفتلك.. الأرض المحرمة

“شونة” الجفتلك.. الأرض المحرمة

يستهدف الاحتلال الإسرائيلي تجمع الشونة كواحدة من أربعة تجمعات سكانية في قرية الجفتلك الزراعية شمال مدينة أريحا، من خلال حملات هدم المساكن وتخريب الممتلكات الزراعية وردم آبار المياه، في سياق حملة انتهاكات شاملة تهدف إلى “ضم” التجمع ضمن مخططات الاحتلال الاستعمارية في الأغوار.

منذ عدة أعوام، يعاني المواطنون والمزارعون في “الشونة”، والتي يطلق عليها اسم “خربة علّان”، مما تخلفه إجراءات الاحتلال وانتهاكاته في الأراضي، من عدم القدرة على تلبية احتياجاتهم الزراعية، والحصول على تراخيص للبناء في المنطقة المصنفة “ج”، ووضع عقبات تعجيزية أمامهم ليبقى سكانها تحت خطر الضم في أي وقت.

صباح اليوم، ردمت قوات الاحتلال 3 برك مياه، تغذي كل واحدة منها 70 دونما زراعيا على الأقل في ذات المنطقة من القرية، وتعود ملكيتها للمواطنين منير نصاصرة وياسر زبيدي، بعد يوم من اقتلاعها 100 شجرة نخيل في المنطقة والاستيلاء عليها، وإلحاق اضرار وخسائر مادية بالممتلكات الزراعية.

رئيس بلدية الجفتلك أحمد أبو غانم يوضح لـ”وفا”، مدى التشوه الذي أحدثه الاحتلال في التجمع على مدار سنوات، معتبرا ذلك سياسية إسرائيلية ممنهجة، ما جعل أراضيه تتحول إلى منطقة عسكرية مغلقة، بشكل يساهم في ترهيب سكانها وترحيلهم من المنطقة في أقرب وقت.

ويقول: إن اجراءات الاحتلال تتركز في التجمع على تدمير مصادر المياه والزراعة من خلال تدمير خطوط المياه التي تزود التجمع وردم البرك الزراعية وآبار المياه، ما يحرم أكثر من 1000 مواطن من مصادر رزقهم، ويجعلهم يبحثون على الدوام عن مصادر رزق مختلفة.

ويتابع: إن إجراءات الاحتلال المستمرة في المنطقة، تساهم تدريجيا في تناقص الثروة الزراعية، وتوجه المواطنين إلى العمل خارج القرية.

وفي الاول من يونيو/ حزيران الماضي، اقتلعت قوات الاحتلال شبكة مياه الري في مزرعة عنب، وأخرى للنخيل، تعود ملكيتها للمواطن منير نصاصرة، إضافة إلى الاستيلاء على المضخات التي تستخدم في ري المزروعات، في أراض تقدر مساحتها بـ27 دونما ويعمل بها نحو 50 عاملا وعاملة من أجل الايفاء باحتياجات السوق، كما اخطرت بوضع اليد على جزء من تلك الاراضي.

مدير عام التوعية والتعليم البيئي في سلطة جودة البيئة أيمن أبو ظاهر، يقول لـ”وفا”، إن منطقة الأغوار الفلسطينية باتت مستهدفة بشكل كامل منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بثرواتها وخيراتها، وما يفعله الاحتلال يوميا هي سياسات مدروسة ويتم تنفيذها بمراحل عدة لترحيل السكان.

ويتابع، “عمليات التخريب والتدمير في الجفتلك تأتي في سياق نهب مزيد من الموارد الطبيعية للأغوار، وتدمير بيئة الأغوار الفلسطينية، خاصة من خلال زيادة حمى الاستيطان، وإجبار المواطنين على الرحيل من أراضيهم والكف عن زراعتها.

ويشير إلى أنه ما زالت هناك فرصة مواتية للمواطنين من خلال التوجه الى الجهات الفلسطينية، والنمو بمشاريعهم، حتى يكونوا مزارعين مستثمرين في أراضيهم في وجه الاحتلال.

وتبلغ مساحة الجفتلك 1242 دونماً، وعدد سكانها حوالي 3200 نسمة، ويخترق الشارع الرئيسي وسطها ليقسمها نصفين شرقًا وغربًا.

ويحد القرية نهر الأردن من الشرق، وتحيط بها أراضي قرى طوباس وطمون وبيت دجن، وهي قائمة على امتداد واد الفارعة. سكان القرية خليط من المزارعين والبدو الذين يعتاشون على تربية الماشية ومن أشهر عشائرها عشيرة المساعيد وعلى رأسهم الشيخ عبد الله الضامن المساعيد.

وفا- نديم علاوي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا