الجامعة العربية تنظم ملتقى قادة الإعلام العربي في دورته السابعة

أبو الغيط: الرسالة الإعلامية صارت من الأهمية والخطورة بحيث تدخل في باب الأمن القومي

أطلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال – إدارة الإعلام) اليوم الاثنين، الدورة السابعة من ملتقى قادة الإعلام العربي، بالتعاون مع الملتقى الإعلامي العربي بدولة الكويت.

الدورة التي تستمر لثلاثة أيام، نظمت تحت عنوان (تحولات الإعلام في أوقات الأزمات)، بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وعدد من وزراء الإعلام العرب، وأكاديميين وإعلاميين وكتاب وصحفيين من مختلف الدول العربية.

ويناقش الملتقى عددا من القضايا والتحديات التي يواجهها الإعلام العربي من خلال أربع جلسات، تتضمن الجلسة الأولى واقع ومستقبل الإعلام في ظل المتغيرات، والجلسة الثانية أزمات الإعلام العربي، والجلسة الثالثة حول تحولات صناعة الإعلام بين الفكر والتطبيق، أما الجلسة الرابعة فستكون تحت عنوان الإعلام العربي .. حرية الممارسة ومسؤولية المهنة.

وأفاد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية السفير قيس العزاوي، في تصريح له اليوم، بأن تنظيم هذا الملتقى يأتي في ظروف تعاني فيها البشرية جمعاء من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، وما يتطلبه ذلك من قيام الإعلام العربي بالدور المنوط به في مواكبة جهود الدول العربية في مواجهة هذه الجائحة بكل مهنية ومصداقية، والتصدي للأخبار الكاذبة والشائعات التي من شأنها المساس بالصحة العامة واستقرار المجتمعات، خاصة مع انتشار التكنولوجيا المتطورة ومنافسة وسائل الإعلام الجديد عبر وسائطه المتنوعة.

أبو الغيط: الرسالة الإعلامية صارت من الأهمية والخطورة بحيث تدخل في باب الأمن القومي

وفي السياق، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خطورة الدور الذي يضطلع به الإعلام في الوقت الحاضر، مشيرا إلى أن الرسالة الإعلامية صارت من الأهمية والخطورة بحيث تدخل في باب الأمن القومي بمعناه الشامل سواء أمن الوطن والمواطنين.

وأوضح في كلمته الافتتاحية أمام الدورة السابعة للملتقى، أن التعدد والتنوع الهائل في منصات الإعلام الرقمي على وجه الخصوص جعل الأفراد عُرضة لسيل جارف مُستمر من المعلومات والأفكار والتوجهات تتضمن الحقيقي والزائف والصحيح والمُضلل وما ينشد المصلحة العامة جنباً إلى جنب مع ما يسعى إلى تخريب الأوطان وهدم المجتمعات.

وقال: لقد شهد العالم ثورة تكنولوجية هائلة غيرت مفهوم وملامح الإعلام في المجتمعاتِ كافة، وتحول الإعلام إلى صناعة كبرى بالغة التعقيد تستثمر أموالاً طائلة وتحوز نفوذاً غير مسبوق في تشكيل الوعي وصياغة الرأي العام، ورأينا دولاً وجهاتٍ من غير الدول تسعى لتسخير هذه الثورة التكنولوجية لتحقيق الهيمنة على الأفكار وإعادة تشكيل توجهات الملايين عبر امتلاك مؤسساتٍ إعلامية ضخمة ومتشعبة، فضلاً عن منصاتٍ الكترونية ووسائل مختلفة للتأثير في الفضاء الالكتروني الشاسع وفي وسائط التواصل الاجتماعي ودفعها في اتجاهات بعينها.

واضاف أبو الغيط، لا يخفى ما ينطوي عليه ذلك من تحدياتٍ هائلة لاستقرار دولنا ومجتمعاتنا وهي تحديات مُركبة لأن طبيعة العصر تقوم على التدفق المعلوماتي المستمر من مصادر متعددة، وبما يفرض مواجهة ذكية تواكب العصر وإيقاعه ولا تقع في فخ الانغلاق أو الانعزال وتتمثل المعادلة الصعبة في كيفية الحفاظ على الأمن المجتمعي وصيانة الوعي العام للجمهور من حملات الأخبار الزائفة والمُضللة والمدسوسة مع الحفاظ في نفس الوقت على قدرٍ معقول من الانفتاح على الفضاء الرقمي وما يوفره من فرصٍ مهمة وجسور ضرورية مع التيارات العالمية المعاصرة.

واشار الى انه “تظل المصداقية والمهنية والوطنية الأسلحة الأهم لدى الإعلام العربي في هذه المرحلة التي تدور فيها الحروب على الفضاء الالكتروني بنفس القدر الذي تدور فيه في ميادين القتال، أما المصداقية فلها دائماً الكلمة الأخيرة” مشددا على أن التمسك بالمصداقية كفيل بطرد هذه “العملات الزائفة” مهما بدا من اقتناع الناس بها واقبالهم عليها لبعض الوقت.. وقد رأينا مثل هذا يحدث بالفعل في حالات كثيرة، أما المهنية فهي شرطٌ لازم لارتقاء مؤسساتنا الإعلامية ومواكبتها للعصر عبر تعزيز قدرات الكوادر ومهارات العاملين في المجال الإعلامي وتسليحهم بأدوات الإعلام المعاصر، خاصة في المجال الرقمي والتفاعلي.

وأضاف الأمين العام، إن الوطنية تظل شرطاً أولياً لازماً لإعلامٍ هدفه الأول والأخير خدمة المجتمع وصيانة أمن الوطن والمواطن، عبر التعريف الأمين بالمخاطر المُحدقة به، والتهديدات التي تمس استقراره وبقاءه وازدهاره.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا