“وفا” ترصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية

رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة ما بين 9 ولغاية 15 آب/ أغسطس الجاري.

وتقدم “وفا” في تقريرها الـ(164) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.

ويعرض هذا التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، كما يستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرات الإخباريّة، ومقابلات على الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية في الشارع الإسرائيلي، والتي جاءت في معظمها تعليقا على الاتفاق بين اسرائيل والإمارات لتطبيع العلاقات بينهما.

وجاء على صحيفة “يسرائيل هيوم” مقال للصحفي نداف شرجاي، تطرق فيه إلى الاتفاق المبرم بين الإمارات وإسرائيل، مدعيا أن “تأجيل الضم يبدو الآن كضياع لفرصة صفقة القرن؛ فرصة فذّة قمنا بإضاعتها. كانت الصفقة نافذة من الإمكانيات النادرة ومن غير المعروف متى ستتكرر. أمر واحد فقط يمكنه ان يُكفّر عن هذا الذنب: البناء المكثّف الذي سيملأ تلك المناطق بالبناء الاستيطاني. دون هذا البناء، سنخرج دون أي انجاز”.

وفي ذات السياق جاء على صحيفة “يديعوت احرونوت” مقالة للصحفي اليميني بن درور ، مدعيا “علينا أن نعترف، النظرية التي انهارت هي تلك التي قادها جون كيري: اذا لم تصنعوا السلام مع الفلسطينيين، إسرائيل ستتحول إلى دولة منعزلة، والاتفاق مع الإمارات هو مسمار إضافي في نعش هذه النظرية. تبنى اليسار الإسرائيلي هذه النظرية بكل تلهّف. وقد حان الوقت لأن نفحص مسارات جديدة”.

وتابع أن “اليمين أيضا بحاجة لمحاسبة، فمن كثر الحديث عن فرض النفوذ على مناطق في يهودا والسامرة، لم ننتبه أن السيادة على إسرائيل بحد ذاتها موجودة في البيت الأبيض. هناك صدر القرار ضد الضم. وهنالك صدر القرار على صفقة العلاقات مع الإمارات مقابل تجميد الضم،أو مقابل تجميد الضم ظاهريا”.

وأضاف “لكلا القائدين دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو، اللذان دفعا بتلك الخطوة، مصالح سياسية. ترمب بحاجة لإنجاز سياسي، بالرغم من صغره، في الوقت الذي تُشير الاستطلاعات لتردي مكانته. ونتنياهو لديه أيضا انجاز أكثر أهمية. فهو حظي على اتفاق سلام مع دولة خليجية، وهي خطوة مهمة جدا. بداية، إسرائيل ربحت بطاقات مهمة في خضم حربها مع إيران. وبالطبع نعرف عن العلاقات القائمة بين إسرائيل والدول الإسلامية السنية المعتدلة، ولكن هذه العلاقات تلبس حُلّة جديدة اليوم. ثانيا، لم تجلب نظرية العُزلة السلام، بل قامت بإبعاده. حيث عزّزت تهديدات العُزلة من رفض الفلسطينيين. هم اعتقدوا أنهم مركز اهتمامات الشرق الأوسط والدول العربية، لكن على أرض الواقع العالم العربي افتك منهم”.

وختم بالقول: “يقوم الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة بتحديد السؤال: هل يمكننا ان نصل إلى سلام مع العالم العربي دون حل القضية الفلسطينية، استنادا على معادلة سلام مقابل سلام؟ من بين أربع الدول المجاورة لإسرائيل، لدينا سلام مع دولتين منهم. الدولتان المتبقيتان تشبهان الدولة المدمّمة. ولدينا علاقات تجارية وأمنية مع دول أخرى، وهذه العلاقات تُصبح أكثر متانة”.

ونشر موقع “واي نت” مقالا للصحفية جودي موزس عقب قرار المحكمة العليا “منع هدم بيت فلسطيني لأن الهدم سيؤدي إلى رمي أبرياء في الشارع دون ذنب”، وجهت فيه أصبع الاتهام نحو “السياسيين الذين لم يقوموا بسن قانون يفرض هدم بيت كل فلسطيني ينفّذ عملية دون علاقة لمعرفة عائلته بنيّته أو لا”.

وقالت: “قانون بسيط، قصير، يمكن أن يكون قاسيا، ولكنه مُجدٍ: هدم بيوت المخربين في كل حال، دون الاكتراث لرابط العائلة مع العملية. بشكل قاطع. بدون اعتبارات ولا رحمة. العديد من السياسيين ينتقدون ويصرخون ضد سياسة المحكمة، كما أن رئيس الحكومة يعلن ان سياسته هي هدم بيوت المخربين. جميل. اذا لماذا تثرثرون جميعكم هكذا؟ من منعكم حتى الآن من سن قانون واضح وبسيط في هذا الشأن؟ اذا كان هذا موقفكم – تصرّفوا بما يتلاءم معه. لهذا السبب يوجد برلمان”.

وفي مقالة نشرتها في صحيفة “يسرائيل هيوم” حنان جرينوود تطرّقت فيه إلى تدريب، يموّله “المجلس المحلي لمستوطنة إفرات”، والذي يهدف إلى تسليح وتدريب المستوطنين راكبي الدراجات الهوائية من التعامل مع كل خطر يمكن أن يداهمهم، وفي الخطر يقصدون الفلسطينيين. ويتعامل المقال مع الفلسطيني على أنه تهديد وجوديّ دائم للمستوطن، الأمر الذي يحمل شيطنة تامة للفلسطينيين وأنسنة للمستوطنين، علما أن من يتعرض للاعتداءات الدائمة هم الفلسطينيين من قبل المستوطنين، وآخرها كان الاعتداء على مجموعة من راكبي الدراجات الهوائية الفلسطينيين في بلدة ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله في الضفة الغربية.

وفي الصحيفة ذاتها، طالب أرئيل كهانا بـ”الإعلان عن هيئة شؤون الأسرى – منظمة إرهابية” لأنها “هي الجسم الذي يدفع للمخربين وأبناء عوائلهم أجور الإرهاب”.

وتطرق بوعاز بيسموت في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” إلى “اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل”. وقال: “يمكننا أن نقول إن اتفاق السلام الثالث بين إسرائيل ودولة عربية هو العكس المُطلق لما اعتدنا وتربينا عليه، حيث يُطلب من إسرائيل أن تتنازل عن مناطق لتحصل على اتفاقية السلام. المعادلة الجديدة هي: سلام مقابل سلام. ابدأوا في ترديد هذه المعادلة. سلام من مكان قوة، مثلما ادعى نتنياهو، والذي تحوّل بشكل رسمي لثاني رئيس حكومة من اليمين يوقع على اتفاقية سلام مع دولة عربية”.

وتابع: “العالم يتغيّر وكذلك الشرق الأوسط، وإذا كان المبدأ قبل سنوات هو إرضاء الفلسطينيين، فالدول العربية اليوم تحاول إرضاء نفسها لضمان استمرارية وجودها”.

وفي صحيفة “يديعوت احرونوت” كتب يفعات أرليخ عن الاتفاق بين الإمارات واسرائيل أيضا. وقال إن “الفكرة ان إقامة علاقة سلام مع دولة ما يتطلب تأجيل لخطوة فرض النفوذ الإسرائيلي على يهودا والسامرة، هي فكرة مثيرة للغضب وتناقض جوهر صفقة القرن بحد ذاتها”.

وتابع أن “السلام لن يُلزم تهجير السكان – عربا أو يهودا – من بيوتهم، هذا ما جاء في صفقة القرن بصيغةٍ لا يمكن منحها أكثر من معنى، وهذا التهجير الذي يمكن أن يصحبه اضطراب مدني، يناقض مبدأ التعايش”.

وأضاف: “سيعم السلام الحقيقي فقط بعد ان يعترف جميع العرب في الشرق الاوسط ان حيفا ويافا، ومعاليه أدوميم وشيلو هي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل. ولكن، اذا كانت إسرائيل مترددة ومتلعثمة ولا تُعلن بصوت واضح وعالي ان هذه الارض هي أرض الآباء، فكيف على الآخرين أن يفهموا ذلك”.

وفي صفحته على موقع “فيسبوك”، كتب وزير الصحة الإسرائيلي يولي ادلشطاين “أبارك الاتفاق المهم بين إسرائيل والإمارات، وخصوصا استثمار الأخيرة في إسرائيل للوصول إلى لقاح ضد كورونا. هذه خطوة مهمة جدا، وبالرغم من هذا، السيادة على يهودا والسامرة والأغوار ليست أقل أهمية لشعب إسرائيل. ممنوع أن يلغي التطبيع فرض القانون الإسرائيلي. وعدنا 1.3 مليون مصوتا لليكود بالسيادة، وعلينا ان نفي بوعدنا”.

وفي “فيسبوك” كتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “آمن الكثير على مدار سنوات أن سلام إسرائيلي-فلسطيني سيدفع بمصالحة واسعة أكثر بين إسرائيل والعالم العربي. لكن في هذه الأيام، أعتقد أن السلام سيأتي بشكل معاكس: دفع المصالحة الواسعة بين إسرائيل والعالم العربي سيجلب السلام الإسرائيلي-الفلسطيني”.

وتابع: “لكي نتوصل إلى هذا السلام، علينا ان نوجه أنظارنا ليس فقط للقدس ورام الله، انما نحو القاهرة، وعمان، وأبو ظبي، والرياض ومناطق أخرى. هذه لم تكن نبوءة. هذه سياسة ممنهجة نقودها منذ سنوات”.

وأكد أنه “لا تغيير بمخططي لفرض السيادة بتنسيق تام مع الولايات المتحدة”.

قالوا لي انه لا يمكن التوصل إلى سلام مع الدول العربية دون التنازل عن مناطق. أثبت لهم عكس ذلك.

مثلما أحرزت السلام سأحرز السيادة. لن نتنازل عن حقوقنا على أرضنا أبدا.

وفي “فيسبوك” كتب رئيس حزب “يمينا” نفتالي بينيت “أبارك الاتفاق الذي سيمنح التوقيع الرسمي للعلاقات الجيدة القائمة مع الإمارات، وأثني على الرئيس ترمب لعمله الدؤوب لأجل دولة إسرائيل. لدى إسرائيل الكثير لتقدمه للمنطقة، ومن الجيد أن العلاقات بين الدولتين تحررت من قبضة الرفض الفلسطيني، مع ذلك، من المؤسف ان رئيس الحكومة أضاع فرصة تأتي مرة كل قرن لفرض السيادة الإسرائيلية علىى الأغوار، ومعاليه أدوميم، وبيت إيل وباقي المستوطنات الإسرائيلية. من المؤسف ان نتنياهو لم يستغل اللحظة ولم يتجرأ على فرض النفوذ حتى على (سم) واحد من أرض إسرائيل. السيادة على مناطق وطننا ستأتي ولكن من مكان آخر”.

كما علق بينيت على قرار قضاة المحكمة العليا لمنع هدم بيت فلسطيني إنه “كالطعن في العين والقلب، علينا أن نعيد احترام شعب إسرائيل”.

وفي موقع “فيسبوك” كتب عضو “الكنيست” بتسلئيل سموتريتش “تريدون الحقيقة؟ لا تبحثوا عنها لدى نتنياهو. يصادق الامريكيون على ما نعرفه جميعنا، بيبي عاد إلى معادلة أوسلو البغيضة التي تستند على الأرض مقابل السلام. هو وافق على إقامة دولة فلسطينية وتنازلات على أساس خريطة (والذي ما زال يخبئها لحد الآن)– ما لم يتجرأ فعله من اليسار من قبله، حتى خلال أوسلو”.

وفي منشور آخر، كتب سموتريتش “إنجاز كبير.. التنازل عن الفرصة التاريخية لفرض النفوذ.. إنعاش خطاب الدولتين التابع لليسار بعد مرور سنوات من إنزاله من قبل اليمين، وكل هذا لأجل التوقيع على اتفاقية سلام مع دولة لم تكن معنا بنزاع أبدا”.

وفي “فيسبوك” كتب داني دنون “كسفير لإسرائيل في الأمم المتحدة، زرت الإمارات وتعاوننا عدة مرات في المعركة ضد المخطط النووي الإيراني، بالرغم من ذلك، ممنوع ان يمس هذا الانجاز السياسي بفرض النفوذ – خطوة علينا ان ننفذها على الفور”.

وفي “فيسبوك” كتب “وزير التعاون الإقليمي” اوفير أكونيس: “لدي أمرا واحدا لأقوله لقضاة المحكمة العليا الذين الغوا قرار هدم بيت قاتل جندي، اخجلوا حتى مماتكم”.

وفي تصريحات إذاعية توجه أكونيس للتحريض على الفلسطينيين، متهربا من الإجابة عن الأسئلة حول الاتفاق مع الإمارات، معلنا معارضته لإقامة أي دولة فلسطينية، مطالبا بالدفع قدما بمخطط الضم. كما ادعى أن “إسرائيل ستعمل على تكثيف البناء في الضفة الغربية والمستوطنات، لكون هذه الأرض هي حق تاريخي وشرعي للشعب اليهودي”.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا