حديث القدس: شعب غزة هاشم لن يستسلم أبداً

قطاع غزة الذي يعاني من حصار اسرائيلي جائر منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عاماً، جاء تشديد الحصار الاسرائيلي عليه منذ حوالي عشرة أيام ليزيد الاوضاع سوءا على سوء، لدرجة اصبحت معها الحياة هناك لا تطاق، دون ان يحرك المجتمع الدولي ساكناً، وكأن غزة هاشم تعيش في مكان آخر من هذا العالم أو على المريخ وليس على الارض.
فتشديد الحصار ومنع ادخال الوقود لمحطة الكهرباء جعل اهالي القطاع يعيشون الليل في ظلام دامس، الى جانب ما يشكله هذا الامر من انعكاسات على المستشفيات وحياة الناس اليومية، وعلى عمليات الصرف الصحي، الامر الذي زاد ويزيد من الامراض، وتفشي الاوساخ والقاذورات وغيرها من الامور الاخرى التي تهدد حياة الاهالي هناك.
كما ان هذا الحصار الظالم زاد من سوء مياه الشرب حيث يعاني القطاع من ملوحة في المياه، تلحق الضرر بالانسان، وان المياه الصالحة للشرب هناك لا تتجاوز ٥٪ قبل تشديد الحصار الظالم، فما بالك بعد تشديده.
والى جانب هذا وذاك، فإن الاحتلال الغاشم اغلق البحر أمام الصيادين مما ادى الى سوء أوضاعهم المادية وانعكس ذلك على الوضع الاقتصادي السيء في غزة هاشم، حيث ان القطاع يعاني اصلاً من بطالة متزايدة بسبب الحصار واغلاق العديد من المصانع والمنشآت هناك، جراء عدم توفر المواد الخام من جانب، وعدم وجود قوة شرائية هناك الامر الذي زاد ويزيد من سوء الوضع الاقتصادي الذي ينذر بتفجر الاوضاع في القطاع، خاصة وان العديد من التقارير تشير الى انه اذا بقيت الاوضاع كما هي عليه هناك فإن الحياة في غزة هاشم ستصبح بعد سنوات معدودة لا تصلح للعيش الآدمي.
زد على ذلك عدم وفاء العديد من الدول المانحة بالتزاماتها بشأن إعادة إعمار ما دمرته الحروب العدوانية الاحتلالية على القطاع، حيث لا تزال العديد من الأسر المدمرة منازلها تعيش في «كراڤانات» لا تقيها حر الصيف ولا برد الشتاء، الى جانب افتقار هذه «الكراڤانات» للحد الأدني من الشروط الصحية.
وبالاضافة الى كل ذلك التهديدات الاحتلالية بشن عدوان جديد على القطاع تحت مبررات وحجج واهية، ويقوم الاحتلال منذ أيام بقصف عدة مواقع داخل القطاع بالطيران والمدفعية، والزوارق الحربية التي تلاحق الصيادين يومياً، وتعتدي وتصادر مراكبهم وتعتقلهم وتقتل وتصيب العديد منهم.
ان جميع ما ذكر وسواه يتم من قبل دولة الاحتلال والعالم يقف متفرجاً دون حتى ادانة دولة الاحتلال التي تستغل ذلك لمواصلة حصارها الذي هو عقاب جماعي يفرض على اهلنا في القطاع والذي يعد من جرائم الحرب التي يحاسب عليها القانون الدولي ومحكمة جرائم الحرب.
ورغم كل ذلك فشعبنا هناك صامد فوق أرضه، ولن تنال منه جرائم الاحتلال وسيبقى كذلك حتى انهاء هذا الاحتلال، ليسجل التاريخ ان شعب غزة هاشم لن يستسلم وان العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان سيكون سكوته وصمة عار في جبينه وجبين الانسانية جمعاء.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا