الرئيسيةمتفرقاتالموقفدروس من اجتماع قادة الفصائل

دروس من اجتماع قادة الفصائل

الرسالة الأسبوعية (١٠)

دروس من اجتماع قادة الفصائل

بقلم: د.خليل نزال

الدّرس الأول: لم يعد هناك نظامٌ عربيٌّ يستحقّ شرفَ رعاية الحوار الفلسطينيّ الدّاخليّ، لذلك تداعى قادة الفصائل للإجتماع برئاسة السيد الرئيس أبو مازن “بدون وسيط”وكأنهم يريدون القول: فلسطين عصيّةٌ على الحصار مثلما هي عصيّة على قيود الجغرافيا وابتزاز الأنظمة.

الدّرس الثاني: الرئيس أبو مازن هو شيخ الوطنية الفلسطينية، حوله يتجمّع الفلسطينيون شعباً وقادةَ فصائل، وهذا إقرارٌ بالحقيقة وعودة إلى طريق الحقّ، بغض النظر عن دوافع بعض الأطراف للتعبير عن هذا الحجم من المديح لدور الرئيس، فما يهمّنا هو اعترافهم أن المصلحة الوطنية والالتزام بالأخلاق الوطنية يقتضي إعطاء رئيس شعب فلسطين حقّه، لا أكثر ولا أقل!

الدّرس الثالث: يحاول قادة الفصائل اللحاق بشعبنا الذي يسبقهم دوماً ويحدّدُ أولوياته بسدادٍ وحكمةٍ، وقد بُحّ صوت الشعب وهو يردّدُ: الوحدةُ سلاحنا الأمضى وطريقنا الأقصر إلى الصمود في وجه ما نتعرض له من هجمة تطالُ القضية والشعب والحقّ والمقدسات. ولا وحدة للشعبِ إلا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، فهي البيتُ المجرَّبُ في أحلك الأوقاتِ والمحصّنُ بدماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى، بيتُنا الذي لا يضيقُ بأحدٍ ولا يُغلِقُ أبوابَهُ أمامَ أحد.

الدّرس الرابع: لم يكن اختيار المقاومة الشعبيةِ كوسيلة لمقارعة الاحتلال ترفاً أو “بحثاً عن السلامة”، بل هو اختيارٌ لما يوجعُ العدوّ ويقلّلُ من خسائرنا. وخيراً فعل قادة الفصائل حين أكدّوا على حقّ شعبنا في استخدام كافة الوسائل التي يكفلها له القانون الدولي لمقاومة الاحتلال، مع التأكيد على تفعيل وتطوير المقاومة الشعبية “كخيارٍ أنسبَ للمرحلة”. الترجمة العملية لهذا الإجماع هي بالإنتقال إلى تحويل المقاومة الشعبية إلى فعلٍ يومي يضمن استمرارية الاشتباك مع المحتل وجيشه ومستوطنيه بكل ما يعنيه ذلك من استنهاض لطاقات شعبنا وفتح الطريق أمام المشاركة الجماهيرية الواسعة في برنامج المقاومة بشكلٍ يأخذ في الحسبان قدرات الشعب على العطاء والتحمّل والصمود في وجه إرهاب دولة الاحتلال.

الدّرس الخامس: علينا أن لا نستغرب من بعض الأصوات المشكّكة بجدوى هذا الاجتماع، فهناك فئة مستفيدة من استمرار الانقسام، وهي فئة لا تعير اهتماماً لمصلحة الشعب ولا للمخاطر التي تعصف بالمشروع الوطني الفلسطيني، وكل همها هو الاحتفاظ بما يوفره لها الانقسام من سلطة ونفوذ ومصدر استرزاق على حساب الشعب ومصالحه ومعاناته. الواجب الوطني يستدعي حثّ الأطراف التي اجتمعت بقيادة السيد الرئيس على تنفيذ خارطة الطريق التي حددت إطارَها في البيان الصادر عن الاجتماع، فشعبنا ينتظر تحقيق نتائج عمليةٍ ملموسة على الأرض تساهم في تعزيز صموده وتخفّف من وطأة معاناته اليومية وتعيد له الثقة بالمستقبل وبحتمية انتزاع حقوقنا الوطنية التي حدّدها بيان قادة الفصائل بحقنا في تقرير مصيرنا وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة، وحل قضية اللاجئين بالعودة إلى ديارهم حسب قرار الأمم المتحدة رقم ١٩٤.

الدّرسُ السادسُ: الوقتُ كالسّيفِ، إنْ لَمْ نقْطَعْهُ قَطَّعَنا

وارسو/بولندا
٦-٩-٢٠٢٠

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا