الشهيد المناضل/ أحمد حسين عبد الله جدوع

بقلم: عيسى عبد الحفيظ

الشهيد المناضل/ أحمد حسين عبد الله جدوع من مواليد بلدة أم الرصاص من قرى مدينة مأدبا عام 1946م، غادر مع ذويه إلى الأغوار شمال الأردن، حيث أقام في بلدة تل الأربعين حيث كان يعمل مزارعاً.
مع تباشير العمل الفدائي وانطلاقة حركة فتح عام 1965م، وجد احمد جدوع ضالته المفقودة فالتحق بها سراً مع جيل الثورة الأوائل الذين كانوا يقومون بالإعداد والتنظيم والاستطلاع، حين كان أحمد جدوع، الذي ارتضى لنفسه الاسم الحركي (سعد أبو القناني) ضمن مجموعة فدائيي حركة فتح منطقة الأغوار الشمالية، تل الأربعين، الشيخ حسن، الجسور، المنشية، ووقاص، هذه المجموعة كانت ضمن لجان حركة فتح الأساسية، وبعد العملية الأولى الجريئة التي نفذها مقاتلو العاصفة بتفجير نفق عيلبون في 1/1/1965م، نشطت خلايا حركة فتح السرية بعمليات رصد واستطلاع للأرض المحتلة عام 1948م، حيث كان من ضمن هذه الخلايا شاب جريء اسمه أحمد جدوع (سعد أبو القناني) الذي كان يقوم بجولات سريعة والسفر مشياً على الأقدام مروراً بوادي الشلالة حتى مزيريب، أو عن طريق الحمة السورية لى درعا، كان سعد أبو القناني الفدائي من أعضاء الجناح الضارب بقوات العاصفة وهو يعبر النهر ويهاجم الدوريات وكمائن العدو.
التحق سعد أبو القناني بمعسكر درعا لتدريب الفدائيين المستجدين، حيث تدرب على مهارات الأسلحة وحرب العصابات في دورة تدريبية سريعة أهلته للمشاركة بأعمال فدائية سريعة. بعد انتهاء تدريبه عاد إلى بلدته تل الأربعين، واجتاز نهر الأردن عدة مرات لاستطلاع مواقع وكمائن العدو.
عُين سعد أبو القناني آمر قاعدة تل الأربعين، وكانت هذه المنطقة الجنوبية تمتد من وادي اليابس إلى بلدة الكريمة، وكان من أبرز كوادر هذه القاعدة من الفدائيين: حسين طبطاب، عواد باكير، عبود أبو جواد، عاطف أبو السعود، نايف أبو عمارة، عارف أبو السعود، أحمد سعد الدين، خليل الجمل (لبناني)، محمد راتب، صالح التميمي، حسين جويعد، خالد أنغيمش، هذه القاعدة كانت تقوم يومياً بعمليات فدائية، ونتيجة الخسائر التي لحقت بالعدو، فقد تم رصد المواقع التابعة للفدائيين من قبل طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، حيث تسللت وحدة من قوات المظليين عبر البيارات واشتبكت مع قوات الفدائيين بتاريخ 10/4/1968م، حيث أبلى المقاتلون الفدائيون بلاءً حسناً في التصدي للقوة المغيرة، وكبدوها خسائر في الأرواح والمعدات، ما اضطر قوات العدو إلى التراجع والانسحاب باتجاه النهر، حيث استشهد في هذه المعركة البطل/ خليل الجمل، ومحمد راتب فحماوي، وجرح آخرين.
خلال أحداث أيلول الأسود عام 1970م، تسلم قاطع شرق مدينة إربد وفي عام 1971م، خلال تجدد الاشتباكات بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، كان سعد أبو القناني، متواجداً في القطاع الشمالي، حيث اعتقل ونُقل إلى معتقل الجفر الصحراوي، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات مع الأشغال الشاقة، وفي عام 1973م، صدر عفو عام عن جميع المعتقلين بقرار من الملك حسين، خرج على أثرها سعد أبو القناني من المعتقل وتوجه إلى لبنان حيث التحق بقوات الـ 17 بالجنوب اللبناني.
شارك سعد أبو القناني في الدفاع عن الثورة الفلسطينية خلال الحرب الأهلية في لبنان ضمن قيادته بسرية من قوات الـ 17، وكذلك شارك في جميع معارك الثورة الفلسطينية.
خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، وما تلاه من خروج قوات الثورة الفلسطينية من العاصمة بيروت، توجه سعد أبو القناني إلى تونس، حيث لم يمكث فيها طويلاً، وفضل العودة مرة ثانية إلى لبنان وتحديداً طرابلس حيث كان من أوائل الضباط الذين عادوا إلى لبنان، للمشاركة في الدفاع عن الثورة الفلسطينية وحصار مخيماتنا في الشمال اللبناني ضد زمرة المنشقين عن الثورة وحلفائهم.
بعد الخروج من طرابلس نهاية العام 1983م، فضل سعد أبو القناني البقاء في مدينة طرابلس، تم اغتيال سعد أبو القناني في بداية شهر فبراير عام 1984م، في مدينة طرابلس.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا