مهرجان ” فلسطين” في روما

كتب: بسام صاح

في روما ينطلق اليوم مهرجان “فلسطين”. الذي تنظمه الجالية الفلسطينية في روما ويستمر لمدة اربعة أيام مهرجان ثقافي فني سياسي من الدرجة الأولى، ينظم لأول مرة في روما، وهو الحلم الذي راود الكثيرين من أبناء فلسطين في روما ومنذ عشرات السنين، يقول رئيس الجالية الدكتور يوسف سلمان” منذ شهر يوليو ونحن نعمل من اجل هذا المهرجان، ولم تتوقف اللقاءات والاجتماعات مع قوى التضامن والأحزاب والنقابات لحثهم على المشاركة” وتقديم المساعدة في الحصول على التصاريح اللازمة، خاصة وان الاحتفال سيكون في احدى الحدائق العامة القريبة من وسط البلد وملاصقة لجامعة الدراسات في روما.
ويشمل المهرجان ندوات سياسية تخص مختلف أوجه القضية الفلسطينية، من حق تقرير المصير الى حق العودة الى أوضاع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، يشارك فيها احد كبار الحقوقيين الايطاليين والذي كثيرا ما دافع عن الحق الفلسطيني ضمن القانون الدولي. إضافة الى تقديم الكتب ومشاركة أصحابها، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الكاتب الفلسطيني الدكتور محمود صبح الذي كتب كتاب “أطفال فلسطين” وكيفية بث الذكرى وحب الوطن وقامت ابنته أيضا بعمل اللوحات الفنية لتقديم الكتاب، وعلى المستوى الإيطالي تشارك الكاتبة الصحفية ستيفانيا ليمتي بكتابها ” عرفات الملك بدون دولة”. كما يشارك اثنان من الكتاب الشباب الذين يزورون فلسطين بشكل دوري بتقديم كتابين “انا اسمي أمل” و ” سلام والأطفال المحبين للعب”.
ويشمل برنامج الاحتفال ندوتين في غاية الأهمية الأولى حول الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية يشارك فيها ممثلين عن الأحزاب الإيطالية وأعضاء من البرلمان الإيطالي والبرلمان الأوروبي. اما الندوة الثانية وموضوعها ” الاعلام الإيطالي والقضية الفلسطينية” ويشارك فيها نخبة من الصحفيين ورجال الفكر في إيطاليا.
البرنامج لا يخلو أيضا من تقديم الاطباق والحلويات الفلسطينية، الى جانب الدبكة الفلسطينية. وافلام فلسطينية، وفرق موسيقية إيطالية، ومسرح للفنان الإيطالي الكبير موني اوفاديا مساهمة منه في دعم الشعب الفلسطيني وحملة بي دي اس،
يقول الدكتور سلمان،” لقد بذلنا جهدا كبيرا للحصول على دعم الدائرة الثانية في بلدية روما، ليكون الاحتفال تحت اشرافها الى جانب سفارة فلسطين في إيطاليا” ولكن من تابع العمل اليومي هم أبناء فلسطين، وبصورة جلية هم ” الشباب الفلسطيني في إيطاليا” الذين تم تخصيص يوم كامل لنشاطاتهم والتعريف بما يقومون به.
لكن هذا العمل المنظم من الجالية الفلسطينية لم يكن ليمر بدون تنغيص الجالية اليهودية في روما، التي بدأت قبل أيام من الافتتاح بممارسة الضغط على الدائرة الثانية في بلدية روما، وقبلها التيار الصهيوني داخل الحزب الديموقراطي كان او من اطلق النار ومن مسافة صفر على المهرجان” فلسطين”
ثم ، كما كانت عواصف أيلول (سبتمبر) ، وصلت لعنة الجالية اليهودية الرومانية. “إن رعاية الدائرة الثانية لمبادرة ترى وجود حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) أمر غير مقبول وخطير. حركة المقاطعة تنكر حق الدولة اليهودية في الوجود وترتبط بحركات إرهابية مثل حماس وفتح “، حسب بيان الجالية اليهودية في روما .
باختصار، المهرجان تحدٍ صريح وضروري لمحاولات”الإبادة السياسية” للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية، التي تنتهجها بشكل منهجي الأجهزة الأيديولوجية لدولة إسرائيل، بهدف الإنكار التام لوجود ومقاومة الشعب الفلسطيني.
كما هو الحال دائمًا، وكما تعودنا فان الجالية اليهودية والتيارات الصهيونية المنتشرة بين الاحزاب ستقف ضد أي محاولة لتسليط الضوء على فلسطين، وتقوم بإطلاق العنان لسلسلة سياسية كاملة – من الأحزاب إلى وسائل الإعلام إلى المجتمع اليهودي – والتي، بكل الوسائل، تحاول منع وصول القضية الفلسطينية الى الجامعات والفصول الدراسية المؤسسية أو في الشوارع لتأخذ المساحة والاهتمام الذي تستحقه.
لكن الجهود التي تبذلها الجالية الفلسطينية في روما وباقي الجاليات الفلسطينية في إيطاليا ستبقى مستمرة في عملها الوطني من اجل اعلاء ونصرة الحق الفلسطيني في كافة المجالات.
ورغم الضغوط الهائلة التي مورست لمنع او تقنين المهرجان كان الافتتاح كما اراده المنظمون وبحضور ومشاركة شعبية فاقت كل التوقعات. انها فلسطين وانهم ابناؤها الاوفياء لكل ذرة تراب ولكل الدماء التي اروت ارضنا المباركة، وها هو الجيل الثاني جيل الشباب يحمل الحلم الفلسطيني بالعودة وبناء الدولة، دولة القانون والعدالة الاجتماعية في فلسطين والقدس عاصمتها الابدية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا