الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمصراع الديوك في "حمِِAاس"

صراع الديوك في “حمِِAاس”

بقلم: بكر أبوبكر

وها هي قد فعلتها ثانية، فتركت كل الآمال مركونة في الزاوية المظلمة من صندوق الأمل المخزون في عقل الفلسطينيين منذ زمن طويل
يفتح الفلسطينيون صندوق الأمل مع كل بادرة اتفاق، ولكن سرعان ما يقفل قبل انطلاق زغاريد الفرح.
وللمرة تلو الأخرى تنكمش تيارات “حماس” المناوئة للمصالحة عند هبوب رياح الأمل، وتبتعد عن طريق الحق بعناد عزّ مثيله.
وفي هذه المرة تستخدم هذه الفئة من الحجج ما لم يكن في سابقاتها من المرات من مثل أن الاتفاق في اسطنبول كان شفويا؟! بمعنى أن إمكانية شطبه والتخلي عنه واردة ! في تنظير للتفلت من الاتفاق!
وأن الاتفاق كان مرهونا بقرارات قيادة حماس! وكأننا بالعصر الحجري حيث لا اتصالات تفوق سرعة الضوء كان يمكن أن تؤكد أو ترفض اتفاق العاروري مع حركة فتح بالتشاور الالكتروني؟ أم كان الأفضل جعل العاروري يقف وحيدًا، وكأنه لا يملك من أمره شيئا! في صراع الديوك المفضوح داخل حركة حماس؟
ولا أعجب من الحجة الجديدة المكشوفة وهي عودة الاتفاق أو التنسيق مع الإسرائيلي، رغم أن رفض حماس لاتمام المصالحة والدخول بالانتخابات المتتالية كان قبل مغادرة الوفد من القاهرة أو كما اعترف اسماعيل رضوان نفسه 27/11/2020 في لقائه مع فضائية حماس حيث قال نصا: (فوجئ الإخوة في الحركة وهم عائدون بسماع إعلان حسين الشيخ عودة التنسيق الأمني والعلاقة مع الاحتلال الصهيوني)، أي بوضوح بعد اعلانهم الرفض في القاهرة سمعوا بالتنسيق!
فلم يستخدمون هذه المسألة كحجة؟ وهي الى ذلك لم تكن حجة للاتفاقيات خلال السنوات الطويلة الماضية منذ الانقلاب أيضا، عدا عن ممارستهم كفصيل حماس ذات التنسيق وأن كان من تحت الطاولة، ما يدعو للعجب من التمسك والتشبث بالمواقف المناهضة للاتفاق.
أما المثير للاستغراب فهو العودة تدريجيا لمربع التخوين، فيقول اسماعيل رضوان في ذات اللقاء: (تتمنى على الإخوة في حركة فتح أن يكونوا جميعا موقفهم موقف وطني موحد تجاه العودة عن التنسيق الأمني)!؟ وهذه بداية علو صوت الاقصائيين في حماس والعودة لمربع الاتهامات! (أن يكونوا جميعا موقفهم وطني)! بمعنى ان كل من يخالف موقفه فهو خائن!
وقبل اسماعيل رضوان بيوم واحد فقط تمادى حازم قاسم من ناطقي حماس بالاتهام الى درجة معيبة حين اتخذ من نفسه و فريقه الاقصائي في حماس وصيًا على حركة فتح، وعلى السلطة، بقوله أن: (حماس تعمل لتصويب السلطة ومسارها السياسي)!؟ بل و:(تعمل مع الفصائل لاعادة حركة فتح والسلطة إلى المربع الوطني( !؟ وكأنه الوحيد الذي يحتكر مربع الصواب، وموقفه هو المرجع الوطني! والى ذلك ينصب ذاته أستاذا على تلاميذ!
كتبنا وانتقدنا كثيرًا من واقع الدعم للحركة الوطنية بتنوع أطيافها الذين منهم “حماس” و”الجهاد” وغيرهم، وبغرض دعم المصالحة رغم الانقلاب، وافترضنا أن المسارالبراغماتي المتنور الجديد -وهو بحقيقته مسار ضمن الخط المركزي الصلب الاقصائي في حماس- قد يكون نجح بتخليص حماس من الفكر الظلامي الفسطاطي أو فكر البديل الأوحد والجاهز، ما عدنا لنكتشف أن الحقيقة أعمق من ذلك فلربما داخل حماس ليس أكثر من خط أو مسار، وإنما أكثر من تنظيم، ولولا الدعم المالي وتنوع المحاور لظهرت التنظيمات داخل حماس علانية.
يفتح الفلسطينيون صندوق الأمل مع كل بادرة اتفاق، ولكن سرعان ما يقفل قبل انطلاق زغاريد الفرح والسبب واضح.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا