فلنحاول مجددا…لم لا…

بقلم: الأسير أسامة الأشقر

لا يختلف الناس على الأزمة التي يعيشها العالم العربي بشكل عام فهي أزمة لها امتداداتها التاريخية وتظهر بشكلها الأوضح مع كل منعطف أو استحقاق أو خلاف بين الأخوة العرب ويتسابق الكتاب والمحللون وخبراء السياسة الدولية في استنتاج تداعيات ما يحصل وما قد يفرزه الواقع الجديد وما تأثير ذلك على المستقبل القريب والبعيد للمنطقة العربية، واليوم وبعد هذه التطورات الدراماتكية في العالم وما يحدث تحديدا في العالم العربي ومحيطه الإقليمي يتبادر للذهن أهمية بل وضرورة الإبقاء على روح المحاولة وعدم الاستسلام للشروط الجديدة التي فرضتها سلسلة طويلة من الأخطاء التاريخية فلسطينيا وعربيا. ولكي لا نبقى في نفس الإطار من النقد وجلد الذات أحيانا يجب البحث عن وسائل وأساليب أخرى علها تفيد في إنقاذ الموقف وإعادة العجلة للوراء والبدء بترتيب الأوليات بناء على المعطيات الجديدة، فنحن لم نعد في زمن لاءات الخرطوم الثلاث ولسنا بذات الموقف الذي استخدم فيه العرب سلاح النفط وكل ذلك قد تغير. من هنا يجب البحث مجددا عما قد يكون مفيدا وما قد يعيد الأمور إلى نصابها مجددا فالأمر الأهم هو استمرار بقاء هذا الشعب على أرضه وعدم مغادرتها والاستمرار في البناء والمقاومة بكل الأشكال التي كفلتها كل الشرائع والمواثيق الدولية وهذا هو العامل الحاسم في المعادلة الفلسطينية – الإسرائيلية.

وطالما بقي هذا الشعب يحرس أرضه بهذه الطريقة سيبقى الأمل قائما بتغير كل الشروط والظروف المجحفة التي فرضتها أحداث تاريخية منها ما لنا علاقة به ومنها ما هو خارج عن إرادتنا كفلسطينيين وعرب بعد ذلك تكون الخطوة التالية وهي البناء على ثبات هذا الشعب والدخول بحوار بناء عربيا لمحاولة استعادة روح العمل العربي المشترك وان كان ضمن ظروف جديدة مختلفة في الإطار والمضمون هذه المرة، فهناك الكثير من الدول والأحزاب العربية التي ما زالت تؤمن بحق بمركزية القضية الفلسطينية وبأهمية التقاء مختلف الجهود في إطار واحد يعيد لهذا الشعب حقوقه، وهذا الحوار البناء المختلف هذه المرة قد يكون رافعة حقيقية لتفعيل جهد دولي منظم على طريق إعادة المسار السياسي لمكانه الصحيح ولدينا أصدقاء كثر في العالم ما تزال مواقفهم العلنية مع تحقيق حل عادل يضمن إعادة استقرار المنطقة بأسرها وهذا لن يكون إلا بإيجاد حل يضمن للشعب الفلسطيني العودة لأخذ دوره التاريخي في بناء الحضارة الإنسانية، وقد تكون الأحداث التي عصفت بالمنطقة خلال العقد الأخير قد أفادت في إنضاج الفكرة القائلة بأن أي جهد لا يأخذ بالحسبان طبيعة الشعوب العربية وارتباطها الفكري والثقافي الوثيق ستكون جهودا ضائعة لا فائدة منها وربما ستبقى حبرا على ورق فالوشائج العربية المتنوعة تفيد بان لهذه العلاقة روابط معينة ممتدة في الجذور تظهر مجددا كلما شعرت بالخطر على مستقبلها ومصير أجيالها القادم.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا