الحقوق الفلسطينية هي مربط الفرس!!!

بقلم: يحيى رباح

في مأزق العلاقة الفلسطينية- الإسرائيلية التي دخلت فيها أميركا كطرف سلبي جدا تحت قيادة دونالد ترامب المستمر في عناده المأساوي بشأن التشبث بالبقاء بالبيت الأبيض أو الحصول على شرعية تمكنه من خوض غمار الانتخابات الأميركية في 2024، أو فليحدث الطوفان، حرب اهلية على خلفيات عنصرية، وسط هذا المأزق يكتشف الجميع من الذين يعلنون أدوارا سلبية أو إيجابية ان منظومة الحقوق الفلسطينية هي العامل الحاسم وبدون بلورة هذه الحقوق فإن الأبواب في هذه المنطقة الهامة من العالم، وهي منطقة الشرق الأوسط، ستظل مفتوحة على حقائق الصراع الذي لا يستطيع ان ينجو منه أحد، فهذه المنطقة هي مهد البشارات المقدسة، وهي اهم طريق حيوي للتجارة الدولية، وهي مخزن الذاكرة الإنسانية، بإيجابياتها وسلبياتها، وهي ما لانهاية من المكونات الحضارية والعقائدية بما فيها حضارات سادت ثم بادت، وبالتالي فإن اي حادث صدام عرضي قد يجر الجميع الى ما لم يكن يتوقعونه، ولهذا سمع العالم كله من جلالة الملك الأردني عبد الله الثاني تصريحه الذي يقول فيه: بدون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه فإن هذه المنطقة ستظل مفتوحة على العنف والصراع.

ومعروف أن الحقوق الفلسطينية اصبحت منذ سنوات طويلة محفوظة في قرارات اممية هي جزء من ذاكرة العالم مثل القرار 181 الذي يريد إنشاء دولة إسرائيل، فهذا القرار نص على دولتين، إسرائيل التي قامت فعلا، وفلسطين التي ما زالت في طور الانتظار، بالإضافة إلى بقية قرارات الشرعية الدولية ومن بينها القرار 2334 الذي يرفع الشرعية عن كل أنواع الاستيطان الصهيوني.

ومحاولة هذا اللاعب المعجب بنفسه بنيامين نتنياهو عبر تحالفه مع دونالد ترامب إثارة ضجيج كبير على أحداث تبدو وكأنها جديدة لن يحميه من السقوط مثلما سقط ترامب، بل وبطريقة أكثر بشاعة، فإن إسرائيل الذاهبة الى انتخابات رابعة في السادس عشر من آذار المقبل، يواجه فيها نتنياهو شخصا مجهولا من آل بيته الليكود، وهو جدعون ساعر الذي انشق عن الليكود، وتشير استطلاعات الرأي الى أنه سيحصل على ستة عشر مقعدا، وهكذا فإن أمل نتنياهو في حشد أصوات اليمين لتشكيل حكومة جديدة قد انهار، أما الإثارات الإعلامية عن حلقات مسلسل التطبيع العربي فهي حلقات مملة جدا، وليس فيها من جديد سوى تغيير الممثلين الذين يلعبون الدور وهم جميعا منطفئون وما عدا ذلك ليس في الأمر من جديد، فالقضية الفلسطينية بدأت في القرن الماضي مع موعد بلفور وبعد مئة سنة جاء وعد ترامب الذي هو أكثر سوءا وغباء وفشلا، وليس في الأمر من جديد، ودون الحقوق الفلسطينية لن ينعم احد لتواطئه أو سرقته، وكل واحد منهم سواء شيوخ اللعبة نتنياهو أو ترامب، أو المطبعين العرب القدامى والجدد هم من الهشاشة المحزنة.

في الأيام القادمة، ربما تكون المشاهد أكثر إثارة، ولكننا نقول للجميع: كل ما تقومون به لن ينهي المسألة، فقد فشل من هم لاعبون أهم منكم، ولكنهم ذهبوا تحت الأقدام وتلاشوا، صفقوا لأنفسكم كما تريدون، ولكن نهايتكم محزنة وهي السقوط.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا