“البطلة” رانية صبح.. تجربة تعليم رائدة في “الزمن الكوروني”

قالت رانية فتحي صبح من مدينة بيت لحم، المتوجة كأفضل معلم في فلسطين للعام 2020، إن هذا تتويجها لا يمكن اعتباره شخصيا بقدر ما هو تتويجٌ للوطن بشكل عام.

17 عاما من تدريس الرياضيات، أرادت من خلالها “البطلة” صبح، أن تصل إلى قلوب طلابها ليتأثروا بها.. بالضبط تماما كما تتأثر بهم، وصولا لخلق جيل مبدع يقدّر العلم ويسمو به.

في ظروف الطوارئ وما تتطلبه من دعم نفسي ومعنوي وصحي، وما قبل ذلك بسنوات، ظهرت المعلمة صبح في المجال التربوي والتعليمي من خلال مجموعات التعلم عن بعد التي كانت قد أسستها لطلابها سابقًا وفي ظل جائحة “كورونا”.

“قمنا بإصدار تعليمات تعليميّة واضحة (فيديوهات – أوراق عمل)، برامج ترفيهية وألعاب الكترونية، وخلق حالة من الابداع والتنافس في زمن كورونا.. تعليم تحت وطأة الضغط النفسي والتوتر” قالت صبح، مضيفة أنه تم اتباع أساليب مختلفة وتوظيف استراتيجيات متنوعة، حيث صممت حقيبة ألعاب تربوية مع دليل تطبيقات تعليمية للتعلم، تم تعميمها على المدراس في جميع مديريات الوطن.

ونوهت صبح إلى الطرق المختلفة لجعل التعلم أكثر متعة من خلال طرح الأسئلة المحفزة للتفكير والبرامج التعليمية المحوسبة، والوسائل التعليمية، والتكامل بين المواد الدراسية أفقيًا وعموديًا، وأعداد الأنشطة وأوراق العمل التي تخدم ذلك.

وتؤمن المعلمة صبح، من مدرسة ابو عمار الاساسية المختلطة في محافظة بيت لحم، بأهمية تنمية المهارات الاجتماعية وروح القيادة لدى طلبتها لبناء المشاريع الصغيرة لربطها بسياقات حياتية منها: (دفتر شيكات، وتعاملهم داخل الغرفة الصفية، وتكوين مسائل كلامية على شكل نشرة إخبارية وربطها مع واقع مدرستهم، ومنهم من مثّل أدوار من واقع الحياة العملية المستخدمة في البرمجة المشتركة وما تعلموه من واقع الحياة والرياضيات فيها).

وأوضحت أن الإبداع امتد خارج الغرفة الصفية من خلال تدريبها الطلبة كل حسب موهبته، وإشراكهم في المسابقات المتنوعة والإذاعة المدرسية، مع خبرتها لمعلمي المدرسة خلال الحصص التبادلية وتدريبهم على صنع الألعاب والألعاب التربوية في الصفوف، حيث شاركوا معا في مسابقة أجمل بيئة مدرسية صفية والفوز على مستوى المديرية.

وتقول صبح إنها حرصت جدا في تجربتها، نقل خبرتها في كيفية تصميم الألعاب التربوية إلى معلمات العنقود “العرقوب/ الريف” ، وتصميم بعض الألعاب الالكترونية، ومشاركتها مع زملائها من نفس المبحث عن مجموعة الماسنجر (التعليم زمن كورونا)، إضافة الى أنشطة تكاملية مع مادة التنشئة الوطنية للمفاهيم الوطنية، ومن هذه الأنشطة (مفتاح العودة، تصميم علم فلسطين، البحث عن مدن فلسطينية وخارطة فلسطين، مجلة الحائط على باب الغرفة الصفية، وغير ذلك..)، حيث يتم نقاش هذه القضايا من خلال العملية التعليمية التعلمية.

الى جانب ذلك، “استثمرت” صبح في المناسبات الوطنية، ودربت طلابها على الديمقراطية داخل الغرفة الصفية.. وقامت بدورها رغم الظروف البيئية الصعبة.. ورسمت استراتيجيات التعلم النشط ، والعصف الذهني. واهدت صبح هذا الإنجاز، إلى الاسرة التعليمية كافة والى زوجها الذي كان مساندا لها في اكمال دراستها الجامعة وحصولها على درجة الماجستير، والى والديها وابنائها.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت، امس الثلاثاء، فوز المعلمة رانية صبح من مدرسة أبو عمار الأساسية المختلطة في تربية بيت لحم؛ بلقب أفضل معلم في فلسطين للعام 2020.

وفا- عنان شحادة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا