دعوة الرئيس محمود عباس للمؤتمر دولي تلقى تجاوب إقليمي ودولي

بقلم: عمران الخطيب

من المهم جدا دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى عقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية، وفي تصوري أن المطلوب ليس فقط إنعقاد المؤتمر، وتبدأ بنقطة الصفر وصدور البيان الختامي ،بمقدار ما يتطلب تنفيذ القرارات الصادرة عن المؤتمرات و الندوات والأهم ما صدر من قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.

حيث أن هناك مئات القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية وبما في ذلك قرارات وتوصيات الاتحاد الأوروبي ودول عدم الانحياز، ومع كل ذلك تضرب “إسرائيل” كافة القوانيين والأعراف الدولية بعرض الحائط للأسباب عديدة أهمها، أن الحركة الصهيونية وضعة آلية عمل للمشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري في فلسطين، وأن الأهداف الاستراتيجية للحركة استطاعت توحيد جهودها في إقامة دولة الإحتلال الإسرائيلي.

وكذلك أسهمت دول العالم في التخلص من الوجود اليهودي الذي يشكل عبئاً على عليهم ولا سيما دول أوروبا مقابل تقديم كل و سائل الدعم المادي واللوجيستي ، والجانب المهم هو موقف الدول الاستعمارية وبشكل خاص بريطانيا والذي ترفق بوعد بلفور المشؤوم عام 1917 ، الذي شكل منعطف تاريخي في إقامة الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري ونقطة البداية في صراع العربي الإسرائيلي، والانحياز الأمريكي بشكل شمولي وسافر إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي ، لذلك المطلوب أن تتوفر الإرادة لدول المشاركة في حال إنعقاد المؤتمر بتنفيذها القرارات الصادرة ، وخاصة أن هناك سلسلة من القرارات المتراكمة عن مجلس الأمن الدولي وبشكل خاص قرار 194 و181 وقرار 2334الذي مضى أربعة سنوات على صدوره،وهذا يتتطلب تحويل القرارات الصادرة إلى أفعال.

وأعتقد أن المجتمع الدولي ما زال عاجز في تحويل القرارات الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني إلى حيز التنفيذ، و على الصعيد الجبهة الداخلية يتوجب العمل على تحصين البيت الفلسطيني من خلال المشاركة الفعالية في تحديد العناوين الرئيسية والأهداف المطلوب من المجتمع الدولي، إلى جانب الاتفاق على نقاط محددة في تنظيم البيت الفلسطيني ومنها ضرورة التجديد في المكونات الفلسطينية من خلال الانتخابات العامه التشريعية

وبعد إكتمال ذلك تأتي الرئاسية ويليها المجلس الوطني فلسطيني.

هذا المسار يجب أن يتحقق للخروج من الأزمة الداخلية المتراكمة منذ سنوات، الانقسام الفلسطيني والذي تحول إلى كيان منفصل يتمتع بسيطرة الكاملة من قبل حركة حماس وبدعم وتمويل من قِبل التنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين والدعم المالي القطري بموافقة “إسرائيل” وتوافق من بعض الأنظمة العربية والإقليمية و”إسرائيل” ولكن لا يجب إنتظار حركة حماس والتي تشكل كيان منفصل، المطلوب عدم إبقاء الساحة الفلسطينية في حالة إنتظار.

ويستنزف الوقت والإمكانيات في نفس الوقت تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال بؤر الفتنة التي تغلغلت في بعض المناطق في الضفة الغربية، لذلك المطلوب أن يحدث التغير الجوهري في الأداء الفلسطيني لمواجهة التحديات الإسرائيلية حيث تعمل بشكل مستمر في خلق البوئر العميلة من العملاء وزبانيته من الجواسيس.

لكل تلك التداعيات والأسباب يتتطلب الدعوة إلى إستكمال الاتصالات الفلسطينية مع الفصائل والشخصيات الوطنية المستقلة من أجل تحديد العناوين الرئيسية والأهداف من إنعقاد المؤتمر الدولي بموقف فلسطيني يسود التوافق الوطني وجوهر الموضوع يتتطلب فعل فلسطين فاعل ومؤثر على الصعيدين التحرك السياسي وتوافق الوطني والفعل المقاوم في تغير قواعد الاشتباك مع الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني ولا يكفي إصدار البيانات وتقديم الشكاوي وشجب والاستنكار.

عمران الخطيب

Omranalkhateeb4@gmail.com

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا