“معلقة القرن.. القدس أم اللوحات الكنعانية”

بقلم: د. أحمد الريماوي

(ستة مقاطع من عشرة)
*******************************************************************
اللَّوْحَــةُ تَكْشِـــــفُ عَـــوْراتِ التَّغْــــريبِ
تُعَــــرِّي صَــــــهْيَنَةَ العُـــــرْبانِ

تُلَـــــوِّحُ بالتَّرْغِيـــــبِ وبالتَّرهِيـــبِ..
تُلَمِّـــــحُ بالتَّأْهِيـــبِ.. وبالتَّــــدْرِيبِ.. وبالعِـــرْفانِ
تُصَـــــــــرِّحُ بالتَّأْلــــــيبِ وبالتَّعْـــــذيبِ وبالإِذْعـــــانْ

اللَّوْحَـــةُ تَعْــلُو تَبْصُــــقُ في وَجْـــهِ التَّطْــــبيعِ
اللَّوْحَــــةُ تَصْــــفَعُ كَبْــــوَ التَّابِــــعِ للمَتْــــبوعِ
تُكَسِّــــــرُ أَصْـــــنامَ التَّتْــــبيعِ
اللَّوْحَـــةُ تَكْشِــــــفُ أُسْــــــلوبَ التَّطْـــــويعِ
وأَشْــــــكالَ التَّرْكـــــيعِ
فأَضْــــحَى للواحِـــدِ مِنْهُـــمْ وَجْهـــانِ

تَراهُــــمْ بَيْنَ يَــــدَيْ سَــــــيِّدِهِمْ كالغِلْمـــانِ
كَأَحْـــجارِ الشَّـــــطْرَنْجِ يُحَرِّكُهُـــمْ كَيْــفَ يَشــــاءُ وإِلاَّ:
“كَــــشَّ المَلِــــكَ”، وأَنْهــــى اللَّعِــــبَ
لِيَبْقَــــى الآمِــــرَ والنَّاهـــي..
يَبْقَـــى السُّــــــلطانْ

اللَّوْحَــــةُ تَعْـــرِفُ أَنْ لا شَـــــيْءَ يَهُـــمُّ سِــــــوَى الكُرْسِــــيِّ..
لِيَبْقَـــى الواهِـــمُ مِنْهُـــمْ..
سَــــــقْطاً مِنْ غيرِ رِهـــــــانْ..
يَنِــــخُّ ويَسْـــــجُدُ عَبْـــداً مَأْجُــــوراً..
يَحْــــــيَى في بَـــــرِّ أَمَـــــانْ!
***
اللَّوْحَـــةُ تَعْلُـــو..
تَتَســـــامَى عَنْ إِزْعـــاجِ نَعِيــــــقِ الغِــــرْبانِ..
يَصُـــــمُّ الآذانْ

اللَّوَحَــــةُ لا تُشْـــــــغِلُها مَــأْمَــأَةُ الخِــــــرْفانْ
تَعْـــــلُو تَغْبِطُـــــها العُقْــــبانْ
***
اللَّوْحَـــةُ شَــــــامِخَةُ الأَوْصـــــافِ
تُعَــــــرِّي أَوْكـــــارَ الأَحْــــلافِ
تُــــــذَرِّي تَـــــبْريرَ الخِصْــــــيانِ

تُــــــذَرِّي أَغْـــــوارَ الإِجْـــــحافِ..
اللَّوْحَــــــةُ تَهْــــزَأُ مِنْ ذُلِّ التِّــيـــجانِ

اللَّوْحَــــةُ تَعْــــرِفُ مَــنْ يَذْبَـــــحُ باسْـــــمِ الأَقْصَـــــى..
يَسْــــــلَخُ باسْــــمِ الأَقْصَـــــى
يَجْلِـــــدُ باسْـــــمِ القُــــدْسِ
وباســـــمِ القَوْمِيَّـــــةِ والإِسْـــــلامِ
يُـــــزايِدُ..
يَرْتَكِــــبُ الآثـــامَ بلا حُسْـــــبانْ

اللَّوْحَــــةُ تَعْــــلُو..
تَعْـــلُو.. تَعْـــلُو.. يَحْــمِيها الدَّيَّـــــانْ

يَرْعَـــى أَشْــــبالاً.. زَهـــراتٍ تَأْبَــــى الخِـــذْلانْ
يُنْبِـــتُ أَلْـــفَ صَــــــلاحِ الدِّيــنِ..
وآلافَ الفُرْســــــانِ
***
اللَّوْحَـــةُ لَنْ تَنْسَـــــى يَوْمـــاً..
يَـــوْمَ اسْــــــتَلُّوا سَــــــيْفَ المَنْــــــعِ لِصَـــــــوْتِ مَـــآذِنِنا
صَـــــــدَحَ الرُّهْــــبانُ بأَلْـــفِ أَذانْ

فَأَهِلَّـــــتُها في مِحْــــــنَتِها..
أَجْــــراسُ الوِحْـــدَةِ تَحْضُـــنُها..
بِحَـــنانٍ تَمْسَــــــحُ دَمْـعَتَـــها، وتُعانِقُــــها الصُّــــــلْبانْ

مَهْـــــلاً.. مَهْــــلاً أَمُظَـــــفَّرُ إِنَّ عَــرُوسَ عُــروبَتِــــنا
قد أَسَّـــــسَها يَوْمــــاً كَنْعـــانْ
بِكِيــــانٍ.. ليـــس كَــأَيِّ كِيــــانْ

اللَّوْحَـــةِ تَــــذْرِفُ دَمْـــــعَ الفَرْحَـــــةِ..
مَنْ ذا يَعْــلو صَــــــوْتَ الحُـــبِّ.. شَــــــذا الإِيمـــان؟
***
اللَّوْحَـــةُ لا تَحْــــــتاجُ إلى تَعْـــــريف
اللَّوْحَــــــةُ ثابِتَــــــةُ الأَرْكــــــانْ
اللَّوْحَـــــةُ واثِقَــــةُ البُنْــــــيانِ
***
اللَّوْحَـــــةُ فاقَـــتْ كَـــــذِبَ العَــــــرَّافينَ
وسَــــــفْسَــــطَةَ الكُهَّـــــانْ

لا تَعْــــــــــبَأُ أَبَــــــــــداً بالتَّزْييــــــــــــــــــــــفِ
اللَّوْحَـــةُ باسِـــــــــقَةُ العُنْـــــوانِ

اللَّوْحَـــةُ لا تَحْــــتــــاجُ إلى التَأْليـــــفِ
اللَّوْحَـــةُ آسِــــــرَةُ الوُجْــــدانْ

اللَّوْحَةُ لن تَنْسَــــــــى ..
يوم اسْــــــــــتَلُّوا سَـــــــــــيْفَ المَنْـــــــعِ لصَـــــوْتِ مَــــآذِنِنا
صَــــــدَحَ الرُّهْـــــبانُ بأَلْــــفِ أَذانْ

فَأَهِــلَّتُها في مِحْنــَـتـِـــــها
أَجْــــــراسُ الوِحْـــــدَةِ تَحْــــضُـــــــنُها
بحــــنانٍ تَمْــسَـــــــحُ دَمْـــــعَتَها، وتُعانِـــــقُها الصُّـــــــلْبانْ
***
مَهْــــلاً.. مَـــهْلاً أَمُــظَـــــــفَّرُ إِنَّ عَـــروسَ عُــــروبَتِــــــنا..
قد أَسَّـــــــــسَها يَوْمـــــــــــــاً كَنــــــــْعانْ
بكِيـــــانٍ، ليـــــسَ كَــــأَيِّ كِيـــــــانْ

لِرَسُــــــولِ اللَّـــــهِ هِيَ المَسْــــــرَى
هِيَ مَـهْــــدُ رِســــالاتٍ كُـــــبْرى
هِيَ دُرَّتُنــــا.. هي جَوْهَـــــرَةُ الأَكْــــوانْ

اللَّوْحَـــــةُ تَرْفَــــــعُ شــــــارَةَ شِــــــــعْرٍ
تَرْفَـــــــعُ شـــــــارَةَ فِكْـــــــرٍ
تَصْــــــعَقُ أَعْصـــــــابَ المُسْـــــــتَعْمِر..
تَحْــــرِقُ أَنْفـــاسَ الطَّاغُــــوتِ بلا اسْــــتِئْذانْ
اللَّوْحَـــةُ تَغْـــلِي كالبُرْكـــانْ
بِمَســــــيراتِ النَّـــــفْرَةِ تَهْـــــــتِفُ.. تُعْلِنُـــــها
كَنْــــعانُ الرَّمْــــــزُ.. القِبْـــــطانُ
السَّــــــــيِّدُ.. والرُّبـــــانْ
***